في يوم العمال.. الفلسطيني على رأس عمله!
تعذّر على العامل الفلسطيني أبو محمود سرور
أخذ قسط من الراحة في "يوم العمال" بالأول من أيّار لأن مستلزمات عائلته
المكونة من 9 أفراد تثقل كاهله.
وقال أبو محمود في حديث لـ"الرسالة
نت" من مكان عمله بصناعة الأثاث المنزلي إن مشغله في مدينة غزة رفض منحه
إجازة في يوم العمال ولو لمدة ساعة.
وأضاف: "هذا حال العامل الفلسطيني تعب
ومشقة طوال اليوم"، وفي حال احتج العامل على منعه من الإجازة يرد عليه صاحب
العمل بالقول: "إذا لم يعجبك نأتي بغيرك".
ويأمل الخمسيني أن تراقب الحكومة الفلسطينية
أرباب العمل, وتضع قانونا يلزمهم بتخصيص راتب يناسب الوضع الاقتصادي وغلاء
المعيشة، كما وطالب بوضع حد أدنى للأجور حتى لا يبقى العامل في مهب الريح.
أين حقوق العمال؟
حال العامل أبو يحيى 36 عاما لم يكن أفضل من
سابقه، فمهنة البناء التي يعمل بها منذ أحد عشر عامًا أنهكته وجعلته يشيخ مبكرًا
حسب قوله.
وتساءل عن حقوق العامل الفلسطيني من معاش
وادخار، داعيًا الجهات المختصة لإنصاف العمال في يومهم العالمي.
وروى أبو يحيى لـ"الرسالة نت" قصة
أحد أصدقائه الذي تُوفّي قبل خمسة أعوام إثر سقوطه أثناء عمله من الطابق الرابع،
تاركًا خلفه أطفاله الأربعة الذين لم يجدوا من يعوّضهم براتب بعد وفاة والدهم.
وقال إن "عائلة الفقيد طالبت مقاول
البناء الذي عمل معه بمنح أطفاله مبلغا من المال ليعيشوا به إلا أنه رفض ذلك".
ويعاني العامل الفلسطيني من ظروف اقتصادية
صعبة للغاية جراء الحصار "الإسرائيلي" المستمر منذ نحو سبعة أعوام.
وبلغ عدد العاطلين عن العمل في الضفة الغربية
124 ألفًا، بحوالي 17% من المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر؛ 16% للذكور
و23% للإناث، في حين بلغ العدد 98 ألف عاطل عن العمل في قطاع غزة، بحوالي 28% من
المشاركين في القوى العاملة 15 سنة فأكثر؛ 26% للذكور و44% للإناث.
العامل يعاني
من جهته, قال نبيل المبحوح مدير العلاقات
العامة والإعلام في وزارة العمل إن العالم يحتفل بيوم العمال في الوقت الذي كان
يظلم فيه العامل في العالم كله، مطالبا بتسليط الضوء في هذا اليوم على معاناة
العامل الفلسطيني جراء ممارسات "اسرائيل" بحقه.
وأشار المبحوح إلى أن الاحتلال يحارب الصياد
الفلسطيني في عرض البحر ويعرض حياته للخطر ويعتقله في بعض الأحيان بعد تدمير مركبه
الذي هو مصدر رزقه الوحيد.
ولفت أيضا إلى أن الاحتلال يلاحق المزارع
الفلسطيني على حدود القطاع بإطلاق النار وتجريف الأراضي الزراعية وتجفيف الآبار.
وأكد أن سنوات الحصار "العجاف"
صعّبت حياة العامل الفلسطيني وعمقت جراحه، وشدد أن نسبة البطالة ارتفعت بشكل ملحوظ
في فلسطين.
وفيما يتعلق بالحد الأدنى لأجور العمال في
غزة قال المبحوح لـ"الرسالة نت" إن قانون العمل حافظ على حقوق العامل
الفلسطيني ونظّم علاقة العامل مع رئيسه، ولكن الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر
بها القطاع أرجأت تطبيق القانون.
وبيّن أن وزارته ستدرس قريبا العمل بقانون
الحد الأدنى للأجور، مشيدًا بقرار وزارة العمل في غزة بتشغيل آلاف الخريجين ضمن
عقود العمل المؤقتة بالقطاع.
الرسالة نت، 2/5/2013