القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

قائمة المنكوبين المفتوحة

قائمة المنكوبين المفتوحة


الأربعاء، 27 أيار، 2015

قبل سنوات، كانت فلسطين تحتكر شوارع التضامن والتظاهر في العالم. كانت مواكب المتضامين تعبر الشوارع الرئيسية في العاصمة البريطانية متجهة إلى السفارة الإسرائيلية أو مقر الحكومة في "داوننغ ستريت"، للتعبير عن مواقفها المناهضة للسياسات الإسرائيلية، والمطالبة بوقف الاعتداءات الصهيونية، ومنادية بالحرية للشعب الفلسطيني. ثم سرعان ما انضم العراق إلى لائحة المحتاجين إلى التضامن الدولي، وباتت شوارع لندن مسرحاً لعشرات التظاهرات والمسيرات المنددة بالتدخل البريطاني الأميركي في العراق، ومطالبة بإنهاء الحصار ثم الاحتلال.

تسير مظاهرات تحالف "أوقفوا الحرب" من حديقة "هايد بارك" إلى مقر الحكومة البريطانية، منددة بالسياسات البريطانية الأميركية التي أدت إلى تدمير البلاد والعباد في العراق. أما اليوم، فقد انضمت إلى قائمة "المنكوبين" ليبيا وسورية واليمن، وحتى البحرين. اليوم مسيرة للتضامن مع الشعب السوري، وغداً اعتصام لوقف الحرب في اليمن، وبينهما وقفة تضامنية مع منكوبي الزلزال في النيبال. لم تعد شوارع لندن تتسع للتظاهرات والمسيرات الداعمة والمتضامنة مع شعوب الأرض المنكوبة في مشارق الأرض ومغاربها. لم تعد شاشات التلفاز وصفحات الجرائد تتسع لنشر نداءات الإغاثة لضحايا الزلازل والحروب والنزاعات من ميانمار إلى ليبيا، ومن اليمن إلى أوكرانيا.

لم تعد أموال "أهل الخير" تكفي لإغاثة الملهوفين واللاجئين في مخيمات التشريد في العراق واليمن وسورية والأردن ولبنان وباكستان وكاتمندو. هنا تظاهرة ضد الإرهاب، وهناك مسيرة تدعو إلى السلام، هنا تجمع لليمين الفاشي، وهناك تظاهرة لليسار، في هذا الشارع تجمعت القوى المناهضة للعنصرية، وفي الشارع المقابل احتشد مناهضو الهجرة والمهاجرين. هنا يتظاهر الطلاب والنساء والمثليون وحتى الرجال المطالبون بالتحرر من سطوة النساء. الجميع هنا يتقابل ليعبر عن تضامنه أو استنكاره. الجميع هنا يخرج إلى الشارع والميادين العامة للتعبير عن رأيه أو سخطه، والشارع هنا مفتوح للجميع، من دون توتر أو تشاحن.

المصدر: العربي الجديد