"قدس
برس": خلافات فتح الداخلية .. بين مساعي السيطرة عليها أو تأجيجها لصراعات أكبر
غزة-عبد الغني الشامي: دخلت الخلافات الداخلية لحركة
"فتح" في قطاع غزة مرحلة جديدة، وذلك بعد عمليات الاستهداف المباشر لقادتها
بإطلاق النار عليهم تارة، كما حصل في مخيم جباليا شمال القطاع، وإحراق وتفجير سياراتهم
كما حصل في رفح تارة أخرى، في ظل تبادل الاتهامات وتضارب التصريحات الصادرة عن الحركة
وقياداتها.
وتكاد هذه الخلافات تكون الأكبر منذ سيطرة حركة المقاومة
الإسلامية "حماس" على قطاع غزة في صيف 2007 وفكفكة الأجهزة الأمنية التابعة
للسلطة و"فتح" حيث سبق ذلك اشتباكات وخلافات قبل قدوم السلطة عام 1993.
وتعود جذور هذه الخلافات إلى قرار الهيئة القيادية
العليا للحركة في غزة وهي أعلى هيئة قيادية للتنظيم في القطاع وهي التي تدير أمره والتي
كلفت مؤخرًا بقيادة الدكتور زكريا الاغا عضو اللجنة المركزية للحركة؛ حيث تنص هذه القرارات
على دمج اقاليم الحركة الثمانية في القطاع ببعض القيادات، التي كانت مستبعدة بسبب التجاذبات
داخل الحركة، وكذلك إشراف أربعة من أعضاء اللجنة المركزية للحركة من غزة على هذه الاقاليم
ومتابعتها لحين اجراء الانتخابات الداخلية للحركة التي من المتوقع أن تكون خلال ستة
أشهر.
هذه القرارات أغضبت قادة الأقاليم الثمانية والعشرات
من كوادر الحركة الذين تظاهروا خلال الشهر الماضي أمام منزل ومكتب زكريا الآغا في مدينة
غزة وطالبوه بعدم تطبيق هذه القرارات لأنها تضر بجسم الحركة، ومخالفة للقانون الاساسي
والنظام الداخلي للحركة، وكذلك لخدمة مصالح قيادات معينة في التنظيم.
ومن جهته؛ قال دياب اللوح الناطق الرسمي باسم الحركة
في غزة لوكالة "قدس برس": "إنه من حق أبناء وكوادر وقيادات حركة
"فتح" في قطاع غزة التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم تجاه خطة الهيئة القيادية
العليا لإعادة ترتيب أوضاع القطاع، خاصة فيما يتعلق بدمج المنتخبين بالمكلفين تجاه
تسيير أعمال لحين الذهاب إلى الانتخابات التنظيمية في سقف زمني لا يزيد عن ستة شهور،
على أن يكون التعبير عن ذلك في داخل الاطر القيادية والبيت الفتحاوي ولا يكون عبر المظاهرات
احتجاجيا امام بيوت القيادات".
ولم يتفق القيادي في الحركة وعضو الهيئة القيادية العليا
للحركة في غزة يحيى رباح مع حديث اللوح حول أن هذه القرارات ستكون في مصلحة التنظيم،
رغم أنه عضو في الهيئة العليا لإدارة القطاع. وحمّل رباح الهيئة القيادية العليا للحركة
في قطاع غزة - وهو عضو فيها- المسؤولية عن الاعتداءات التي تعرض لها عدد من كوادر الحركة
جنوب القطاع بعد القرارات التي اتخذتها.
وقال رباح لـ "قدس برس": "إن القرارات
"الرعناء" التي اتخذ من أجل تنصيب الهيئة القيادية العليا للحركة في قطاع
غزة سببت موجة الاعتداءات على قيادات من فتح في جنوب قطاع غزة".
وأضاف: "إنّ المسئول عن حوادث الاعتداء على قيادات
فتحاوية في رفح الشهر الماضي هم نشطاء من "فتح" يرفضون التعديلات الأخيرة
في الحركة في قطاع غزة".
ودعا رباح قيادات حركة "فتح" وأبنائها إلى
تغليب لغة الحوار والعمل على توحيد صفوف الحركة بالحوار وليس بالعنف والاعتداء والحرق
والتفجير.
قدس برس، 3/5/2013