القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 1 كانون الثاني 2025

قرصنة إسرائيلية جديدة في مياه المتوسط: الاستيلاء على سفينتي المساعدات إلى غزة

 قرصنة إسرائيلية جديدة في مياه المتوسط: الاستيلاء على سفينتي المساعدات إلى غزة

السبت، 05 تشرين الثاني، 2011

نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس عملية قرصنة جديدة في عرض البحر المتوسط، استهدفت سفينتين ايرلندية وكندية ابحرتا سـراً من احد الموانئ التركية تحملان مساعدات إلى قطاع غزة المحاصر.
وكان الأسطول الصغير، المؤلف من سفينة «الحرية» الايرلندية وسفينة «التحرير» الكندية والذي يحمل معدات طبية وعلى متنه 27 ناشطاً، انطلق الأربعاء الماضي من ميناء فتحية جنوب غرب تركيا. وأعلنت منظمة «أمواج الحرية إلى غزة»، المنظمة للعملية، في بيان أن على متن المركبين 27 شخصاً من بينهم صحافيون وأفراد الطاقم إضافة إلى أدوية تقدر قيمتها بنحو 30 ألف دولار.
وسيطرت قوات بحرية إسرائيلية
على السفينتين، وذلك على بعد 45 ميلاً بحرياً من شواطئ القطاع، قبل أن تجبرهما على التوجه إلى ميناء أسدود. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، في إطار دفاع واشنطن المتواصل مع إسرائيل، «لم نكن نريد أن نرى هذا الأمر يحصل».
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال بيني غينتس أصدر أوامره لقوات البحرية بالسيطرة على السفينتين، وذلك بعد أن رفض المتضامنون على متنهما العودة من حيث جاءوا والاستمرار في الإبحار نحو غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي، في بيان، «صعد ضباط في البحرية الإسرائيلية على متن السفينتين المتجهتين إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار البحري المفروض عليه والذي يتوافق مع القانون الدولي». وأكدت متحدثة باسم الجيش عدم وقوع أي إصابات خلال العملية. وقال الجيش إن السفينتين كانتا في المياه الدولية عندما تم اعتراضهما، على مسافة ما بين 40 و60 ميلاً من ساحل غزة.
وقبل السيطرة على القاربين أجرت البحرية الإسرائيلية اتصالاً مع المتضامنين، وحذرتهما من الاستمرار في الإبحار واختراق الحصار البحري المفروض على غزة، لكنهم لم يبالوا بالتهديدات الإسرائيلية وأصروا على مواصلة الإبحار نحو القطاع.
وقال منظمو رحلة السفينة الايرلندية، في بيان، «وصلتنا مكالمة هاتفية عاجلة من منسق السفينة الايرلندية فينتان لاين ليقول إن هناك سفينتي حرب إسرائيليتين تقتربان بسرعة من السفينتين الايرلندية والكندية». وأضاف «تبعد الحرية والتحرير 48 ميلاً بحرياً عن شواطئ غزة».
من ناحيته، أكد الجيش الإسرائيلي، في بيان، قيام البحرية بالاتصال بالسفينتين. وقال «أعلمت البحرية الإسرائيلية السفينتين بان المنطقة التي تتجهان إليها، سواحل غزة، تخضع للحصار البحري بما يتوافق مع القانون الدولي». وأضاف «نصحت البحرية الإسرائيلية السفينتين بالعودة في أي نقطة حتى لا يتم كسر الحصار البحري المفروض أو الإبحار إلى ميناء في مصر أو ميناء أسدود». وأوضح أن «النشطاء رفضوا التعاون».
وكانت السفينتان انطلقتا سراً من ميناء فتحية جنوبي غربي تركيا وعلى متنها 27 شخصية دولية رفيعة المستوى من أصل 59 متضامناً منعت بعضهم السلطات التركية، التي اتخذت إجراءات متعددة لتأخير ومنع السفينتين من الانطلاق، حسب مصدر رسمي من المنظمين تحدث لـ«السفير».
وأشار المصدر إلى أن السلطات التركية أخرت انطلاق السفينتين ليومين، ومارست ضغوطاً مباشرة وغير مباشرة على المشاركين لثنيهم عن التوجه نحو غزة، متذرعة بأن الظروف غير مؤاتية.
وأكد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار النائب جمال الخضري أن اعتراض إسرائيل للسفينتين الايرلندية والكندية غير قانوني، وغير أخلاقي وغير مبرر. ووصف الخضري اعتراض إسرائيل للسفينتين بأنها قرصنة بحرية، مطالباً بحماية دولية للمتضامنين على جميع الصعد. واعتبر أن الذرائع الإسرائيلية، التي كان يروّج لها الاحتلال دوماً، لمنعه وصول المتضامنين إلى غزة قد سقطت، وأهمها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت، مشدداً وأن إنهاء الحصار هو المطلوب فوراً.
ودعت حركة حماس، في بيان، جامعة الدول العربية إلى كسر الحصار المفروض على غزة. وقالت، في بيان، إن «استمرار الحصار الإسرائيلي واستهداف الاحتلال لقوافل المتضامنين مع قطاع غزة يمثل جريمة إسرائيلية، تضاف إلى سجل جرائمه ضد الشعب الفلسطيني، التي لم ولن تفلح في كسر عزيمته وإرادته في التحرر والعودة». ودعت «الأمم المتحدة إلى تحمّل مسؤولياتها في وقف الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني والعمل الفوري على إنهاء الحصار بشكل كامل».
وحاول نشطاء كسر الحصار المفروض على قطاع غزة في أيار 2010 في أسطول سفن قادته سفينة «مرمرة» التركية. وقتلت وحدة كومندوس بحرية إسرائيلية تسعة أتراك بعد أن شنت هجوماً على الأسطول، ما أثار أزمة دبلوماسية بين الدولتين، دفعت أنقرة إلى طرد السفير الإسرائيلي وتجميد العلاقات العسكرية مع الدولة العبرية. وحاول أسطول ثانٍ باسم «أسطول الحرية 2» الوصول إلى غزة في تموز الماضي، ولكن تم تخريب سفن عدة تابعة له، واتهمت إسرائيل بذلك، وتم اعتراض بقية السفن قبل وصولها إلى غزة. وكانت آخر سفينة حاولت الوصول إلى غزة هي سفينة «الكرامة» الفرنسية في تموز وقد اعترضتها البحرية الإسرائيلية على بعد 40 ميلاً بحرياً من ساحل غزة.
«قافلة الابتسامات»
إلى ذلك، دخلت «قافلة أميال من الابتسامات 7» إلى غزة بعد ساعات من احتجازها في الجانب المصري من معبر رفح. وقالت مصادر محلية إن 113 ناشطاً دخلوا القطاع، وبرفقتهم 11 سيارة إسعاف، مشيرة إلى أن 29 سيارة مختلفة لا زالت في الجانب المصري ويجري التنسيق لإدخالها. وتضمّ القافلة 113 ناشطاً من دول أوروبية عدة برئاسة منسق القافلة عصام يوسف.
واعتبر رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، خلال لقائه أعضاء القافلة في أحد مساجد غزة، أن «القافلة تأتي في سياق كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع». وجدد تمسك حكومته وحركة حماس بثوابت الشعب الفلسطيني. وقال «لا اعتراف بإسرائيل، والمقاومة حق مشروع لنا». وأوضح أن «قوافل التضامن تؤكد مركزية القضية الفلسطينية»، مضيفا «عادت قضيتنا على أعلى سلم أولويات الأمة لتحتل مكاناً كبيراً في ساحات التغيير وميادين التحرير».

المصدر: السفير - ضياء الكحلوت