قضية عرفات: نبش الرفات اليوم
الثلاثاء، 27 تشرين الثاني، 2012
بعد ثماني سنوات على وفاته، وخمسة أشهر على اكتشاف كميات غير طبيعية من مادة البولونيوم المشعّة على أغراضه الشخصية، حددت السلطة الفلسطينية اليوم موعداً لفتح ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، ونبش رفاته للتحقق من فرضية اغتياله مسموماً بالتعاون مع محققين سويسريين وروس وقضاة فرنسيين.
واتخذت السلطة الفلسطينية إجراءات أمنية مشددة منذ حوالي أسبوعين حول ضريح الرئيس الراحل في رام الله، حيث أغلقت طريقا يمر بمحاذاته، ومنعت حركة المركبات فيه، بعدما أوقفت كافة الزيارات إليه.
وتوقعت مصادر فلسطينية أن تبدأ عملية فتح الضريح الساعة الثامنة من صباح اليوم، مشيرة إلى أن بيانا حول عملية أخذ العيّنات سيتم نشره من قبل لجنة التحقيق الفلسطينية المكلفة بمتابعة تفاصيل العملية.
وسيحضر قضاة فرنسيون وخبراء سويسريون وروس مكلّفون التحقيق، عملية إخراج الرفات. وسترسل العينات بعد ذلك إلى مختبرات في الدول المشاركة في العملية.
وشدّد رئيس لجنة التحقيق الفلسطينية اللواء توفيق الطيراوي أمس الأول، على أن القيادة الفلسطينية تضمن أمن التحقيق، مشيراً إلى أن «الخبراء سيقومون بأخذ عينات وكل شيء سيتم في غضون بضع ساعات». وأضاف انه «سيتم إعادة الجثمان بمراسم عسكرية تليق برمز الرئيس الراحل».
وتجدد الجدل بشأن وفاة عرفات مسموماً في شهر تموز الماضي إثر معلومات نقلتها قناة «الجزيرة» القطرية في فيلم وثائقي أورد أن معهد الإشعاع الفيزيائي في لوزان اكتشف «كمية غير طبيعية من مادة البولونيوم» المشعّة في أمتعة عرفات الشخصية. والبولونيوم عنصر كيميائي موجود في معدن اليورانيوم، ويستخدم كمصدر للإشعاعات من نوع «ألفا» في الأبحاث العلمية والطب. ويتطلب إنتاجه مفاعلاً نووياً، وهو مادة قابلة للذوبان وشديدة السمية بكميات ضئيلة سواء عن طريق الاستنشاق أو الابتلاع.
من جهتها، قالت زوجة الراحل سهى عرفات «إنها تجربة مؤلمة لكن ضرورية»، مضيفة «ينبغي معرفة الحقيقة... لطي صفحة هذا السر الكبير المحيط بوفاته، وإن كانت هناك جريمة فينبغي كشفها».
في المقابل، اعتبر ابن شقيقة الزعيم الفلسطيني ومدير «مؤسسة ياسر عرفات» ناصر القدوة نبش الرفات «تدنيسا». وقال «الجميع بات مدركا تماما أن القائد المؤسس تم اغتياله من قبل إسرائيل بالسم، والشواهد والدلائل كانت كثيرة، وتضمنت قرارات رسمية من الحكومة الإسرائيلية بإزاحة عرفات»، مؤكدا أن «التقرير الطبي الذي صدر عقب وفاة عرفات أكد بوضوح أن حالته المرضية لا يمكن تفسيرها وفق علم الأمراض، وأكد ذلك ما اكتشف مؤخرا عن وجود البولونيوم المشع في ملابسه».
(أ ف ب)