"قيادة المنطقة الجنوبيّة لجيش الاحتلال": حركة حماس
تقوم بالاستعداد لعملية عسكريّة ضدّنا
الناصرة ـ زهير أندراوس: كشف موقع "WALLA" الإخباريّ الإسرائيليّ
أمس الأربعاء النقاب عن أنّه بالرغم من الحصار الخانق الذي يتعرّض له قطاع غزة،
وعلى الرغم من قيام الجيش المصريّ بتدمير عددٍ كبيرٍ من الأنفاق، التي كانت مُعدّة
لتهريب الأسلحة من شبه جزيرة سيناء إلى قطاع غزّة، على الرغم من هذين العاملين
الأساسيين،، فإنّ حركة (حماس) تقوم
وبوتيرةٍ عاليةٍ بتطوير قُدُراتها المخابراتيّة للحصول على معلومات حساسّة عن
الدولة العبريّة.
وساق الموقع الإسرائيليّ قائلاً إنّ الجناح العسكريّ
لحركة حماس، كتائب القسام، بدأ مؤخرًا بنصب بالونات مراقبة، مزودّة بكاميرات
متطورة جدًا بهدف جمع المعلومات المخابراتيّة عن تحركات جيش الاحتلال الإسرائيليّ
على طول الشريط الحدوديّ الذي يفصل بين قطاع غزة والدولة العبريّة.
علاوة على ذلك، أكّد الموقع الإخباريّ، أنّ البالونات
نفسها نُشرت من قبل الجناح العسكريّ في حماس على طول الشاطئ بين إسرائيل وقطاع
غزّة المُحاصر. وقال ضابط وصفه الموقع بأنّه رفيع المستوى في قيادة المنطقة
الجنوبيّة لجيش الاحتلال الإسرائيليّ إنّ حركة حماس اتخذت قرارًا بجمع معلومات
حساسّة ومهمّة عن الدولة العبريّة، وليس على الحدود فقط، إنّما داخل العمق
الإسرائيليّ، مشدّدًا على أنّ الجناح العسكريّ قام بنشر عشرات البالونات المليئة
بغاز الهليوم، المزودّة بكاميرات تصوير عالية الجودة، وأشار أيضًا إلى أنّ مصورًا
فلسطينيًا من قطاع عزّة قام بتصوير البالونات المخابراتيّة ونشرها على صفحته في موقع
التواصل الاجتماعيّ "فيسبوك".
وأضاف الموقع أنّ الضابط الإسرائيليّ عينه شدّدّ أيضًا
في سياق حديثه على أنّ هذه البالونات الاستطلاعيّة تُشكّل قدرة مقلقة جدًا، التي
تؤكّد على نوايا حماس، ليس فقط بتطوير ترسانتها العسكريّة بالقذائف والصواريخ
المتطورّة، وبناء الأنفاق ذات الطابع الهجوميّ التي تؤدّي إلى داخل العمق
الإسرائيليّ، إنّما تعمل حماس أيضًا على جمع المعلومات الحساسّة عمّا يحدث داخل
العمق الإسرائيليّ، ومراقبة تحركّات الجيش والمواطنين على حدٍ سواء، على حدّ
تعبيره.
ولفت الضابط عينه، والذي طلب عدم الكشف عن اسمه، لفت إلى
أنّه في الفترة الأخيرة قامت الدولة العبريّة بالسماح بإدخال غاز الهليوم إلى قطاع
غزّة لأغراضٍ سلميّةٍ، ولكن على ضوء هذا التطوّر، أضاف الضابط، فإنّ إسرائيل ستقوم
بإعادة النظر في هذا الموضوع.
وقال الموقع العبريّ، نقلاً عن مصادر عسكريّة وصفها
بأنّها رفيعة المستوى في تل أبيب قولها إنّه في الفترة الأخيرة تمّ الكشف عن أنفاق
إستراتيجيّة تؤدّي إلى داخل العمق الإسرائيليّ، وشدّدّت المصادر عينها على أنّه
بالرغم من أنّ منظمة حماس تخشى قوّة الردع الإسرائيليّة وتقوم بالعمل بشكلٍ يتناسب
مع خشيتها من الردع الإسرائيليّ، فإنّ الدلائل والمؤشرات التي جمعتها الأجهزة
الأمنيّة في الدولة العبريّة، تقطع الشكّ باليقين بأنّ حركة حماس تستعد بخطى
واثقةٍ للمواجهة القادمة مع قوات الاحتلال، على حدّ قولها.
قصف عشوائي والذي لا معنى له لعدة أهداف في قطاع غزة
والذي شمل الجزء الآخر من النفق المكتشف قرب خان يونس، لاحظنا بأنّ الجيش أصبح لا
يملك أي من المعلومات عن تلك الأنفاق التي تقيمها حركة حماس في غزة، لذلك فهو يقوم
بتنفيذ عمليات قصف على الحدود بلا عنوان، على حدّ تعبيره.
وتابع أنّ جيش الاحتلال يُدرك تمامًا بما لا يدع مجالاً
للشك أنّ حركة حماس لا زالت تبني عشرات الأنفاق الممتدة من القطاع إلى ما وراء
الحدود، وبالإمكان القول إنّ الجيش يتخبط في العتمة، ويضرب نفسه بالجدران، على حدّ
وصفه.
علاوة على ذلك، نقل الموقع عن ضابط يخدم في شعبة في
الاستخبارات العسكرية (أمان) قوله إنّ للنفق طبيعة مفاجئة ودراماتيكية، تشكل هذه
الأنفاق تهديدًا استراتيجيًا لأمن إسرائيل، وإذا لم تساعدنا الصدف في كشف تلك
الأنفاق كما حدث في نفق (عين هشلوشه)، الذي يبعد مئات الأمتار عن الشريط الحدوديّ
مع غزّة فقط، فإنّ الجنود الإسرائيليين سيكونون عرضةً في أيّ لحظة للاختفاء المفاجئ،
والإعلان بعد أيام عن اختطاف أحد الجنود قرب الحدود مع غزة.
وتطرق الضابط إلى ما أسماه بالسيناريو الثاني والذي
اعتبره الأسوأ، وهو دخول عناصر من حماس عبر أحد الأنفاق إلى إحدى البلدات المحاذية
للحدود والقيام بخطف وأسر العشرات من السكان واقتيادهم إلى مخابئ سرية، وزاد أنّ
عروض حماس العسكريّة الأخيرة تدُل على أنها تعد العدة لعمل عسكري سيفاجئ الجيش
الإسرائيليّ، وتوجه له ضربة من حيث لا يدري، على حدّ تعبيره.
وقالت المصادر أيضًا إنّ حركة حماس تتحضّر وتتجهّز
للمواجهة القادمة في جميع المجالات وفي كلّ مجال ممكنٍ. وقال الجنرال عاموس
هكوهين، قائد الكتيبة الجنوبيّة في سرية غزّة للموقع الإسرائيليّ، إنّ حركة حماس
تقوم في هذه الفترة بالذات بحفر الأنفاق، وإنتاج صواريخ وقاذفات متوسطة المدى
وبعيدة المدى، علاوة على ذلك، قال الجنرال هكوهين، إنّ الحركة أقامت شبكة كاملة
ومتكاملة تحت الأرض في قطاع غزّة، بالإضافة إلى ذلك أشار إلى أنّ حماس قامت بتطوير
التقنيات الهجوميّة وتغيير سلوكها في المعارك، وذلك في إطار استخلاص الحركة للعبر
والنتائج من عملية (عامود السحاب)، التي وقعت في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من
العام 2012.
وعندما سُئل عن تقييمه لحركة حماس في هذه الفترة قال إنّ
حماس تعيش في ضغطٍ هائلٍ جدًا، فمن ناحية يقوم الجيش المصريّ بإغلاق وتدمير
الأنفاق، ومن ناحية أخرى لا تملك الحركة الأموال لدفع الرواتب الشهريّة، والداعم
الأيديولوجيّ للحركة بات في خبر كان، أيْ حركة الإخوان المسلمين في مصر، كما أنّ
الحركة تشهد نقاشات أيديولوجيّة عميقة بين قادتها وكوادرها، وفي المحصلة العامّة،
قال الجنرال هكوهين، إنّ الخلافات العقائديّة بين أقطابها تتوسّع، وبالتالي، رأى
الجنرال الإسرائيليّ، أنّ هذه العوامل الضاغطة، بحسب وصفه، التي تمُرّ فيها الحركة
من شأنها أنْ تدفع حماس للمواجهة القادمة مع الدولة العبريّة.
وخلص إلى القول إنّ عناصر الجناح العسكريّ في حركة حماس
لا يجلسون على الجدار وينتظرون، بل يُبادرون، إذ أنّهم يقومون أمام أعيننا ببناء
منظومة جمع معلومات، والتي تشمل الكاميرات، والتي يقومون بنصب السواد الأعظم منها
على عمدان يصل ارتفاعها إلى 45 مترًا، وبكلمات أخرى، لخّص الجنرال هكوهين الوضع
قائلاً إنّ حركة حماس تقوم بالاستعداد لعملية عسكريّة ضدّنا، إنّهم يجمعون عنّا
المعلومات الحساسّة والمهمة، ولكن بالمقابل، نحن نقوم أيضا بعمليات جمع المعلومات
عنهم وعن تحركاتهم، وقد حدّدنا بنك الأهداف الذي سنستهدفه في المواجهة القادمة مع
حماس، على حدّ قوله.
القدس العربي، لندن، 28/11/2013