كاتب صهيوني: حماس تزداد تنظيمًا وفتح غارفة في انقسام داخلي
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام
اعتبر الكاتب الصهيوني عوديد عيران أن حركة "فتح"، التي يرأسها محمود عباس، لا زالت تقف على أرض رخوة في ظل الانقسامات الداخلية التي تعاني منها، لا سيما في قطاع غزة.
وقال عيران في تحليل له نشر في مجلة "تقدير إستراتيجي"، التي يصدرها مركز "أرئيل" للدراسات، أن مقارنة موضوعية بين حراك فتح وحماس في قطاع غزة، وخاصة في الاحتفالين المتتاليين لحماس وفتح في انطلاقتيهما، يشير إلى حالة من الانقسام في حركة فتح، وقد بدا ذلك واضحًا في إرباكات حركة فتح في احتفال الانطلاقة في ساحة السرايا التي كشفت عن تأثيرات القيادي المطرود من "فتح" محمد دحلان، والذي لا زال له نفوذ بين نشطاء فتح في القطاع، كما قال.
وأضاف عيران: "ليس المهم الجموع التي حرصت فتح عليها لإثبات وجودها أمام حماس في غزة، ولكن الأهم أن هذه الجموع لم تكن على قلب رجل واحد، فأنصار دحلان تمكنوا من طرد وإنزال اللواء جبريل الرجوب عضو مركزية فتح من على منصة الاحتفال بعد صعوده عليها بثوان فقط، لا بل قاموا بطرد المفوض العام لفتح الدكتور نبيل شعث من الاحتفال والذي كان من المقرر أن يلقي كلمة في الاحتفال.
واشار إلى أن الانقطاع المفاجئ للاحتفال يؤكد على حالة الإرباك التي أصابت حركة فتح جراء الأعمال الدرامية التي قام بها عناصر دحلان والقيادي أحمد حلس، حيث تمكن هؤلاء من تقطيع كوابل مكبرات الصوت وخطوط الكهرباء وتعطيلها، حتى لا يستمر الاحتفال.
وأضاف عيران أن حركة فتح والسلطة في رام الله قد أصدرت أوامرها لكافة موظفيها وخاصة الذين يتلقون رواتبهم من رام الله وهم بالآلاف بحضور المهرجان هم وذووهم وإلا ستقطع رواتبهم، كل ذلك لم يبيض وجه فتح ولم تتمكن جماهير فتح من التمتع بأغاني فرقة العاشقين التي منعت هي أيضا من عرض ما لديها .. بل كشف هذا الاحتفال عن حجم الخلاف الذي يستشري داخل فتح رغم حالتها الداخلية التي تقتضي رص الصفوف الفتحاوية في ظل "ملاحقتها من حركة حماس في القطاع".
وقارن الكاتب الصهيوني واقع فتح بواقع حماس فقال: حركة حماس حركة عقائدية منظمة، تختلف قياداتها في وجهات نظرهم السياسية إلا أنها لا تطفو على السطح، فوحدة الحركة وقوتها الداخلية هي الهدف الأكبر لغالبية قياداتها، لذلك تجدها منظمة ومرتبة ويظهر ذلك بوضوح في فعالياتها ونشاطاتها وخاصة في احتفال انطلاقتها الخامس والعشرين الذي أقيم أخيرًا في ساحة الكتيبة بغزة، والذي كان مميزا في تنظيمه رغم مئات الآلاف الذين شاركوا فيه، من الداخل والخارج، كان احتفالهم مميزا بالشكل والمضمون، ولم يبرز أي خلاف.
وأضاف عيران "حماس تنظر إلى مستقبلها أكثر من نظرتها إلى ذاتها، فهي يوما بعد يوم تزداد شموخا، على كافة الصعد الأمنية والعسكرية والفكرية والعلمية داخليا وكذلك على صعيد العلاقات الإقليمية، رغم الحصار الاقتصادي المفروض عليها والصراع الذي تقوم به مع الحكومة "الإسرائيلية" والذي يتطور أحيانا كثيرة إلى عمليات عسكرية وحربية.
واختتم الكاتب عيران تحليله قائلا: إن حماس أثبتت في الحرب الأخيرة انها متطورة عسكريا وأنها تستغل ثورات الربيع العربي لتطوير نفسها عسكريا وشراء المزيد من السلاح وتهريبه إلى قطاع غزة، في الوقت الذي تتراجع فيه فتح في مواقفها السياسية والإقليمية والتنظيمية بل تزداد خلافا في بنيتها التنظيمية.