"كرامة": استبعاد "آلستوم" من مشروع قطار الحرمين انتصار للقدس وأهلها
الخميس، 27 تشرين الأول، 2011
رحّبت الحملة الأوروبية لمقاطعة شركة "آلستوم" الفرنسية و"المبادرة الأوروبية لإزالة الجدار والمستوطنات" باستبعاد المملكة السعودية للشركة من عطاء مشروع قطار الحرمين السريع، الذي يربط بين مكة المكرمة والمدينة المنورة، معتبرة أن هذا الاستبعاد "رسالة تنبيه لكل الشركات الدولية التي تفكر في المساهمة في عمليات تهويد مدينة القدس وتغيير الواقع الموجود فيها، الذي ترفضه القوانين الدولية، كما أنه انتصار للقدس وأهلها".
فقد ثمّن خالد الترعاني، منسّق الحملة، والتي تُعرف اختصارًا باسم "كرامة"، قرار السلطات السعودية باستبعاد شركة "آلستوم"، وقال: "إننا نقدّر عاليًا استجابة السلطات السعودية للمناشدات والدعوات التي أطلقتها الحملة وعدد كبير من الشخصيات الإسلامية والمقدسية على وجه الخصوص لاستبعاد شركة "آلستوم" من مشروع قطار الحرمين"، مؤكدًا أن هذا القرار "يؤكد مواقف السعودية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني، لا سيما في مدينة القدس التي تُعد ثالث الحرمين الشريفين".
وأضاف الترعاني، في تصريح له، أن استبعاد "آلستوم" من مشروع قطار الحرمين، والذي تبلغ قيمة عقده نحو عشرة مليارات دولار، "منع تلطيخ هذا الإنجاز الرائد، إذ لا يليق بمن يساهم في تهويد القدس قسراً أن يحظى بشرف ربط الحرمين طوعاً، خصوصًا وأن هذه الشركة متورطة بصورة مباشرة في عمليات التطهير العرقي التي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني".
وشدد منسّق الحملة على ضرورة أن تقوم باقي الدول العربية، التي تقوم شركة "آلستوم" بتنفيذ مشاريع ضخمة فيها، على ضرورة مقاطعتها "لتتعاظم خسائر تلك الشركة، ولتكون الرسالة أقوى لكل شركة عالمية تحدّث نفسها للوقوف إلى جانب الاحتلال في تغيير الوقائع بما يسهم في تنفيذ مخططه التهويدي لمدينة القدس".
وقال "يجب أن لا نفتح أبوابنا لمن يتعاون مع الاحتلال، ولمن يساهم في بناء المستوطنات وتهويد القدس، ذلك فمن الطبيعي جداً أن لا يكون هناك تعاون من الأمة العربية، لاسيما المملكة العربية السعودية، مع هذه الشركات، وأن نوصل رسالة لهذه الشركات أننا لدينا كرامة وندافع عن مقدساتنا وأرضنا بكل السبل والطرق"، على حد تعبيره.
من جانبه؛ اعتبر أمين أبو راشد، رئيس "المبادرة الأوروبية لإزالة الجدار والمستوطنات"، التي تتخذ من لاهاي مقرًا رئيسًا لها، استبعاد شركة "آلستوم" من مشروع قطار الحرمين في السعودية بأنه "صفعة لهذه الشركة وضربة اقتصادية قوية لها، وخطوة رادعة لأي شركة تفكّر في الاستثمار في تهويد القدس".
وقال أبو راشد، في تصريح صحفي، "إن دعوات المقاطعة لهذه الشركة ومناشدة المملكة العربية السعودية وتوضيح الأمر لها، ساهم بشكل كبير في "معاقبة هذه الشركة، لمشاركتها العملية في تشييد قطار إسرائيلي بمدينة القدس المحتلة هدفه الرئيس تهويد المدينة".
وأشاد بـ "القرار السعودي الجريء" باستبعاد شركة "آلستوم" الفرنسية، وقال إنه "يغلق الباب أمام الشركات الدولية الأخرى، ويجعلها تفكّر مليًا في عرض خدماتها على المستوطنين والسلطات الإسرائيلية، لتنفيذ عدد من المشاريع، وذلك خوفًا من حملات المقاطعة ضدها والتي قد تكلّفها مليارات الدولارات، حيث أصبح مثال شركة "آلستوم" ماثلًا أمامها، بعد أن خسرت عطاءً بنحو عشرة مليارات دولار".
يشار إلى أن "المبادرة الأوروبية لإزالة الجدار والمستوطنات" شريك رئيس في "الحملة الأوروبية لمقاطعة شركة آلستون وشركات تهويد القدس" (كرامة)، التي ناشدت العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بعدم منح الشركة الفرنسية فرصة تنفيذ مشروع قطار الحرمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة. وطالبت "بعدم مكافأتها على عداوتها ومشاركتها مع الاحتلال الإسرائيلي في مشاريع تهويد القدس والمقدسات الفلسطينية، ونطلب منكم أن يتم استبعادها من عطاءات الحكومة السعودية، لا سيما مشروع قطار الحرمين".
يذكر أن "المؤسسة العامة للخطوط الحديدية" السعودية قد أعلنت عن رسو عطاء المرحلة الثانية لمشروع قطار الحرمين السريع على "ائتلاف الشعلة" المكون من عدد من الشركات السعودية والإسبانية، ما يعني استبعاد شركة "آلستوم" الفرنسية من العطاء.