كمال الخطيب: ما يجري في مصر محاولة لعرقلة الوصول إلى القدس
خاص
بـ"فلسطين": أبدى نائب رئيس الحركة الإسلامية في الأراضي الفلسطينية
المحتلة عام 48 الشيخ كمال الخطيب، تفاؤله بعودة الاستقرار إلى مصر ورحيل العسكر
عنها قريبا، وقال إن المجازر التي ارتكبت وما زالت ترتكب ضد المدنيين وأنصار التيار
الإسلامي كان متوقعا.
وأضاف
الشيخ الخطيب في تصريحات خاصة بـ"فلسطين"، أن الانقلابيين باتوا يعلمون
الآن أن تراجعهم معناه فشل انقلابهم، وأنه لن يكون مفرا أمامهم إلا الفرار والهروب
من مصر، أو محاكمتهم وفي هذه الحالة حبل المشنقة بانتظارهم.
وأشار
إلى أن مؤيدي الشرعية يعلمون أن تراجعهم معناه أيضا عودة مصر إلى الحكم العسكري
الذي استمر زهاء 60 عاما منذ عهد جمال عبد الناصر في عام 1951 وحتى 2011، ولذلك من
المتوقع في هذه الحالة بحر من المجازر وسفك مزيد من الدماء في مصر على يد
الانقلابيين والداعمين للانقلاب، لاسيما في ظل صدور البيانات الداعمة للانقلابيين
من قبل بعض الأطراف المصرية ومن قبل بعض الأنظمة العربية كالسعودية والإمارات التي
ترقص على شلال الدم المصري، كما قال.
وأوضح
الخطيب أن ما يجري ليس صراعا سياسيا كما يجري تصويره، بل هو صراع ديني حضاري تقوده
المنظومة العالمية الغربية، وأدواته في مصر من بعض الأحزاب والجيش المصري وبعض
وسائل الإعلام المصرية.
ورفض
الخطيب تصوير ما يجري في مصر على أنه يستهدف حركة "الإخوان المسلمين"،
بل هو مخطط يستهدف الإسلام، وتقوده (إسرائيل) وأمريكا والغرب وأتباعهم في العالمين
العربي والإسلامي، مؤكدا أنها حرب خاسرة، وهم يعلمون أن حربهم خاسرة، لأنهم
يعاكسون التيار الإسلامي الذي يشكل مشروع الأمة الحي والذي ينبض بنبض الأمة.
وندد
بمواقف بعض الأنظمة العربية إزاء ما يجري في مصر، لاسيما موقف المملكة العربية
السعودية، التي أشار إلى المفارقة في مواقف المملكة، فهي أعلنت في مواقفها الرسمية
في زمن الرئيس المخلوع حسني مبارك أنه لا يجوز الخروج على الحاكم، وعندما انتخب
الرئيس محمد مرسي، وتم الانقلاب عليه بارك حكام المملكة الخروج على الحاكم وعزل
مرسي.
وأضاف
"أما وان السعودية تقول إنها مع جواز الانقلاب على الحاكم، فأتوقع أن تشرب من
نفس الكأس، وستكون عرضة وستدفع ثمن هذه المواقف، وسيحاسب هذا النظام كما أرادوا أن
يحاسب الإخوان في مصر".
وبخصوص
مواقف حركة فتح والسلطة الفلسطينية وتأييدهم للانقلابيين في مصر، قال الشيخ
الخطيب: إنه "كان متوقعا ذلك، فهم منعوا واعتدوا على أبناء شعبنا في الضفة
الغربية عندما أرادوا التظاهر نصرة للمسجد الأقصى قبل عدة سنوات، وكيف لا يفعلون
ذلك وهم أرباب التيارات المصرية والنظام المصري الجديد".
وأضاف
"أن حركة فتح وقيادة السلطة في رام الله، يريدون أن يستروا عورة فضيحتهم
السياسية، بعد انبطاحهم أمام نتنياهو والإدارة الأمريكية، وضربهم للمشروع الوطني
الفلسطيني".
وأضاف
أن الجيش المصري لم يعمل شيئا للقضية الفلسطينية، فهو مسؤول عن الهزائم التي حلت
علينا كفلسطينيين في عام 1948 وعام 1967، ومنذ الانفراجة التي حدثت في عقيدة الجيش
المصري في حرب عام 1973، لم يقدم هذا الجيش شيئا سوى المساهمة في تدمير العراق عام
1991 خلال حكم مبارك، وحصار غزة، وفي عهد حكم العسكر الجديد كل ما قاموا به قتل أبناء
الشعب المصري وتشديد الحصار على غزة، لأنهم ليسوا سوى أحجار لعبة شطرنج بيد أمريكا
و(إسرائيل).
وتوقع
الرجل الثاني في الحركة الإسلامية التي تتمتع بتأييد كبير في صفوف فلسطينيي
الداخل، أن ستمر سيل الدماء في مصر، لكنه أعرب عن تفاؤله بعودة الاستقرار بعد زوال
الحكم العسكري.
وأشار
إلى أنه في يوم الأربعاء القريب (21/8) سيحل ذكرى حريق المسجد الأقصى، والتي
تتزامن مع المجازر التي ترتكب بحق الشعب المصري في محاولة لعرقلة الوصول إلى القدس
وتحرير المسجد الأقصى. وأضاف، أن التاريخ ما زال يذكر أن تحرير المسجد الأقصى، تم
بعد تحرير القاهرة ودمشق من حكامها الفاسدين، ونحن نرى أيضا أن تحرير المسجد
الأقصى يمر أيضا عبر تحرير القاهرة ودمشق من حكامها الفاسدين، والذي نراه اليوم
قريبا أكثر من أي وقت مضى.
فلسطين
أون لاين، 17/8/2013