القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأربعاء 27 تشرين الثاني 2024

كورنيش بحر غزة.. ملاذ المحاصرين للإفطار السياحي برمضان

كورنيش بحر غزة.. ملاذ المحاصرين للإفطار السياحي برمضان


الإثنين، 13 أيار، 2019

كانت الشمس تقترب من تمام غروبها، حينما بدأت أقدام المارة تتلاشى قبل لحظات من رفع المسجد الساحلي القريب لآذان المغرب، تصافحت يدا الصديقين محمد ومحمود في العشرينات من عمرهما على إحدى الطاولات الخشبية التي استأجراها لتناول طعام إفطارهما في اليوم السادس لشهر رمضان المبارك.

الصديقان أكدا أنهما يتفقان بينهما منذ أعوام خلت على تحديد يوم أو يومين خلال الشهر الكريم للمجيء هنا والإفطار على شاطئ البحر.

يقول محمد: "إنهما يستشعران بالأجواء السياحية الجميلة بعيداً قليلا عن أجواء البيت، ونحن هنا نأتي بطعامنا جاهزا من أي مطعم نختاره، ومشروباتنا على اختلافها".

وعند سؤالهما، عن اختيار هذا المكان، قاطع أحمد صديقه ليقول: "شو نعمل يعني؟! .. نروح على فندق أو مطعم بوفيه مفتوح وندفع عن كل شخص ما لا يقل عن 50 شيكلا"، ومضى ضاحكاً "إحنا هنا، بناكل وبنشرب سخن وبارد وتسالي، بتكلفناش الطشة إحنا الاثنين 50 شيكلا" حسب قوله.

من طعام البيت

قبل أن يلتف أفراد عائلة أبو صلاح حول مائدة كبيرة حجزوها قبل ساعات من حضورهم لأحد المقاهى على كورنيش البحر، بدت الأم الكبيرة تنادي أولادها "نزلتوا كل إشي من السيارة" وهي تقصد كل مستلزمات الإفطار.

بدا أفراد العائلة الذين قارب عددهم على العشرة أشخاص متلهفين لسماع آذان المغرب، ليتذوقوا طعم المقلوبة بنكهة مختلفة خارج البيت.

ابتسمت الحاجة أم صلاح وهي تتحدث عن سعادتها بالتفاف أفراد أسرتها حولها، على مائدة طعام من جهزته ليتناولوه خارج البيت، ليقاطعها زوجها وأصابعه تلتف حول مسبحته "الصراحة، أكل البيت خارج البيت، وبالذات بهذا المكان له طعم ونكهة مختلفة".

وبلكنة غزواية وجهتها الحاجة الفلسطينية من قلبها لأرباب الأسر، "اطلعوا، اتفسحوا، أفطروا بعيدا عن جو البيت، عيشوا حياتكم وابعدوا عن تنغيص الاحتلال والحصار لحياتكم، ولو على لقمة بسيطة".

ويعيش أهالي قطاع غزة في حصار خانق منذ ما يزيد عن اثني عشر عاماً، الأمر الذي يستحيل معه على الأهالي الوصول لما يريدون من شراء الاحتياجات أو زيارة الأماكن التي يشعرون فيها بالترفيه سوى البحر.

ووفقاً لآخر الإحصائيات فإنّ معدلات الفقر والبطالة في تصاعد غير مسبوقة، حيث وصلت نسبة البطالة إلى 54.9% ومعدلات الفقر فاقت 80% كمؤشر خطير يعبر عن تردي الوضع الاقتصادي وتدهور القطاعات الحياتية المتعددة في غزة، في حين بلغ عدد العاطلين عن العمل ما يزيد عن 295 ألف عامل خلال العام 2018.