كيري: السلام هو الطريق الوحيد لأمن
"إسرائيل" وضياع حل الدولتين سيعرضها للخطر
ذكرت القدس، القدس، 4/6/2013، من واشنطن، عن مراسلها سعيد عريقات، أن
وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، قال في خطاب وصف بأنه بالغ الأهمية، عصر اليوم الاثنين:
إن العلاقات الأميركية الإسرائيلية، أقوى من أي وقت مضى، وان "التزام الولايات
المتحدة بأمن إسرائيل لا يهتز ولا يتأثر بأي عوامل أخرى، وإنني فخور للقول لكم ان التزام
الرئيس أوباما بأمن إسرائيل، والتزامه بإسرائيل، أقوى من أي رئيس مضى، وأن أحداً يجب
أن لا يخطي في دقة ذلك".
وأضاف كيري "إن الطريقة الوحيدة لضمان أمن إسرائيل إلى الأبد، هي
تحقيق السلام الدائم مع الفلسطينيين، كل منهما في دولته المستقلة، بما يضمن العلاقة
الطبيعية لإسرائيل، تتعايش مع دولة فلسطينية قادرة على الحياة، وتتعايش وفق ظروف طبيعية
في المنطقة".
وأضاف كيري: "أقول لكم بصراحة، وأنا استوعب تماماً متطلبات إسرائيل
الأمنية، إن حل الدولة الواحدة ليس حلاً محتملاً للإسرائيليين أو الفلسطينيين".
وبالتالي "فإن الحل الوحيد هو حل الدولتين المتعايشتين جنبا إلى جنب بسلام وأمن
ولذلك لا بد من اتخاذ القرارات الشجاعة".
وقال كيري لمستمعيه: "إن هذا الوقت، هو وقت آمل لتحقيق السلام لإسرائيل،
رغم أن ظروف المنطقة التي تشمل الملف النووي الإيراني، والحرب الدائرة في سورية وغيرها،
تشكل تحديات لإسرائيل" مذكراً بالروابط القريبة، بينه شخصياً وبين إسرائيل.
وشدد كيري "يجب أن نعترف بحق الفلسطينيين، في قيام دولتهم في أرضهم،
وقد رأيت ألأطفال الفلسطينيين الذين يلعبون في ركام القنابل والدمار، وأقر بحقهم في
الحياة، مثل بقية الأطفال، وحق الفلسطينيين في ملاحقة أحلامهم بالرخاء والحياة".
وكرر كيري "دعوني أقول مرة أخرى، لن نسمح لإيران بامتلاك القنبلة
النووية أبداً، وتحت أي ظرف".
وكرر كيري في خطابه الذي ألقاه في مؤتمر "اللجنة اليهودية الأميركية"
العالمي، وهو خطابه الأول أمام منظمة يهودية أميركية منذ استلامه موقعه كوزير للخارجية،
التزام إدارة الرئيس أوباما شأنها شأن الإدارات الأميركية المتعاقبة بـ"بذل كل
الجهود لتحقيق سلام عادل، يضمن أمن إسرائيل، وسلامة وجودها كديمقراطية يهودية، يحتذي
بإنجازاتها".
وقال: "الخطر الذي يواجه إسرائيل هو خطر عدم تحقيق السلام مع الفلسطينيين
وتضييع الفرصة" مؤكدا ان "ضياع فرصة حل الدولتين سيعرض إسرائيل إلى خطر الخيار
بين اليهودية والديمقراطية، وأن الوضع القائم تستحيل ديمومته" مذكراً أن
"السلطة الفلسطينية ملتزمة بنبذ العنف" إلى الأبد.
وذكر كيري بإنجازات سلام فياض، ورحب برئيس الوزراء الفلسطيني الجديد،
رامي حمدالله.
وأضاف موقع سويس انفو، 4/6/2013، نقلا عن "أ ف ب"، أن كيري
شدد في خطابه على حل الدولتين، مؤكدا ان "حل الدولة الواحدة هو ببساطة غير موجود
لاي من الطرفين". وتابع ان "الحملة المغرضة لنزع الشرعية عن اسرائيل ستاخذ
زخما". وشدد كيري على انه يعتمد استراتيجية بعيدة عن الاضواء قائلا انه لن يكشف
عن اطر خطته قبل ان يتخذ الطرفان القرارات الصعبة للعودة الى طاولة المفاوضات.
واكد انه "مع اعتماد الخيارات الصائبة والتحلي بالشجاعة والتصميم
الكافيين، سيكون هناك مستقبل مختلف جدا محتمل لاسرائيل". وتعهد بان "السلام
سياتي بثمار" للاسرائيليين والفلسطينيين.
وقال "اؤكد لكم بان دولة فلسطينية مستقرة مع حدود مضمونة واقتصاد
مزدهر ستقوي امن اسرائيل ومستقبل اسرائيل". وتابع كيري ان "حل هذا النزاع
ستكون له بالنسبة للطرفين نتائج شاملة وسيكون في مصلحة الجميع. والعكس صحيح. وعدم حله
سيؤدي الى عواقب خطيرة للطرفين". وبعدما اقر بوجود شكوك عميقة، قال انه يجب على
الجميع اقتناص الفرصة المتاحة.
وتابع "في هذا النزاع، من غير المضمون ان يكون الغد مثل اليوم. والذين
يعتقدون بذلك لان هناك جدار ولان هناك امن اكثر واشخاص اقل يصابون انما يخدعون انفسهم
بان هذا الامر يمكن ان يستمر. الواقع انه لا يمكن ان يستمر".
وحذر ايضا الاسرائيليين من عواقب السماح بانهيار السلطة الفلسطينية معتبرا
ان ذلك قد يؤدي الى انتفاضة جديدة. وقال كيري "فشل القيادة الفلسطينية الحديثة
سيؤدي الى ظهور ما نريد تجنبه. التطرف نفسه في الضفة الغربية الذي شهدناه في غزة وبعض
اقسام جنوب لبنان".