القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

لاجئو غزة يشتكون من تقليص 'الأونروا' لخدمات الطوارئ

لاجئو غزة يشتكون من تقليص 'الأونروا' لخدمات الطوارئ
أوقفت صرف 'كوبونات الغذاء' لـ 120 ألفا بسبب نقص الموازنات
 

الإثنين، 11 تموز، 2011

قابل سكان قطاع غزة الذين يعانون من حالات فقر شديدة سببها الحصار الإسرائيلي قرار تقليص وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'الأونروا' لخدماتها الإغاثية باستهجان وتذمر، بعد إلغائها 'كوبون' لعدد من اللاجئين يحصلون بموجبه على معونات تموينية، وهو أمر حذرت منه حركة حماس التي تحكم القطاع وقالت ان التقليص في الخدمات يؤكد 'المقاصد الخبيئة' لهذه المؤسسة التي غيرت اسمها.

وذكر العديد من سكان غزة الذين كانوا يتلقون طوال العشر سنوات الماضية خدمات إغاثية من 'الأونروا' أن هذه المنظمة الدولية قطعت عنهم مساعداتها وهي عبارة عن كميات من الدقيق والسكر وبعض البقوليات تقدم مرة كل ثلاث شهور.

وقال سكان ممن تعرضوا لفقدان 'كوبونة المساعدات' أن موظفي الإغاثة أبلغوهم عند وصولهم لمراكز التوزيع أن ورقة 'الكوبونة' ألغيت وعليهم مراجعة الإدارة.

وأشاع الأمر تذمراً كبيراً في صفوف الغزيين الذين يعانون من فقر مدقع، وبطالة لم يسبق لها مثيل، وأبدوا تخوفهم من الأيام القادمة، خاصة وأن هذا الأمر تم بعد أيام فقط عن حديث جهات فلسطينية عن قيام هذه المؤسسة الدولية بتغيير اسمها، بحذفها كلمتي (إغاثة وتشغيل) اللاجئين.

وشاع بسبب الفقر والحصار مصطلح 'الكوبونة' كثيراً بين الغزيين، إذ يحرص غالبيتهم على السعي بشكل حثيث وراء مؤسسات الإغاثة للحصول عليها، وهي ورقة صغيرة يتسلم حاملها كميات عينية من الأطعمة.

وتقدم 'الأونروا' كميات من المساعدات الغذائية لعدد كبير من اللاجئين في المناطق الفلسطينية عبر برنامج طوارئ خاص، أنشأته مذ عشر سنين، مع بدء الانتفاضة الفلسطينية الحالية التي قامت إسرائيل بموجبها بفرض قيود على العمل.

وقال إبراهيم عليان وهو لاجئ يبلغ 48 عاماً أن عملية تقليص الخدمات الإغاثية أمر خطير، ويشير إلى وجود اعتماد عدد كبير من جيرانه كما حاله هو الآخر على هذه المساعدات، ويؤكد أنهم كلاجئين الآن يخشون من تطور الأمر بحيث يشمل وقف برنامج الطوارئ لتشغيل اللاجئين.

ويعتمد هذا البرنامج على توفير فرص عمل مؤقتة تمتد من ثلاث إلى ستة شهور للاجئين، للمساهمة في تخفيف الأعباء المالية عن كاهلهم.

وكانت 'الأونروا' قالت في وقت سابق أن نحو 80 بالمئة من سكان غزة يعتمدون على المساعدات الخارجية لتدبير أمور حياتهم بسبب حالة الفقر التي يعيشونها، وبينت أن معدل البطالة وصل لأكثر من 45 بالمئة.

ويعد الحصار الإسرائيلي المفروض على السكان منذ أربع سنوات من أهم الأسباب التي أدت لزيادة معدلات الفقر والبطالة في صفوف الغزيين، خاصة أن نسبة 40 بالمئة منهم بحسب الإحصائيات تعيش في 'فقر مدقع'.

وأكدت دائرة شؤون اللاجئين في حركة حماس أن تقليص خدمات 'الأونروا'، يؤكد 'المقاصد الخبيثة' التي ذهبت إليها هذه الوكالة الأممية عندما قررت تغيير اسمها وشطب كلمتي الإغاثة والتشغيل، وشددت على أن 'المساس باحتياجات اللاجئين لا يقل خطورة عن المساس بقضيتهم السياسية'، وأكدت أنه لا يمكن قبول وقف مساعدات الطوارئ في ظل ازدياد أعداد واحتياجات اللاجئين، وفي ظل الحصار المشدد المفروض على قطاع غزة.

وأشارت إلى أن الأصل أن تبحث 'الأونروا' عن ممولين إضافيين، وقالت 'فهذه مهامها، ولأجل ذلك يتقاضى مسؤولوها رواتب عالية'.

وأكدت حركة حماس على عزمها في التصدي بكل الوسائل القانونية لهذه التجاوزات على حقوق اللاجئين، والتي قالت انها تهدف إلى 'تركيعهم وتوطينهم'، وطالبت بدفع المساعدات المالية للاجئين، وأكدت على ضرورة أن تكون هذه المساعدات 'إجبارية وليست تطوعية تستخدم لابتزاز اللاجئين ومساومتهم على حقوقهم'.

وقالت دائرة اللاجئين في حماس ان 'الأونروا' خفضت عدد المتعهدين المؤقتين الذي يقدمون الخدمات لمنشآت الوكالة بحوالي 20 بالمئة. وكذلك خفضت عدد المستفيدين من المساعدات الغذائية بمئة وعشرين ألف مستفيد منذ بداية شهر تموز (يوليو)، وقررت وقف المساعدات المالية البالغة 100 شيكل (نحو 30 دولار) التي تقدم لطلاب المدارس، لافتة إلى أنها تهدد بوقف برنامج خلق فرص العمل بسبب نقص التمويل.

لكن 'الأونروا' نفت أن تكون قد أحدثت أي تغيير على اسمها، أو طبيعة عملها وفق الأهداف التي تأسست من أجلها، وقال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لـ''الأونروا' في تصريحات لـ'القدس العربي' ان ما حدث هو تقليص في خدمات الطوارئ التي بدأت الوكالة الأممية في تقديمها للسكان منذ عشر سنين، لافتاً إلى أن السبب في ذلك يعود إلى عجز في موازنة الطوارئ وصل إلى 50 مليون دولار.

ولفت الى انه بسبب هذا العجز اضطرت 'الأونروا' إلى وقف تقديم 'كوبونات غذائية' لنحو 120 ألفا من المستفيدين، بينت الكشف المسحي لحالاتهم أنهم يمكن أن يعتاشوا ويتدبروا أمورهم دون الحصول على هذه المساعدة.

ولفت إلى أن التقليص شمل أيضاً خطة التشغيل المؤقت، حيث تم تخفيض النسبة إلى 60 بالمئة.

ونفى أبو حسنة أن يكون الأمر يقع ضمن ما أشيع عن تغيير 'الأونروا' لاسمها، ونفى صحة ما أشيع حول الأمر، وقال ان أي تغيير يحتاج إلى قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأشار إلى أن البرامج الأساسية التي تقدم للاجئين في المناطق الفلسطينية وفي كل من الأردن وسورية ولبنان كالتعليم والصحة لم يطرأ عليها أي تغيير أو تقليص.

ونبه أبو حسنة أنه في حال لم تصل أموال من الدول المانحة لدعم موازنة 'الأونروا' فغن تقليصات أخرى على برامج التشغيل الطارئ ستقع في المستقبل القريب.

يذكر أن وكالة 'الأونروا' تشرف منذ إنشائها قبل ستون عاماً على رعاية شؤون اللاجئين الفلسطينيين صحيا وتعليميا، إضافة إلى تقديم خدمات إغاثية وتشغيلية لهم في عدة مخيمات أقيمت في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومناطق الشتات في الأردن ولبنان وسورية.

وأمس أعادت هذه الوكالة الأممية عنوان 'وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين' إلى موقعها الالكتروني على شبكة الانترنت باللغة العربية والانكليزية.

وقال أبو حسنة ان موضوع التسمية السابق على الموقع لا علاقة له بتقليص الخدمات، وأنه كانت له علاقة باحتفالية المنظمة في الذكرى الستين لإنشائها.

وتقدم 'الأونروا' خدمات صحية وتعليمية واجتماعية لما يقارب من خمسة ملايين لاجئ يعيشون في مخيمات اللجوء.

المصدر: القدس العربي