الأحد، 25
كانون الأول، 2022
أكّد المفوض
العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا” فيليب لازاريني في خطاب
له بمناسبة نهاية العام 2022، أنّ التصويت الأخير الذي جددت فيه الجمعية العامة
ولاية وكالة "الأونروا” يثبت أنه لا يمكن لأحد أن يحلم بإنهاء ملايين اللاجئين
الفلسطينيين.
وأكد المفوض
العام، أنّ اولويته للعام المقبل، هي تحقيق الأمان الوظيفي والحفاظ على جميع خدمات
الوكالة الحيوية والعمل لتحويل التصويت في الجمعية العامة إلى التزام مالي حتى
تحصل الأونروا على تمويل منتظم ومستدام ومتوقع".
واستعرض
لازاريني في خطابه الموجه للاجئين وموظفي وكالة "الأونروا” أهمية الوكالة بالنسبة
لملايين اللاجئين والتحديات التي قابلتها على مدار العام 2022، مشدداً لا بديل عن
الوكالة حتّى حل قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وتحدث لازاريني
عن المصاعب التي لمسها خلال زياراته لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في أقاليم عمل
الوكالة الخمسة، وقال:"في جميع زياراتي مؤخراً لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين،
شهدت أيضاً المصاعب اليومية وحالة البؤس ودرجة اليأس وللأسف يبدو أن ما يوحد بين
اللاجئين الفلسطينيين الذين التقي بهم في جميع أنحاء المخيمات في المنطقة هو
شعورهم بأنهم متروكون وأن أصواتهم لم تعد مسموعة".
وأشار إلى ما
وصفه بـ " الحضيض" الذي يعاني منه اللاجئون في لبنان ويدفعهم للموت في
قوارب الهجرة وهو ما لمسه خلال زيارته لمخيم البداوي، وقال:" رأيت كيف وصل
معظم اللاجئين إلى الحضيض وكيف يعيشون في فقر مدقع حيث أن اقتصاد البلاد في حالة
سقوط حر والتقيت بعائلات أولئك الذين غرقوا في قارب الموت قبالة سواحل سوريا."
كما تحدث في
كلمته عن معاناة الفلسطينيين في سوريا، حيث أخبره لاجئون من الذين عادوا للعيش وسط
الأنقاض في مخيم اليرموك، "أن هذا هو خيارهم الوحيد لأنهم لم يعودوا قادرين
على دفع الإيجار خارج المخيم وأخبرني لاجئون في مخيم الزرقاء في الأردن كيف ساعدهم
برنامج التمويل الأصغر للأونروا على تغطية نفقاتهم لأن البطالة أثرت على العديد من
العائلات".
وعن أوضاع
اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، قال لازاريني:" شهدنا أعلى مستويات
العنف منذ أكثر من 15 عاما ولقد التقيت مؤخراً مع موظفي الأونروا واللاجئين في
مخيم بلاطة في شمال الضفة الغربية الذين شرحوا كيف يؤثر العنف على حياتهم اليومية
وتشعر العديد من العائلات بالحزن والألم لفقدان أحبائهم. كما ويفتقر الكثيرون إلى
الحماية الأساسية التي يستحقونها كثيراً".
كما تحدث عن
الأوضاع الإنسانية والنفسية المتردية التي يعاني منها أهالي قطاع غزّة،
وقال:" من المفجع أن نرى كيف يستمر الناس في العيش في منازل دون المستوى
المطلوب يعتمدون في الغالب على المساعدات الغذائية بعد 73 عاما من نزوحهم وهناك
جيل كامل في غزة لم تطأ قدمه قط خارج القطاع وينبغي ألا نقلل من شأن تأثير الحصار
والحروب المتكررة والفقر المدقع السائد على الصحة النفسية للناس في غزة".
وتوجه لازاريني
لموظفي الوكالة منوهاً إلى جهودهم، وقال:" إنكم تواصلون إثبات مدى تأثير
وكفاءة عملكم بالنسبة للاجئين وللمنطقة والأونروا قادرة على مواصلة العمل بفضل
جميع العاملين في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وغزة وسوريا ولبنان
والأردن".
كما عرّج على
إنجازات "الأونروا” على صعيد التعليم، رغم كل التحديات المالية التي واجهت
الوكالة، مشيراً إلى استمرار توفير التعليم لنصف مليون فتى وفتاة في جميع مدارس الوكالة
البالغ عددها 700 مدرسة.
كما تحدث عن
مواصلة "الأونروا” تقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية ومنع تفشي الأوبئة وتقديم
الوكالة المياه النظيفة، إضافة إلى توزيع الغذاء الأكثر احتياجاً بشكل جماعي وفردي.
كما توجه
لازاريني إلى اللاجئين الفلسطينيين وقال" "إنني أسمعكم ويؤلمني في كل
يوم أن أقابل عائلات تكافح فقط من أجل تأمين احتياجاتها اليومية وإنني أبذل مع
فريقي من كبار الموظفين كل ما في وسعنا لإثبات، مرارا وتكرارا، أن الأونروا تعمل
بنجاح وأن مدارسنا ومراكزنا الصحية وشبكة الأمان الاجتماعي والإقراض الصغير وتحسين
المخيمات".
وأضاف: "
"كثيرا ما أتساءل كيف تظل وكالة مثل وكالتنا، والتي حققت النجاح في مجال
التنمية البشرية لعدة عقود، وهي التي تستجيب بسرعة للأزمة الإنسانية وتساهم
باستقرار هذه المناطق المضطربة، في حاجة ماسة إلى الموارد لا ينبغي أن نكون بهذه
الحالة! لا توجد وكالة أكثر كفاءة في تقديم هذه الخدمات الحيوية".
وعن العجز
المالي للوكالة، بين لازاريني إلى انه سيتم تحويله إلى ميزانية عام 2023. وقال إنّ
ذلك لا ينبغي أن يحدث هذا لوكالة بحجم الأونروا.