
الإثنين، 01 كانون الأول، 2025
حذّر المفوض العام لوكالة "أونروا"
فيليب لازاريني من خطورة الأزمة المالية التي تمرّ بها الوكالة، مؤكدًا في رسالة
وجّهها إلى الموظفين، يوم الإثنين 1 كانون الأول/ديسمبر 2025، أن وقف إطلاق النار
في غزة ما زال هشًّا رغم الانتهاكات المتكررة التي طالت العاملين الميدانيين.
وأوضح لازاريني أن القرار 2803 الصادر عن مجلس
الأمن يشكّل إطارًا دوليًا للتخطيط لمرحلة ما بعد الحرب في غزة، بما يشمل الجوانب
الإنسانية والحوكمة والأمن، إضافة إلى التحضير لمؤتمر إعادة الإعمار في القاهرة.
ونفى في الوقت نفسه المزاعم المتعلقة بإمكانية استبدال "أونروا" بجهات
أخرى داخل القطاع، مشيدًا بجهود موظفي الوكالة الذين واصلوا العمل رغم النزوح
والخسائر الكبيرة.
وأشار إلى أن معلمي "أونروا" أعادوا
نحو 50 ألف طفل إلى التعليم الوجاهي، فيما يقدم الطاقم الطبي للوكالة 40% من خدمات
الرعاية الصحية الأولية في غزة. كما تواصل فرق المياه والصحة العامة والتحصين
ومكافحة الآفات إزالة النفايات وتشغيل الخدمات الحيوية في أصعب الظروف.
ولفت لازاريني إلى أن انشغال العالم بأحداث غزة
لا يجب أن يحجب التحديات التي تواجه اللاجئين والموظفين في الضفة الغربية ولبنان
وسوريا والأردن، مشددًا على أن حماية عمليات الوكالة وحقوق اللاجئين في مناطق
عملها كافة تبقى أولوية أساسية.
وفي سياق متصل، صوّتت اللجنة الرابعة في
الجمعية العامة للأمم المتحدة على تمديد ولاية "أونروا" حتى حزيران/يونيو
2029، وأقرت قرارًا يشيد بدور الوكالة في جهود السلام وإعادة الإعمار. غير أن
المفوض العام نبّه إلى وجود "تصدعات" في نمط التصويت، بعد امتناع عدد من
الدول الأوروبية عن دعم التجديد.
أما على الصعيد المالي، فكشف لازاريني عن عجز
نقدي يبلغ نحو 200 مليون دولار حتى نهاية آذار/مارس 2026، رغم إجراءات التقشف التي
خفّضت ما يقارب 150 مليون دولار من النفقات. و warned من أنّ غياب دعم
مالي كبير سيجبر الوكالة على اتخاذ خطوات إضافية قد تمسّ عملياتها.
وفي ختام رسالته، أعلن لازاريني أن ولايته
ستنتهي في آذار/مارس 2026، مؤكدًا التزامه بتأمين انتقال سلس للقيادة في ظل الظروف
السياسية والمالية الصعبة، مع التركيز في الفترة المتبقية على حماية الولاية
السياسية للوكالة وضمان استمرارية عملها وخدماتها.