مؤتمر دعم الانتفاضة: دولة فلسطينيّة على كامل التراب
الإثنين، 03 تشرينالأول، 2011
اختتم المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية المنعقد في طهران أمس وسط دعوات إلى ضرورة تركيز الجهود على تحرير فلسطين، وعدم التخلي عن خيار المقاومة بذريعة المفاوضات، إضافةً إلى التشديد على اهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية، للاستفادة من الوحدة لمواجهة المخططات الإسرائيلية الماضية قدماً في تهويد القدس ومضاعفة الكتل الاستيطانية.
طهران | أكد المؤتمر الدولي الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية، في ختام أعماله أمس، على أهمية إنشاء الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطيني، داعياً الى رفع الحصار عن الشعب الفلسطيني في غزة. وشددت اللجنة البرلمانية المنبثقة عن المؤتمر، في ختام أعمال المؤتمر، الذي أقيم بمشاركة وفود من قرابة مئة دولة، وافتتح أول من أمس بحضور المرشد علي خامنئي، على أهمية القضية الفلسطينية باعتبارها محور الصراع الإسلامي مع الكيان الصهيوني، وعلى أن تكون لها الأولوية في قضايا العالم الإسلامي.
كذلك شدد المجتمعون على حق عودة اللاجئين الفلسطينين لكي يشاركوا في بناء الداخل وتقرير مصيره ومستقبل بلدهم، ودعوا جميع الدول الاسلامية إلى مقاطعة البضائع الاسرائيلية وايصال صوت الشعب الفلسطيني المظلوم الى كافة انحاء العالم عبر وسائل الاعلام المتنوعة. كذلك أدان المشاركون في المؤتمر بشدة جرائم الكيان الصهيوني ضد ابناء الشعب الفلسطيني، فضلاً عن إداننتهم عمليات الحفر والتنقيب التي يقوم بها الكيان الصهيوني تحت المسجد الاقصى وبناء المستوطنات في الأراضي المحتلة.
وجاءت هذه التوصيات في ختام أعمال المؤتمر، الذي ألقيت فيه عدد من الكلمات لشخصيات ركزت على سبل دعم القضية الفلسطينة، ابرزها للمرشد الأعلى للثورة الاسلامية في ايران، آية الله علي خامنئي، الذي دعا إلى تحرير كل فلسطين لا جزء منهاً، مؤكداً أن كل مشروع يهدف الى تقسيم فلسطين مرفوض تماماً، وأن «فلسطين هي من النهر الى البحر دون تفريط بشبر واحد منها»، كما رفض التوجه الفلسطيني إلى الأمم المتحدة لنيل العضوية، مشيراً إلى أن «مشروع السلطة الفلسطينية لانتزاع اعتراف بالدولة الفلسطينية يعني إنهاء حق العودة وحق الفلسطينيين في اراضي 1948».
وأوضح خامنئي أن ايران لا تريد رمي اليهود في البحر ولا حكمية الامم المتحدة بل يجب أن يقرر الشعب الفلسطيني مصيره بنفسه، مشيراً إلى أن «إيران تقترح استفتاء الشعب الفلسطيني لتقرير مصيره بنفسه ولتقرير نظامه الحاكم كأي شعب آخر». وأكد أن «كل الفلسطينيين الأصليين من مسلمين ومسيحيين ويهود يجب أن يشاركوا في استفتاء عام ومنضبط ويحددوا مصير دولتهم»، مشدداً على «البلدان الإسلامية لقبول هذا الطرح».
وعن الدعم الغربي، وتحديداً الأميركي لاسرائيل، لفت خامنئي إلى أن «الرئيس الاميركي يقول إن أمن الكيان الاسرائيلي هو خط احمر وليعلم الجميع أن هذا الخط سوف يكسر على يد الشعوب المسلمة المقاومة». وأضاف «ما يهدد الكيان الصهيوني والدول الغربية ليس الصواريخ الايرانية بل هو عزم شباب ورجال ونساء البلدان الاسلامية»، مؤكداً أن الصواريخ الإيرانية ستفعل فعلها متى ما استوجب الأمر، ومحذراً اسرائيل وحلفاءها من «ضربات موجعة» لا يمكن للدرع الصاروخية لحلف شمال الأطلسي منعها.
من جهته، رأى رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، أن المؤتمر يُعقد في ظروف مهمة وحساسة جداً تمر بها القضية الفلسطينية، بحيث إن ثورات المنطقة أعطت فرصة لدعم هذه القضية، ومن جانب آخر يجب أن نكون واعين وحذرين بالنسبة إلى بعض الخطط السياسية التي تدبر في الأسواق الغربية المقيتة والمزيفة، التي تريد أن تبيع القضية الفلسطينية بثمن بخس.
أما رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، فأكد أن المقاومة تبقى الخيار والمشروع الاستراتيجي في كل المراحل حتى تتحرر كل فلسطين ويجري القضاء على المشروع الصهيوني، مشدداً على تحریر الأرض أولاً لإقامة دولة حقيقية عليها.
وبعدما تحدث عن أن التوجه إلى الأمم المتحدة لطلب عضوية الدولة يتضمن «مكسباً رمزياً ومعنوياً لا ننكره»، وعبّر عن تقديره لخطوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس برفضه كافة الإملاءات والضغوط الأميركية، التي مورست عليه لثنيه عن التوجه إلى الأمم المتحدة، قال مشعل «لكن ماذا بعد، هل سنبقى نعيش تلك الخطوة الرمزية إلى الأبد؟». وشدد على أن المطلوب اليوم أن نعمل بجدّ كيف نبني ونقيم الدولة على أرض محررة.
كذلك دعا مشعل «عباس والإخوة في حركة فتح والسلطة وجميع القوى الفلسطينية والشخصيات المستقلة» إلى لقاء وطني جادّ لمراجعة سياسية شاملة وعميقة للمسار السياسي الفلسطيني، إضافة إلى «تكثيف الجهود المشتركة من أجل تسريع تنفيذ كل بنود وملفات المصالحة الوطنية، وإلى تسريع إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية وطنية للشعب الفلسطيني، وتعزيز نهج الشراكة»، مؤكداً على ضرورة الوصول إلى استراتيجية وطنية فلسطينية من أجل التخلص من الاحتلال الصهيوني وإقامة الدولة الفلسطينية الحقيقية.
من جهة ثانية، لفت مشعل إلى أن «ربيع الأمة اليوم أعاد الاعتبار إلى قوة الجماهير وقوة الشارع العربي والإسلامي»، مؤكداً أن ذلك «يعطينا إشارة قوية إلى أن منبع القوة ليس في ضعف القيادات ورهاناتها الضعيفة الخاسرة وإعادة إنتاج المشاريع الفاشلة، بل إن القوة الحقيقية تنبع من الشعب والشارع والجماهير؛ فهي منبع القوة والنضال والمقاومة».
أما رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة في قطاع غزة، اسماعيل هنية، فأكد في كلمة ألقاها أمام المشاركين في المؤتمر عبر الفيديو كونفرانس، أن الجهاد والمقاومة هما الحل الوحيد للقضيه الفلسطينية، مشدداً على أن التجربة أثبتت أنه لا يمكن بلوغ أهدافنا بالحوار مع أميركا والكيان الصهيوني. وأضاف نحن متمسكون بحقوقنا ولن نتخلى حتي عن شبر واحد من الأرض الفلسطينية.
بدوره، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، رمضان عبد الله شلح، أن الشعب الفلسطيني يريد كامل أرضه من النهر إلى البحر، منتقداً النظام الدولي القائم، وقال إنه لم ينصف الشعب الفلسطيني. وشدد على أن «فلسطين أرض عربية وإسلامية ولا يحق لأي أحد التنازل عنها، وطريق الوصول الى فلسطين حرة يمر عبر المقاومة والقوة والسلاح لا عبر التسوية والتفاوض».
كذلك أعرب شلح عن أمله في أن تأتي الثورات التي تشهدها الدول العربية بالنصر الى القضية الفلسطينية خاصة، وأن هذه الثورات ناتجة عن الصحوة الإسلامية ومكافحة الظلم والاستعمار، مشيداً بإنزال الشعب المصري للعلم الصهيوني من سفارة هذا الكيان في القاهرة.
من جهته، شدد رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري على ضرورة أن يمثل المؤتمر «فرصة لكشف جرائم اسرائيل، ولاستنباط وسائل جديدة في المقاومة والممانعة، وقد كشفت اسرائيل مخططاً جديداً لتهويد القدس وللاستيطان»، لافتاً إلى أن «اسرائيل تنتظر أن يستمر الانقسام الفلسطيني وتفتت النظام العربي لكي تصل إلى أهدافها».
كذلك أكد بري أن «المقاومة ستبقى تمثل قوة الردع للنوايا الإسرائيلية، وهي تمثل في الواقع الراهن ضرورة وحاجة لبنان إلى منع اسرائيل من استغلال الوضع العربي للتفرد في لبنان». ورأى أنه «اذا كان الاعتراف بالدولة الفلسطينة قد جرى، يبقى أن تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينة هو الاكثر أهمية، لأن الوحدة هي السلاح الفلسطيني الأمضى لإزالة الاحتلال، وكذلك التمسك بخيار المقاومة الشعبية بكل أشكالها».
وأشار رئيس مجلس النواب اللبناني الى انه «يجب أن ندعو جماهير القوى والمنظمات المشاركة في المؤتمر الى تطبيق قرارت مكتب مقاطعات اسرائيل»، متساءلاً «أين هي المقاطعة العربية لإسرائيل بدلاً من سوريا؟ ولماذا تصرف الأموال العربية على تمويل الاحتجاجات في سوريا بدل دعم الشعب الفلسطيني على البقاء في أرضه؟».
أما رئيس مجلس الأمة الكويتي، جاسم الخرافي، فرأى أن خطوة السلطة الفلسطينية للاعتراف بدولة فلسطين في الامم المتحدة نقطة تحول نحو حل القضية الفلسطينية، داعياً في الوقت نفسه إلى تحقيق المصالحة الفلسطينية، بعدما أشار إلى أنها لم تعد خياراً بين فرقاء، بل ضرورة حتمية لقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس. وأكد أن المصالحة هي المطلب الرئيس للشعب الفلسطيني.
وأخيراً رأى رئيس مجلس النواب العراقي اسامة النجيفي أن قضية فلسطين كانت ولا تزال أمّ القضايا العربية والإسلامية والإنسانية، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى دعم عملي لهذه القضية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين، كذلك، طالب «الحكومات الصديقة والشقيقة التي تشهد بلدانها انتفاضات شعبية بانتهاج لغة الحوار المنفتح مع المنتفضين، وصولاً الى قواسم مشتركة تحول دون احداث الفوضى والفتنة».
--------------------------
نتنياهو: تصريحات خامنئي تعبر عن الكراهية
انتقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أول من أمس، ما وصفه بتصريحات «تعبر عن الكراهية» من جانب المرشد الإيراني علي خامنئي. وقال رئيس الوزراء بحسب بيان رسمي إن «التصريحات التي تعبر عن الكراهية الصادرة عن نظام الملالي، والساعية إلى القضاء على اسرائيل تقوي عزمنا على التمسك بالاحتياجات الأمنية لمواطنينا، وعلى المطالبة بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية»، في إطار أي اتفاق للسلام. وتابع «ستواصل اسرائيل العمل لتحقيق السلام، مع التأكد من توافر السلام والأمن لمواطنيها من أجيال المستقبل».
المصدر: جريدة الأخبار اللبنانية