مجاري المستوطنات تعكر جمالية الأرض الفلسطينية
الجمعة، 10 آذار، 2017
تكتسي فلسطين في هذه الأيام برداء أخضر قبيل
حلول الربيع الرسمي هذا العام، لتعطي لوحة جمالية عن الوطن السليب.
لكن هذه الصورة تعكرها ممارسات المحتل، وأبرزها
تدفق المياه العامة من المستوطنات والمناطق الصناعية التابعة لها.
رداء أخضر
في الأغوار الفلسطينية الممتدة على طول الحدود
بين فلسطين والأردن، تمتد مساحات واسعة من الأراضي التي ارتدت مؤخرا كساءً أخضر على
عكس العادة بفعل التغييرات البيئية.
في غور فصائل، الواقع شرقي عقربا، والممتد حتى
مدينة أريحا، مساحات واسعة من السهول والجبال سيطر اللون الأخضر عليها بفعل الحشائش
والنباتات، واستقطبت آلاف المتنزهين من مختلف مناطق الضفة الغربية، من رحلات مدرسية
وعائلات ومجموعات للتجوال والاستكشاف.
في منطقة سد حريز، شرقي بلدة عقربا، مساحات شاسعة
من السهول والسفوح الجبلية، تعاني من التدفق الكبير للمياه العادمة من مستوطنة معاليه
ادوميم، والمناطق الصناعية التابعة لها، مما أفقد المنطقة جماليتها جراء الروائح المنبثعة
منها، ناهيك عن قتلها النباتات في منطقة الوادي، لاحتوائها مواد كيماوية.
انتشار الأوبئة
يقول الباحث حمزة العقرباوي الذي يرافق العشرات
من المجموعات السياحية والنشطاء في مجموعات التجوال والاستكشاف، إن تلك المجاري تلوث البيئة؛ لأنها تختلط مع مياه الينابيع الكثيرة
في المنطقة، كما تسبب انتشار الأوبئة بين الطيور المهاجرة التي تجد ملجأ لها في السفوح والجبال القريبة، خاصة في
وادي الزقازقة.
من جانبه، يقول المواطن عبد الله القبلاوي من
قبلان، الذي تجول مع أقرانه في تلك المنطقة: "كل شيء جميل هنا، إلا مجرى المياه
العادمة الذي أفسد هذه اللوحة الخلابة"، ولا تقتصر هذه الظاهرة على مناطق الأغوار،
فإن وادي قانا ووادي كفر الديك في محافظة سلفيت، يعانيان نفس الأمر جراء المياه العادمة
من مستوطنات بركان وغيرها.
ورغم ما تتعرض له البيئة الفلسطينية من دمار
وتخريب وتعكير فإن المجموعات الفلسطينية تنشط للتعرف على ربوع الوطن المحتل، لتعطي
رسالة على التمسك بالأرض وهويتها.