القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مجمـوعــة «المهمـات الخـاصـة» فـي الضـفـة: تظـاهـرات نـوعـيـة «خلـف خـطـوط العــدو»

مجمـوعــة «المهمـات الخـاصـة» فـي الضـفـة: تظـاهـرات نـوعـيـة «خلـف خـطـوط العــدو»
 

الثلاثاء، 20 تشرين الثاني، 2012

على غرار ما تفعله القوات الخاصة في الجيوش، يخطط الناشطون السلميون في السر. يختارون هدفاً خلف خطوط العدو، ويحضّرون المعدات اللازمة للعملية: «كاميرا وعلم ويافطة وجنزير». ثم يتسللون ويضربون ضربة صغيرة يكون أثرها صغيرا في الميدان، وكبيرا في القلوب، وخطيرا جداً على المنفذين.

هذا ببساطة عمل مجموعة من الناشطين السلميين الفلسطينيين، بدأت منذ فترة «بعمليات تظاهر نوعية» تستهدف «العمق الإسرائيلي»، وتتسلل خلف الجدار وفي قلب الشوارع الرئيسية المؤدية إلى الأراضي المحتلة. وآخر تلك المحاولات كادت تودي بحياة عبد الله أبو رحمة أحد المؤسسين والناشطين في مجموعة « المهمات الصعبة»، حيث حاول أحد المستوطنين دهسه.

وقال عبد الله لـ«السفير» إنه «في غضون التاسعة صباحاً من يوم أمس، تجمعنا ونحن حوالي 50 شخصاً، وكنا أعددنا لعملية جديدة هي الثالثة خلال أقل من شهر. كان الهدف الوصول إلى منطقة الجدار الشائك القريب من بلدة رافات في محافظة رام الله والبيرة وقطعه»، مضيفاً «تسلل الشبان والشابات، وقطعوا السياج الشائك للجدار. ودخلوا إلى شارع 443 وهو أحد أهم الشوارع الحيوية. وقطعوا الطريق على المستوطنين. لحظات مرت، بادر أحد المستوطنين إلى دهسي فأرداني أرضا».

كادت محاولة الدهس التي نفذها المستوطن متعمدا تودي بحياة عبد الله لولا أنه «تدارك الموقف»، وألقى بنفسه فوق مقدمة السيارة ثم تمسك بطرف غطاء المحرك، وحين أسرع المستوطن في القيادة أضطر عبد الله إلى إلقاء نفسه جانبا، ليصاب بجروح بسيطة وكدمات.

«ببساطة كانت الحياة على المحك»، يقول عبد الله ساخراً، قبل أن يضيف «لا بأس، هذا لا شيء مقارنة مع ما يدفعه شعبنا في غزة». وأشار إلى أن المقاومة الشعبية تترسخ «كنهج حياة... لسنا طلاب موت بقدر ما نحب الحياة، ونريد أن ننال حقوقنا، وأن يتوقف نزيف دم شعبنا، مهما كان الثمن».

وقامت مجموعة «المهام الصعبة» خلال الأشهر الماضية بالعديد من المحاولات المشابهة والأكثر جرأة أحياناً، حيث اقتحم هؤلاء الناشطون وهم فلسطينيون وأجانب، شارع مستوطنة «معاليه أدوميم» في شمالي القدس المحتلة، وكذلك معبر «نعلين العسكري» في غربي رام الله، وشارع الشهداء في مدينة الخليل، وكسروا الحصار المفروض عليه منذ سنوات.

وشرح عبد الله «لن نتوقف عن هذه المحاولات لكي نثبت للعالم ولإسرائيل بأن أرضنا حقنا نستطيع الوصول إليها مهما كان الثمن، فالوصول إليها هو حق لا تراجع ولا تنازل عنه».

محاولات عبد الله وفريقه ألقت ببريقها على مجمل التحركات الفلسطينية الشعبية التي ما زالت أقل من سقف التوقعات وفقاً للصحافيين المتابعين للحراك الشعبي، خصوصاً أن المشاركة الشعبية تعتبر متواضعة في التظاهرات مقارنة بذات الفترة خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وبحسب الصحافيين فإنه «خلال الانتفاضات السابقة كان مئات الآلاف يتحركون بكثافة للتظاهر السلمي. لكن اليوم لا نرى إلا المئات والآلاف في أحيان قليلة، وفي الغالب يتظاهر العشرات لدعم غزة أو لنصرة قضايا وطنية».

عبد الله ورفاقه كانوا أول من أطلق أيضاً التظاهرات الشعبية احتجاجاً على العدوان على غزة، حين اقتحموا معبر نعلين العسكري وأغلقوا الشارع الذي يليه بالجنازير قبل أن تفرقهم قوات الاحتلال.

وفي سياق مواز، (أ ف ب) شهدت أنحاء مختلفة من الضفة الغربية أمس، تظاهرات للتضامن مع قطاع غزة، ما أسفر عن وقوع اشتباكات مع جنود الاحتلال وإصابة أربعة فلسطينيين بالرصاص الحي.

وذكرت مصادر طبية فلسطينية أن خمسة فلسطينيين أصيبوا جراء استخدام قوات الاحتلال الرصاص الحي ضد المتظاهرين، من بينهم اثنان إصاباتهما خطرة.

وجرت المواجهات في محيط البلدة القديمة في الخليل وعدة قرى في شمالي وجنوبي المحافظة، استخدم خلالها الجيش الغاز المسيل الدموع والرصاص الحي.

كذلك، جرت مواجهات عند معبر قبة راحيل قرب مدخل مدينة بيت لحم الشمالي، وفي بلدة تقوع قضاء بيت لحم، حيث أصيب الشاب عمر فروخ بعيار ناري.

وتظاهر المئات عند معبر الجلمة في شمالي مدينة جنين، وفي معبر حوارة في شمالي نابلس، ومعبر بلدة عطارة وبير زيت قضاء رام الله. وتحولت تلك التظاهرات إلى اشتباكات مع جنود الاحتلال.

وخلال تظاهرة بالقرب من سجن «عوفر» في جنوبي رام الله، دارت مواجهات بين الشباب وجيش الاحتلال، أصيب خلالها ثلاثة شبان بالرصاص.

لمشاهدة مجموعة «المهام الصعبة» أمس:

http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=CiHHgbhU9ys

المصدر: امجد سمحان - السفير