محلل: حكومة
الاحتلال الجديدة مرتبكة سياسيا وأمنيا
خانيونس- المركز الفلسطيني للإعلام
رأى الكاتب والمحلل في الشأن الصهيوني محمد خليل مصلح أن
الحكومة الصهيونية الجديدة تعاني ارتباكا سياسيا، وآخر أمنيا يتعلق برؤيتها في التعامل
مع الملفات الساخنة، المتمثلة في الملف الإيراني، وملف المقاومة الفلسطينية في غزة
وجنوب لبنان.
وقال مصلح في تصريح خاص لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"
إن رئيس الحكومة الصهيونية شكل حكومته الجديدة خالية من الحريديم "اليهود المتدينين"
المتمثلين في حزبي شاس ويهودت هتوراه، وهذا ما جعله يفقد حلفاءه التقليديين، الذين
تواجدوا في أغلب الحكومات السابقة.
وأضاف "في الأصل فإن نجاح
نتنياهو في تشكيل هذه الحكومة لم يكن سهلا، وكان تحديا كبيرا، وأنا أرى أن ما حدث هو
بداية انفساخ في تركيبة الحكومة الصهيونية، وسيؤدي بالطبع إلى غضب ليكودي على نتنياهو
سيكون له تبعات فيما بعد".
أما على صعيد البرامج والأجندة،
فلا يرى مصلح أنه ستكون هناك تغيرات ذات معنى كبير جدا في أجندة وبرامج الحكومة الصهيونية
المقبلة، لكنه يقر أن أولويات الحكومة الجديدة مختلفة عن سابقاتها.
وقال: "الليكود بيتنا ونتنياهو،
برنامجهم وأجندتهم مازالت تتمحور حول الملف الإيراني بدرجة أولى، ثم يأتي الوضع الصهيوني
الاجتماعي والاقتصادي الداخلي، وبالدرجة الثالثة والهامشية يأتي الملف الفلسطيني".
وأجندة الآخرين الذين يشاركون في
الحكومة، يشرح مصلح، لا تبعد كثيرا عن رؤية نتنياهو وحزبه، فبرامجهم تركز على النواحي
الاجتماعية والاقتصادية للصهاينة، وتحقيق آمال المستوطنين، دون إعارة اهتمام كبير للملف
الفلسطيني إلا بما يحفظ ماء وجه الكيان الصهيوني أمام الرأي العالمي.
وحول كيفية تعامل الحكومة الجديدة
مع الملف النووي الإيراني، يرى مصلح أن الأمر منوط بالمفاوضات التي ستجري بين الرئيس
الأمريكي باراك أوباما أثناء زيارته المرتقبة للكيان الصهيوني ونتنياهو.
لكنه رجح أن تتم المساومة في هذا الأمر بين الطرفين، بحيث
يحاول أوباما أن يأخذ وعدا من الكيان بألا يقوم بأي مغامرة عسكرية مع إيران مقابل وعد
أمريكي بعدم السماح لإيران بالاستمرار في برنامجها النووي.
وعلى صعيد جبهتي غزة وجنوب لبنان،
يؤكد المحلل السياسي أن الكيان الصهيوني ليس معنيا بأي حرب في ظل الوضع الحالي، لا
في غزة ولا مع حزب الله، لكنه قد يكون معنيا فقط أن يوظف تلك الأوراق من أجل تحقيق
مكتسبات أمنية، مثلا أن يضغط على مصر بإلزام الفصائل باحترام التهدئة بغزة، ومنع تهريب
السلاح.
وعلى أي حال، يقول مصلح:
"الوضع الميداني هو الذي يحكم العلاقة بين المقاومة والاحتلال، وأي انفلات في
الوضع الميداني قد يكون معه رد واسع لكن لا يرتقي إلى مستوى حرب".