القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مخاوف فلسطينية: المفاوضات «تصفية» للقضية

مخاوف فلسطينية: المفاوضات «تصفية» للقضية

الثلاثاء، 23 تموز، 2013

أكد محللون سياسيون أن موافقة السلطة الفلسطينية على العودة إلى المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، تدلل على العبث الواضح والتلاعب بالشعب الفلسطيني في ظل عدم تحقيق أي انجازات حقيقية من قبل القيادة الفلسطينية، وأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ليس لديه أي خيارات أخرى سوى الإغراءات الاقتصادية والمالية وغيرها التي يقدمها له الأميركيون والإسرائيليون، مشددين على أنها رفع للغطاء عن إسرائيل من أجل عودة شرعيتها.

وقال هؤلاء في أحاديث منفصلة مع «السفير»، إن موافقة عباس على هذه المفاوضات، جاءت مع استمرار حالة العدمية وعدم اتفاق الفلسطينيين على استراتيجية وطنية موحدة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين أن ما يمرره وزير الخارجية الأميركي جون كيري على السلطة الفلسطينية خطير، وربما يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

وكان كيري أعلن بعد جولات مكوكية متواصلة ولقاءات مطولة أجراها مع الجانبين، أن السلطة الفلسطينية وافقت على العودة إلى المفاوضات المباشرة مع إسرائيل وستبدأ هذا الأسبوع في واشنطن.

وأوضح الكاتب والمحلل السياسي أسعد أبو شرخ، أن السلطة الفلسطينية اختارت طريق المفاوضات وهي لا تملك أي وسيلة ضغط فعالة، لافتاً إلى أنها أوقفت المقاومة ولا تؤمن بالمقاومة المسلحة، فضلاً عن أن هناك انفصاما بين السلطة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.

وقال أبو شرخ في حديثه إلى «السفير»، إن المشهد الفلسطيني مشهد «الرجل الواحد»، في إشارة إلى أن صاحب القرار هو عباس، مشيراً إلى أنه لا يوجد أدنى مبرر بالمطلق لعودة السلطة إلى المفاوضات.

ولفت أبو شرخ إلى أن الرئيس الفلسطيني ليس لديه أي خيارات أخرى، وهو يحاول أن يبرر عودته للمفاوضات وأن هناك اختراقاً ووعوداً مكتوبة قدمتها أميركا، وفعلياً لن تحقق أي شيء، وهذا يعتبر فشلاً من قبل القيادة الفلسطينية.

ورأى أن المطلوب من القيادة الفلسطينية غير القادرة على تحقيق شيء، وبدلاً من أن تعبث وتتلاعب في الشعب الفلسطيني القادر على التضحية والصمود، ولا تلتفت إلى إرادته ومطالبه، عليها أن تتنحى جانباً وتستقيل، وتعلن صراحة أنها بعد 20 عاماً من المفاوضات لم تقدم شيئاً للفلسطينيين، وتترك للشعب أن يختار قيادته.

وأضاف أبو شرخ «هذا حديث فاشل وعاجز وعباس مدعو وقيادته إلى التنحي، وعلى الشعب أن يبحث عن قيادة تؤمن بالمقاومة والكفاح المسلح».

وبيّن المحلل السياسي أنه، على مدار جولات المفاوضات الماضية التي كانت تتوقف وتعود من جديد، كان الفلسطينيون هم من يتنازلون وليس الإسرائيليين، مؤكداً أن المقاومة التي طردت إسرائيل من جنوب لبنان وغزة، هي القادرة على تحرير فلسطين.

وتساءل أبو شرخ عن ماهية وسائل الضغط الموجودة لدى الرئيس عباس، إذ انه فعلياً يفاوض، ولا يوجد أي وسائل ضغط يمكن أن يمارسها على إسرائيل.

في المقابل، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي مصطفى إبراهيم، أن مفاوضات من هذا النوع لا تحقق شيئاً من أجل الحل العادل والحقيقي لقضية الشعب الفلسطيني.

وأوضح إبراهيم في حديث إلى «السفير»، أن قبول السلطة العودة إلى المفاوضات هو استمرار لنهجها التفاوضي منذ العام 1993، حينما أنجزت اتفاق أوسلو، لافتاً إلى أنه ربما تسفر هذه المرة عن انجاز أوسلو جديد.

وأضاف أن «هذه المفاوضات حتى الآن لم تعطنا مؤشراً واضحاً عن أن هناك أي تنازل إسرائيلي حقيقي. وهل سيتم حل موضوع الحدود والأمن والمياه وغيرها؟. هل هناك اعتراف بحدود العام 1967، وكل القضايا الجوهرية التي أشبعت بحثاً خلال الجولات الماضية؟».

وقال إبراهيم إن عباس مستمر في إرضاء الإسرائيليين، خصوصاً في ظل الأجواء التي يمر فيها الوطن العربي، من مشاكل وهموم داخلية، إذ انه حتى الآن لم يتم الانتباه إلى القضية الفلسطينية بالشكل الذي يجب أن تكون عليه.

وأضاف «ما قام به أبو مازن هو استمرار لحالة العدمية وعدم اتفاق الفلسطينيين على استراتيجية وطنية موحدة في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي».

وأشار إبراهيم إلى أن ما يمرره وزير الخارجية الأميركي على السلطة الفلسطينية في هذه الظروف خطير جداً، وهو امتداد للسياسة الإسرائيلية التي تلعب على هذا الوتر، وربما يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية، و«نحن نعود على ما كنا عليه في السابق، لا ضمانات حقيقية بل فقط تأكيدات شفهية».

وخلص المحلل السياسي إلى أن البديل موجود لدى الشعب الفلسطيني القادر على الصمود ومقاومة الاحتلال، والذي يتمثل في خيارات أخرى، بالتوجه إلى محافل ومناطق أخرى في العالم، متسائلاً «لماذا دائماً نعوّل على أن الولايات المتحدة هي من لديها الحل؟ لماذا لن يكون هناك خيارات أخرى على المستوى الدولي؟ لدينا الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية».

المصدر: السفير