القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مدن فلسطين تتذكّر النكبة في كنف المصالحة

مدن فلسطين تتذكّر النكبة في كنف المصالحة
مصـر تطلب إلغـاء المسـيرة إلى حـدود غـزة

الجمعة، 13 أيار، 2011

مع اقتراب موعد ذكرى النكبة في 15 أيار الحالي، خرجت مسيرات حاشدة ومشتركة بين الفصائل في عدد من المدن الفلسطينية، في الضفة الغربية المحتلة على وجه خاص، فيما دعت وزارة الخارجية المصرية القوى الوطنية إلى ايقاف مسيرة إلى غزة مقررة اليوم «تغليباً للمصلحة العليا للوطن». وفي هذه الأثناء، أكدت منظمة «بتسيلم» الاسرائيلية في تقرير نشرته امس، أن الدولة العبرية تستغل بشكل ممنهج موارد المياه في غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة لمصلحة المستوطنين الاسرائيليين على حساب الفلسطينيين، «ما يكشف نيتها في ضم» وادي نهر الأردن ومنطقة شمال البحر الميت.

وسار نحو ثلاثة آلاف فلسطيني في مدينة بيت لحم لإحياء الذكرى الثالثة والستين للنكبة التي تحل ذكراها الاحد المقبل، في مسيرة حتى ساحة المهد، رفعوا خلالها الاعلام الفلسطينية ومفاتيح خشبية رمزاً للعودة.

ودق كشافة المدارس الذين تقدموا المسيرة الطبول، وحمل المحتجون لافتات كتب عليها «العودة حق مقدس» و«حق العودة خط أحمر لا يمكن تجاوزه» و«التطبيع مع الاحتلال نقيض لحق العودة». واختتمت مسيرة بيت لحم بمهرجان خطابي. وقال عضو المجلس التشريعي ومنسق اللجان الشعبية لمخيمات جنوب الضفة الغربية محمد اللحام «إن حق العودة حق فردي وحق جماعي للاجئين الفلسطينين، للعودة الى قراهم التي هجروا منها، ولا يملك اي احد او جهة التصرف بهذا الحق».

وقال سكرتير الحزب الشيوعي الإسرائيلي محمد نفاع في كلمته «سمّونا ما شئتم عرب الداخل، عرب 48، لكنا فلسطينيون عرب، اصحاب الارض، باقون كملح الارض، لو استعملوا قنابلهم العنقودية والفوسفورية فلن نترك هذه الارض». واضاف نفاع «ان دولة اسرائيل تمتلك الترسانة العسكرية، لكنها تخاف منا بالرغم من اننا عزل ولا نعدّ سوى مليون عربي».

وأكدت القوى الوطنية والإسلامية في جنين على أهمية الإسراع في تحقيق المصالحة الفلسطينية، في مسيرة نظمتها في المدينة دعماً للمصالحة الوطنية وتأكيداً على الثوابت الوطنية. وانطلقت المسيرة من أمام المسجد الكبير ورفع المشاركون خلالها أعلام فصائل القوى الوطنية، ورددوا هتافات وشعارات داعية إلى التمسك بالوحدة الوطنية واعتبروها خيار الشعب الفلسطيني. وألقيت كلمات دعت إلى الالتزام بالمصالحة الوطنية من خلال تطبيق بنودها بالكامل والعمل على الإفراج الفوري عن المعتقلين من حركتي حماس وفتح من أجل أن يتمكّن الشعب من الاستمرار في النضال التحرري حتى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، ونددوا بسياسة الاحتلال والضغوط التي يمارسها على القيادة الفلسطينية والتصدي لها بالطرق والوسائل المتاحة كافة.

كما أحيت مدينة طولكرم ومخيماتها ذكرى النكبة في مهرجان حاشد أقيم على مدخل مخيم طولكرم.

من جهتها، أصدرت وزارة الداخلية المصرية بياناً حول المسيرات الشعبية التي وجّهت بعض القوى الوطنية المصرية الدعوة لتنظيمها في مصر والدول العربية للتوجّه إلى الحدود المصرية المتاخمة لقطاع غزة. وأكدت الوزارة «حرصها على مناصرة الشعب الفلسطيني ودعمه في سبيل حصوله على حقوقه المشروعة والعادلة، واعتزازها البالغ بالدور المصري البارز الذي ظهر جلياً مؤخراً وأسفر عن تحقيق المصالحة الفلسطيــنية والسعي الى رفع المعاناة عن سكان قطاع غزة».

وطالبت الداخلية المصرية جميع الأطراف «بالنظر بموضوعية الى الظروف الدقيقة والحساسة التي تمرّ بها مصرنا الغالية، وأهابت بالقوى الوطنية الداعية للمسيرات بإيقافها تغليباً للمصلحة العليا للوطن ودرءاً لأي تداعيات او مخاطر محتملة قد تنــتج عن ذلك التحرك».

في هذه الأثناء، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي بيني غانتز اعرب عن امله في «أن يمر يوم النكبة بسلام»، حيث يخشى الجيش الإسرائيلي من أن تتحوّل المسيرات والاحتجاجات الى صدامات مع المستوطنين الاسرائيلــيين، خصوصاً بعد أن تمّت المصالحة الفلسطينية وأطلقت صفحة الانتفاضة الثالثة على صفحات «فيسبوك».

ومن جهة أخرى نقلت الاذاعة الاسرائيلية عن وزير الامن الداخلي الإسرائيلي يتسحاق اهرونوفيتش أنه اصدر تعليماته الى الشرطة «بعدم الانجرار وراء اعمال استفزازية» قد تتخلل فعاليات يوم النكبة رغم انه لا يتوقع «وقوع حوادث استثنائية خلال فعاليات يوم النكبة». وقال اهرونوفيتش من جانب آخر «إن الشرطة ستحدّد عدد المصلين الذين سيسمح لهم بأداء صلاة الجمعة في الحرم القدسي الشريف».

وأعلن جهاز الإحصاء المركزي الفلسطيني في تقرير خاص بهذه الذكرى أن «تعداد الفلسطينيين يمكن أن يفوق عدد اليهود في حدود فلسطين التاريخية بحلول نهاية العام 2020». وأضاف أنه مع نهاية العام 1948، بلغ عدد الفلسطينيين 1.4 مليون نسمة، في حين قدر عددهم نهاية العام 2010 بحوالى 11 مليوناً وهذا يعني أن عدد الفلسطينيين في العالم تضاعف بنحو 8 مرات منذ أحداث النكبة.

أوضح التقرير أنه في ما يتعلق بعدد الفلسطينيين المقيمين حالياً في «فلسطين التاريخية»، «فإن البيانات تشير إلى أن عددهم قد بلغ في نهاية العام 2010 حوالى 5,5 ملايين نسمة مقابل نحو 5,7 ملايين يهودي». وتابع «من المتوقع أن يتساوى عدد السكان الفلسطينيين واليهود مع نهاية العام 2014، حيث سيبلغ ما يقارب 6,1 ملايين لكل من اليهود والفلسطينيين وذلك فيما لو بقيت معدلات النمو السائدة حالياً». ووفقاً للتقرير، «ستصبح نسبة السكان اليهود حوالى 48,2 في المئة فقط من السكان وذلك بحلول نهاية العام 2020 حيث سيصل عددهم إلى 6,7 ملايين يهودي، مقابل 7,2 ملايين فلسطيني».

وذكر تقرير منظمة «بتسيلم» ان «اسرائيل اقامت نظاماً لاستغلال مكثف لموارد المياه في وادي نهر الاردن والقطاع الواقع شمال البحر الميت، بشكل اكبر من اي مكان آخر في الضفة الغربية ما يكشف في الواقع نيتها في ضم هذه المنطقة». واضاف النص «ان اسرائيل استولت على القسم الاكبر من مصادر المياه في المنطقة وحولتها بشكل شبه كامل لمصلحة المستوطنات» اليهودية، في انتهاك للقانون الدولي الذي يحظر استغلال قوة الاحتلال للموارد الطبيعية على الاراضي التي تحتلها.

وبحسب «بتسيلم»، فإن حوالى 9400 مستوطن اسرائيلي يقيمون في المكان استطاعوا تطوير زراعة مكثفة من خلال الحصول على حصص تمثل ثلث الموارد المائية المخصصة لـ2,5 مليون فلسطيني يعيشون في المنطقة. وقال التقرير إنه «نظراً الى نقص المياه، اضطر الفلسطينيون الى اهمال اراضيهم الزراعية والانصراف الى زراعات أقل مردوداً»، واتهم اسرائيل بالاستيلاء على 77,5 في المئة من غور الاردن بما فيــها مواقع سياحية للضفة الشمالية لبحر الميت. وسلمت «بتسيلم» هذا التقرير الى وزارة العــدل الاسرائيلية التي رفضت من جهتها الإدلاء بأي تعليق في هذا الخصوص.

(أ ف ب، رويترز، د ب أ)