القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 24 كانون الأول 2024

مركز العودة يتابع أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بالهند

مركز العودة يتابع أوضاع اللاجئين الفلسطينيين بالهند

أصدر مركز العودة الفلسطيني في لندن بياناً حول أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في الهند، وجاء البيان على الشكل الآتي:

"استمرارا للجهود التي يقوم بها مركز العودة الفلسطيني في التعريف بالأوضاع الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في أماكن اللجوء والبحث عن السبل الكفيلة بحل مشكلاتهم والتخفيف منها، قام وفد من المركز بزيارة الهند لتفقد أحوال اللاجئين الفلسطينيين هناك، ومعاينة الظروف الصعبة التي يعيشونها، والعمل على تيسيرها".

بداية المعاناة

واضاف البيان: " اللاجئون الفلسطينيون في الهند هم مجموعة من فلسطينيي العراق، وكانت قد بدأت معاناتهم مع احتلال العراق حيث تعرضوا إلى الاستهداف بالقتل، وحملات ترهيب واسعة، من خلال مداهمات البيوت، ومصادرة الأملاك، وارغامهم على مغادرة البلاد مما اضطرهم إلى البحث عن بلد لجوء آمن. ونتيجةً لعدم تمكنهم من إيجاد مأوىً آمن في الدول العربية اضطروا إلى البحث على الأمان في شتى أصقاع الأرض، ووصلت بهم رحلة التشرد والعذاب إلى الهند كمرحلة انتقالية. وبعد معاناة طويلة تم الاعتراف بهم كلاجئين من طرف المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وهكذا فقد حصلت العديد من العائلات بعد طول انتظار على قبول لطلبات لجوئهم من بعض البلدان الغربية مثل أمريكا وكندا والسويد، ولكن ما زالت العديد من العائلات الأخرى والشباب في حالة انتظار وقلق طال أمده".

وتستمر المعاناة

وتابع البيان: "حسب شهادات اللاجئين الفلسطينيين، فإنهم بعد أن يسجلوا في المفوضية، ويُعترف بهم كلاجئين يتوجب عليهم الانتظار لحين موافقة إحدى سفارات الدول الغربية هناك إجراء مقابلة معهم بقصد بحث ملفهم، ودراسة إمكانية منحهم الموافقة على اللجوء والإقامة في تلك البلدان. هذا، وقد يمتد الانتظار إلى مايزيد عن ثلاث واربع سنوات وذلك فقط لكي يتمكن اللاجىء من إجراء المقابلة، وتشتد خيبة الأمل عندما يتم رفض الطلب، وهذا ما حدث مع الكثيرين فيعود اللاجئ إلى نقطة الصفر من جديد ليمارس الانتظار المجهول. وقد أثرت هذه الظروف على نفسية اللاجئين بشكل قاس، فبعد أن هربوا من الأوضاع الأمنية الصعبة في العراق، وجدوا أنفسهم من جديد في مهب الريح، وضمن أوضاع لاإنسانية تكاد تفتك بهم.

برنامج الزيارة

واردف البيان: "قام عرفات بو جمعة موفد المركز بلقاء بعض العائلات الفلسطينية التي عبرت عن أملها في نهاية مأساتها في أقرب وقت ممكن، وانقضاء رحلة الانتظار الطويلة والمؤلمة، وأن يتسنى لهم الاستقرار في بلد يكفل لهم الأمن، ويوفر لهم شروط الحياة الكريمة. تقول أم شمس: جئت إلى الهند مع أفراد عائلتي، وبعد فترة من قدومنا تم قبول لجوء عائلتي من قبل السويد، بينما حرمت أنا من الانتقال معهم، فقد اعتبروني حالة مستقلة لأنني قد تجاوزت ثمانية عشر عاما. وبقيت في الهند أعيش بمفردي، والحمد لله فقد حظيت بمساعدة بعض العائلات الفلسطينية الموجودة هنا. وبعدها تزوجت من شاب فلسطيني وأنجبت بنتا. وأنا الآن دائمة التفكير في مستقبل عائلتي وخصوصا ابنتي الصغيرة التي أتمنى أن تعيش حياة كريمة وآمنة. وحسب شهادات اللاجئين الفلسطينيين في الهند فإن الأوضاع في هذا البلد لا تسمح لهم أبدا بالاستقرار فيها، فالمساعدة التي تقدمها المفوضية بسيطة جدا ولا تفي بالاحتياجات الضرورية من مسكن وملبس ومأكل، بالاضافة إلى أن اللاجئين غير مسموح لهم بالعمل القانوني داخل الأراضي الهندية، ولا يتمتعون بالرعاية الصحية. يقول اللاجئ الفلسطيني مصطفى: أنا شاب فلسطيني خرجت من العراق بحثا على الأمن والأمان، واضطررت إلى المجيء إلى الهند، وأنا ما زلت حتى الآن وبعد سنين عديدة في الهند أنتظر قبولي في أحد البلدان التي توفر لي الحياة الكريمة التي أصبو إليها. ويتساءل مصطفى: هل سأتمكن من الشعور بالاستقرار؟ هل سأتمكن من تكوين أسرة في يوم من الأيام؟ هل سأحظى بحياة كريمة قبل أن ألقى مصير صديقي أحمد محمود الحلو الذي توفي في الهند بعد صراع مع مرض عضال أصابه؟ وفي هذا الصدد أكد ماجد الزير المدير العام لمركز العودة أن المركز لا يزال يعمل جاهدا بالتنسيق مع الجهات المسؤولة لانهاء المأساة التي يعيشها فلسطينيو العراق في أماكن تواجدهم، وقد قام المركز بتنظيم عدد من الزيارات لوفود برلمانية أوروبية إلى المخيمات الفلسطينية على الحدود مع العراق، كما التقى ممثلو المركز مع مسؤولين في المفوضية العليا لشؤون اللاجئين، وكذلك هيئة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) لبحث سبل حل مشاكل فلسطينيي العراق. كما سعى المركز إلى التعريف بالمأساة التي يعيشها فلسطينيو العراق في وسائل الاعلام المحلية والعالمية المختلفة علما بأن المركز بصدد الانتهاء من إنتاج فيلم وثائقي خاص يغطي هذه المأساة الإنسانية التي يعيشها اللاجئون من فلسطينيي العراق.