القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مزارعو بيت حانون.. ظروف عمل قاسية وصعبة ومدخول مادي قليل

مزارعو بيت حانون.. ظروف عمل قاسية وصعبة ومدخول مادي قليل


الإثنين ، 16 شباط، 2015

انهمك المزارع عبد الله حمدان(52عاماً) في إصلاح وترميم جانب من دفيئة زراعية قديمة في بيت حانون، أمس.

ورغم برودة الجو إلا أن المزارع «حمدان» الذي ارتدى ملابس ثقيلة أصر على الخروج للعمل في منطقة زراعية مكشوفة تقع عند الجانب الشرقي لبلدة بيت حانون، معرباً عن رغبة شديدة في مواصلة الاعتناء بمحصولي البندورة والخيار.

وحاول في إطار عمله إصلاح شبكة مياه الري، وتوجيه بعض المياه التي تصل لدفيئته لري مزروعات الخضروات فيها.

وتوقع غالبية المزارعين في غزة أن تحمل التغيرات الجوية الفائتة سقوط المطر إلا أن أمطار قليلة سقطت مساء أول من أمس لم تكن تكفي لري مزروعاتهم.

ولم تثن برودة الجو أو تهديدات قوات الاحتلال التي تمركزت في مكان قريب، المزارع «حمدان» عن مواصلة عمله، أملاً في إنقاذ مزروعاته، وبيعها، بعد أن تعرض لخسائر مادية، بسبب كساد البيع وانخفاض سعر المحصول، لاسيما البندورة.

وحرص بعض أبناء المزارع «حمدان» على مساعدته في إتمام عمله، فيما تفقد آخرون ما دمرته العاصفة الرملية من بعض محاصيل الخضروات المحلية.

إصرار رغم الإحباط

وقال وهو يشعر بإحباط شديد: استثمرت مبلغاً من المال لزراعة بعض الخضروات وبيعها، لأوفر لي ولأبنائي المتزوجين فرص عمل، مشيراً إلى أنه لم يحصد منها سوى كمية قليلة فقط.

وأضاف لـ»الأيام» الذي قدر قيمة إنشاء دفيئاته بنحو 3 آلاف دينار «اسعي لحماية دفيئتين زراعيتين أنشأتهما قبل نحو عامين، من موجة البرد والمنخفض الجوي الذي بدت آثاره، خلال الأيام القليلة الماضية، موضحاً أن أي تلف في النايلون من شأنه أن يدخل الصقيع إلى تلك الأشتال والمحاصيل ويتلفها، وبالتالي يتكبد خسائر كبيرة.

وأوضح «حمدان» أن مساحة أرضه تبلغ نحو 20 دونماً وكانت مزروعة بأصناف متعددة من الخضروات، لافتاً إلى أن لديه دفيئة تبلغ مساحتها دونمين، تعرضت لأضرار متوسطة بسبب الرياح الشديدة.

وأضاف، طالت أعمال تجريف إسرائيلية سابقة شبكات الري التي كانت قائمة أصلاً في الأرض، وتغذي الدفيئة ومساحات الأراضي المزروعة بالخضروات ما اضطرني إلى ترميميها بأقل التكاليف، وعدم استبدالها نظراً لضعف الحالة المادية.

في مكان قريب من مزرعة حمدان كان عدد آخر من المزارعين يحاولون قطف ثمار الملفوف والقرنبيط، وإعادة استصلاح جزء آخر من الأرض الزراعية.

وساهمت الأجواء الباردة التي اجتاحت المنطقة، أمس، في تحفيز هؤلاء المزارعون على الانتهاء من عملهم في أقصى سرعة، وقطف ما يمكن من الثمار.

ظروف عمل قاسية

وانتظر المزارع سعيد الكفارنة (35عاماً) بضع الوقت إلى حين تحميل شاحنة صغيرة بمحاصيل خضروات، متجهاً إلى السوق لبيعها في اليوم التالي.

وقال لـ»الأيام» انه ينقل المنتجات إلى السوق أملاً في بيعها وكسب مبلغ يعينه على إعالة أسرته، معرباً عن تذمره من المردود المادي لهذه المنتجات الزراعية رغم ظروف العمل المُكلفة والقاسية.

وأوضح «الكفارنة» الذي يعيل أسرة مكونة من ثمانية أفراد، أنه يعمل في زراعة الخضروات وبيعها لأكثر من عشرة ساعات يومياً، رغم برودة الجو، ومخاطر التهديدات الإسرائيلية، ليستطيع إعالة أسرته، وتوفير احتياجاتها.

ويعمل هؤلاء المزارعون وسط أجواء ترقب وقلق من اعتداءات إسرائيلية محتملة.

واعتبر «الكفارنة» الذي يمتلك أرضاً مزروعة بـأصناف متعددة من الخضروات المحلية أن ما يعانيه المزارعون من شدة في العمل والحياة، يفوق التصورات، لافتاً إلى أن ظروف عمل المزارعين قاسية ومتعبة إذا ما تم مقارنتها بالمداخيل المادية التي تعود إليهم.

المصدر: الأيام