مشعل: الربيع العربي سيجعل الأمة أقوى في مواجهة العدو الصهيوني
الثلاثاء، 29 تشرين الثاني، 2011
أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن علاقة الحركة بالسودان وطيدة، معربا عن تقديرة لمواقف السودان في كل مراحله التاريخية تجاه القضية الفلسطينية.
وأشار مشعل خلال حوار له مع صحيفة "سودانيز أون لاين" أن الزيارة الأخيرة للسودان ليست مفاجئة وإنما تأتي للتشاور مع القيادة السودانية ووضعها على ماجرى في القاهرة حول المصالحة الفلسطينية واللقاء مع الإخوة في حركة (فتح) بقيادة أبومازن.
وحول لقاء المصالحة الأخير في القاهرة والمخاوف من إمكانية عدم نجاح الاتفاق، قال مشعل: " القلق والتخوف يأتي من كون هذه اللقاءات ربما تكون بلا انعكاس حقيقي على أرض الواقع، هذا القلق مشروع قياساً على التجارب الماضية، والشعب الفلسطيني حريص على إتمام المصالحة، وقلق من أن تتعدد اللقاءات دون جدوى..فنحن نتفهم هذا القلق المشروع، ولكن أقول بكل صدق هذا اللقاء فيه جديد ويمتاز بدرجة عالية من المكاشفة وهو مبشر، لأن فيه حديث عن شراكة وتحمل المسؤولية مع بعضنا، وحرص متبادل لتطبيق ملفات المصالحة وإصلاح منظمة التحرير وإعادة بنائها".
وبشأن المخاوف الصهيونية من نجاح المصالحة أكد مشعل أن "مجرد وجود الشعب الفلسطيني (حياً) على أرضه وحتى لو كان في الشتات يعتبرون ذلك تحدياً لهم..إسرائيل هي التي بدأتنا بالعداوة والاحتلال وتشريد شعبنا وقتله، وبالتالي هذا عدو لايرتجى منه أي عمل خير، ونحن واجبنا أن نفعل ما يخدم شعبنا ولايهمنا رد فعل إسرائيل".
وحذر مشعل من التدخلات الخارجية في المصالحة قائلا: " أحد تحديات الوضع الفلسطيني الداخلي سواء المصالحة أو غيرها يكمن في التدخل الخارجي، وأبرز هذا التدخل هو العدو الصهيوني والإدارة الأمريكية والرباعية الدولية الذين يضعون شروطاً ويحاولون أن يفسدوا أي تفاهمات فلسطينية داخلية، ليس الشكل الوحيد هو التصعيد العسكري على غزة بل قطع المساعدات والأموال، عن طريق حجب "إسرائيل" أموال الضرائب التابعة لفلسطين وتحريض الإدارة الأمريكية بقطع المساعدات التي ظلوا يستخدمونها (ككرت) للضغط علينا".
وشدد مشعل على أن حماس لديها رؤية واضحة نحو الأرض الفلسطينية وعدم الاعتراف بإسرائيل ونحو التمسك بكامل الحق الفلسطيني
ونفى مشعل وجود خلافات داخل حركة حماس مؤكدا أنها حركة كبيرة وهي في ذات الوقت حركة مؤسسية شورية ديمقراطية، تمارس أرقى درجات الديمقراطية في بنائها الداخلي وفي اختيار قياداتها وفي إدارة قرارها السياسي والتنظيمي، وأضاف "بالمقابل أي حركة كبيرة قد يحدث بداخلها بعض التباين بين قياداتها وحماس غير (معصومة) عن الخطأ، ولكنها تعالج أخطاءها عبر المؤسسة القيادية، التي ميزت حماس بأنها حركة ديمقراطية وتسمح بتعدد الآراء لكن ضمن المؤسسات".
وبسؤاله عن الربيع والعربي وإذا ما كان أثر سلبا على حماس قال " بالعكس أصابنا بسعادة كبيرة، وفي ظاهر الأمر أن الربيع العربي جعل الأمة وشعوبها مشغولة بقضاياها المحلية وترتيب دارها الداخلي لفترة من الزمن، هذا صحيح ربما يصرف النظر عن القضية الفلسطينية لفترة من الزمن لكنه حق الأمة وحق الشعوب، وكما أن شعوب الأمة العربية أعطت القضية الفلسطينية الكثير من الدعم، من حقها أن تلتفت إلى همومها الداخلية الخاصة، ونحن سعداء بهذا الربيع لأنه في المقام الأول يعزز إرادة الأمة وخياراتها الشعبية، وبالتالي نعتبر الربيع مقدمة لنهضة عظيمة للأمة ستجعلها أقوى في مواجهة العدو الصهيوني".
المصدر: المركز الفلسطيني للإعلام