الثلاثاء، 17
أيار، 2022
قال رئيس حركة
حماس في الخارج خالد مشعل، إن المعركة مع الاحتلال لم تنته، وهي قائمة، مؤكدا أنهم
لن يسمحوا بتهويد الأقصى أو تقسيمه.
وأضاف في لقاء
عبر قناة الأقصى، "نحن في حضرة القدس والأقصى ونشعر في الفخر ونحن ندافع عن المدينة
المقدسة".
وتابع: الاحتلال
يكتفي بقتل الشهداء، ولكن يهاجم الشهداء وهم الجنازات، وهو يحاول أن يلغي الوجود الفلسطيني
في القدس، وهذا يدل على قلق هذا العدو على مستقبله.
وأشار مشعل إلى
أن الاحتلال أراد أن ينكبنا في ذكرى النكبة، إلا أنه نُكب وفضح أمام العالم، وجنازتا
شيرين أبو عاقلة ووليد الشريف كشفته أمام العالم.
وقال: الاحتلال
حاول حسم معركته في الأقصى والقدس، من خلال فرض التقسيم الزماني والمكاني، "وبعض
المسؤولين في أوروبا يتحدثون خطأ عن حرية العبادة ونحن نقول لهم الأقصى لنا فقط".
وأكد مرة أخرى
أن المعركة لا تزال قائمة، موضحا: "لهم عيدان في المستقبل القريب، ونتوقع اقتحامات
واسعة للأقصى، فشعبنا الفلسطيني عليه أن يكون متيقظًا، هذا العدو يريد فرض سلطته على
الأقصى، ونحن لن نسمح له بذلك".
وشدد أن شعبنا
ومقاومته لن تسمح بهدم الأقصى وتهويده وتقسيمه.
المقاومة والعمليات
البطولية
وفي سياق ذي صلة،
قال رئيس حماس في الخارج: "العدو ظن أن محاولة منع كل أشكال المقاومة المسلحة
في الضفة الغربية أن الأرض تستقر له، وأن يواصل خطته في الاستيطان وقضم الأراضي والسيطرة
على المسجد الأقصى".
ونبه إلى أن الاحتلال
أراد في فترة الأعياد اليهودية التي تزامنت مع شهر رمضان أن يقترب أكثر من حسم معركة
الأقصى بذبح القرابين في ساحاته، ولكن النضال الفلسطيني وصموده في ساحات الاقصى، وجاهزية
المقاومة أجبرت الاحتلال على التراجع.
ومضى يقول:
"الاحتلال ظن أن بعض لقاءات التطبيع هنا وهناك قد كشفت ظهر شعبنا الفلسطيني، لكنه
دائما يسيء تقدير الموقف، ولم يدرك بأن الصمود الفلسطيني نابع من العشب ذاته وشعوره
بأنه صاحب الحق".
وأكد مشعل أن فلسطين
مقبرة الغزاة، وهذا الكيان ليست استثناء، وسوف يرحل.
وأردف: "قبل
تزامن الأعياد الصهيونية مع شهر رمضان جاءت العمليات المباركة في بئر السبع والخضيرة،
ثم 3 عمليات على فترات في تل أبيب وسلفيت".
وجدد مشعل أن صمود مخيم جنين، والعمليات المباركة، ودماء منفذيها ضياء
حمارشة ورعد حازم ومحمد أبو القيعان وإخوانهم شكلوا محفزا لشعبنا، وجعل الروح الجهادية
تشتعل، والضفة الغربية أصبحت على موعد مع انتفاضة جديدة.
وقال: أصبح الاعتكاف
في المسجد الأقصى وسيلة نضالية، والاحتلال أصبح غير قادر على ملاحقة تدفق العمليات.
وأضاف أنه عندما
حاول الاحتلال أن يسرف في اقتحامات الأقصى، جاءت غزة لتهدد وتقول إن أيدينا على الزناد،
وجاهزون للانتصار للقدس كما فعلنا العام الماضي.
وأشار إلى أن المقاومة
استخدمت السلاح والصواريخ العام الماضي للدفاع عن القدس، ولوحت باستخدامها العام الحالي،
وحققت بالتلويح بالمقاومة وسياسة حافة الهاوية ما حققته العام الماضي فارتدع العدو.
وأوضح أن الاحتلال
لم يتوقف عن أجنداته، لكنه أجبر على التراجع، وهذه محطة إنجاز وطني، مؤكدا أن شعبنا
الفلسطيني يتوحد في ساحة المعركة، ولا يوحد شعبنا إلا دماء الشهداء وبطولاتهم، والقدس
والأقصى.
وفي السياق ذاته،
أكد رئيس حركة حماس في الخارج أنه لا يكفي أن تترك غزة تقاتل منفردة في حروب متكررة،
ولا يكفي أن يُترك المرابطون وحدهم في مواجهة الاقتحامات، لكن عندما تتعانق جبهات المقاومة
وتتكامل فإن العدو يجبر على التراجع، ويرتبك ويتعاظم أثر المقاومة بتحقيق منجزات شعبنا.
وقال: العدو لم
ينجح في سياسة تفريق شعبنا، ورأينا كيف أن غزة بعد الانسحاب لم تتخلَّ عن واجباتها
الوطنية، وكذلك أهالينا في الـ48.
ووجه التحية لأهالينا
في الـ48، قائلا لهم أنتم إن شاء الله شركاء في النصر والتحرير، ونحن وإياكم سنكون
تحت سيادة الدولة الفلسطينية الحرة.
الأسرى الأبطال
وفي ملف الأسرى،
أكد أنهم لا يغيبون عن الذاكرة، ولا عن الأجندة ولا عن العمل الفلسطيني بكل أشكاله
من المقاومة التي تتحمل مسؤوليتها في الإفراج عنهم، وكل الأداءات السياسية والإعلامية
وتوظيف علاقاتنا الدولية والإقليمية من أجل الضغط على الكيان للإفراج عنهم.
وأشار إلى أن العدو
يحاول أن يبخس ما تملكه المقاومة ويزرع اليأس في الأسرى، "لكن كما نجحت المقاومة
في إرغام العدو على إطلاق الأسرى، سنجبره مرة أخرى".
وأكد قائلا:
"لن نكتفي بجهد ولا جهدين ولا ثلاثة من أجل تحرير الأسرى، ولن تكتفي المقاومة
بجهد منطقة أو جهد جزء من المقاومة الفلسطينية، بل الجميع يتحمل مسؤوليته، والصبر جميل".
كما أكد أن الأسرى
جزء من عناوين النضال الفلسطيني بجانب الأرض والقدس والمقدسات والعودة والوطن والمقاومة.
سيف القدس
وفي سياق الحديث
عن معركة سيف القدس في ذكراها الأولى، أكد أنها محطة فارقة في تاريخ النضال الفلسطنيي،
موضحا أنه شكلت نموذجا لوحدة الوطن، ومن أهم دلالتها أنها رسخت في الوجدان الفلسطيني
والعربي والإسلامي الثقة بالقدرة على هزيمة هذا الكيان.
وقال مشعل: كادت
معركة سيف القدس أن تتكرر في رمضان الماضي، لكن حققت المقاومة بالتلويح والتهديد ما
أغناها عن دخول الحرب، بالتكاتف مع عظمة دور المرابطين والمرابطات، وصمود أهلنا في
القدس والـ48 والضفة، وإسناد شعبنا في الشتات.
الشهادة تقربنا
من النصر
وبشأن تهديد الاحتلال
باغتيال قادة في حركة حماس والمقاومة، أكد مشعل أنها ليست جديدة، "وسبق للاحتلال
أن هدد ونفذ اغتيالات لقيادات بارزة في تاريخنا من كل الفصائل، لكن ذلك لم يوقف تقدم
المقاومة وتعاظمها".
وتابع: "الشهادة
عند الشعوب الحرة تقربها من النصر، ومرحبا بالموت في سبيل الله".
في ذكرى النكبة..
على طريق النصر
وفي حديثه عن النكبة
في ذكراها الـ74 قال إن النكبة وما تلاها من هزائم كانت محطة مؤلمة في تاريخ شعبنا،
ثم بدأنا نسير مسارا آخر في الاتجاه الصحيح
منذ حرب 73 وما تلاها من انتفاضات متلاحقة، والحروب على غزة، التي صمدت فيها المقاومة
وأثبتنا أننا قادرون على تجديد الانتصارات.
وأشار إلى أن النكبة
محطة تاريخية نستذكرها ليس لنبكي على الأطلال، بل لنؤكد أقدامنا على طريق التحرير والعودة،
وتابع: "بن غوريون قال بأن الكبار يموتون والصغار ينسون، لكن الأجيال الجديدة
تثبت أنها أكثر عنفوانا من الأجيال السابقة".
ومضى يقول:
"أجيالنا اليوم أشد شراسة من أجدادنا، وصغارنا سيكونون أكثر صلابة، لكن أجيال
الاحتلال الجديدة أكثر ضعفا من آبائهم".
وأكد مشعل أن الشتات
حمل لواء الثورة الفلسطينية، وما زال يؤدي رسالته، ورأينا كيف انتفض شعبنا في الداخل
والخارج في سيف القدس وفي رمضان الماضي.
ونبه إلى أنه منذ
النكبة وحتى الآن حاول البعض التوصل لاتفاقات وتسويات وتنازلات، ولكن العدو لم يكتفِ
لا بأراضي ال48 ولا بحل الدولتين، لذلك نقول بأنه لا حلول مجتزأة، ونريد أرضنا كاملة
واستعادة القدس والأقصى.
وقال: الذي يستبشر
بالنصر والتحرير وهو في أرض المعركة، يحق له ذلك، وهذه ليست أمنيات شخص نائم، بل آمال
مقاتلين في الميدان.
وتحدث عن مقولة
لنتنياهو في العام الماضي، وقال: نتنياهو تفاخر بأنه مدد عمر دولة إسرائيل لأكثر من
70 عاما، فلما يكون في وجدان قيادتهم أن عبور العقد السابع إنجاز، فهذا يعد دليل على
عدم ثقتهم لا في الحاضر ولا في المستقبل.
الوضع الداخلي
والجبهة الوطنية
وفي الحديث عن
الوضع الداخلي، قال مشعل: هذا الوطن للجميع، والقرار السياسي للجميع، ولا يمكن لأحد
أن ينفرد لا بالقرار السياسي ولا النضالي، لذلك ينبغي أن يكون نظامنا السياسي نظاما
واحدا.
وشدد أنهم يركزون
على توحيد وإعادة بناء المرجعية السياسية للشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وليس
السلطة الفلسطينية فقط.
ومضى يقول:
"لما أقفل مفتاح منظمة التحرير ومنعنا من إعادة بنائها أو حتى دخولها، فهنا تداعت
الأصوات في الداخل والخارج لتوحيد الوطن من خلال مبادرات من بينها مشروع الجبهة الوطنية
الموحدة".
وأكد إصرار حماس
على إعادة بناء منظمة التحرير باعتبارها المرجع الوطني لشعبنا، "ولكن في ظل إغلاق
بابها، لجأنا إلى مبادرات لا تشكل بديلا عن المنظمة، لكنها تملأ الفراغ وتعوض عن غياب المرجعية الوطنية".
وأوضح أن الجبهة
الوطنية الموحدة ليست موجهة ضد أحد، وليست بديلا عن أحد، بل مفتوحة حتى لحركة فتح،
وهي ترحب بكل مؤسساتنا الفلسطينية من منظمات وأحزاب ونقابات وحراكات.
ووجه مشعل رسالة
للسلطة ودعاهم لإدراك لحظة الحقيقة، وأن يتوجوا الوحدة الميدانية بوحدة سياسية عبر
توحيد نظامنا السياسي الفلسطيني في الداخل والخارج، وخاصة منظمة التحرير، ليصبح قرارنا
السياسي والنضالي موحدا.
وتابع: إذا فشلت
طاولة الحوار الفلسطينية الفلسطينية، فإن الميدان قد نجح في توحيد شعبنا، وينبغي تتويج
ذلك بوحدة قيادية وسياسية.
وفي سياق آخر،
أشار إلى أن كل دولة عربية لها بصمة عبر التاريخ
في دعم الشعب الفلسطيني مقاومة بالمال والسلاح والدعم السياسي، بعضهم في العلن، وبعضهم
في الخفاء، والحالة العربية الآن هي حالة استثنائية في تاريخ قضيتنا.
وتابع قائلًا:
اللوحة التي قدمها شعبنا في رمضان الماضي من خلال العمليات البطولية، والمواجهات والدفاع
عن الأقصى تعطي رسالة للقادة الفلسطينيين أن المقاومة والنضال هي طريق التحرير والعودة.