مشعل: حماس لا تتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية..
وسنحرر الأسرى من السجون الإسرائيلية
ذكرت
الحياة، لندن، 5/4/2013 من القاهرة نقلاً عن مراسلتها جيهان الحسيني، أن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل أكد
أن «حماس لا تتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد العربية، لكنها مع الشعوب وحريتها»
ودعا العرب إلى «دعم مشروع المقاومة».
ولفت مشعل، في تصريحات صحافية بعدما شارك في
إفتتاح «ملتقى العاملين للقدس» الذي عقد في القاهرة أمس، الى ان هناك وسائل
إعلامية وأطرافاً «تقحم حماس في السجال المصري الداخلي، وأدعوهم ليتقوا الله، لا
في «حماس»، ولكن في مصر وأمنها القومي»، مشدداً على أن مصر ستبقى سنداً وداعماً
لقطاع غزة.
وتساءل مشعل باستنكار: «هل يتخيل أحد أن الجيش
وجهاز الاستخبارات المصريين يعلمان أن «حماس» متورطة في قتل جنود مصريين ثم يسمحان
لها بعقد اجتماعاتها وانتخاباتها على أرض مصر»، مضيفاً «إن دماء المصريين عزيزة
علينا كدمائنا، والشعب المصري يعرف ذلك. وهناك تنسيق بيننا وبين الرئاسة
والاستخبارات في مصر».
وأشار مشعل إلى ان المصادر المالية التي كانت
تدعم «حماس» سواء كانت رسمية أو شعبية قد تأثرت نتيجة التطورات التي تشهدها
المنطقة العربية، داعياً كل «دول الأمة» للإنخراط في دعم «المقاومة» على قاعدة
الشراكة وليس على قاعدة الدعم والإسناد.
واضاف: «نحن لا ننسى من دعمنا، ولا ننكر معروف
أحد سواء كان نظاماً أو حركة أو شعباً، (...) ولكن في الوقت ذاته مهما أسدى إلينا
أحد من معروف لا يمكن أن نتعامل معه لينسينا القيم والمبادئ والأخلاق». وتابع، في
إشارة إلى النظام السوري،: «لا يمكن أن يكون معروف أحد يغطي عيوننا عن رؤية
الحقائق، والسياسي المسدد والموفق هو الذي يسعي للجمع بين المصلحة والمبدأ، فإذا
تعارضا انحاز للمبدأ. لذلك نحن مع الشعوب ومع حريتها ومطالبها بالإصلاح
والديموقراطية».
ونوّه بتأثير «غضب» الشارع الإسلامي على القرار
الغربي والإسرائيلي، ومنها ردود الفعل الشعبية إزاء الحرب الإسرائيلية على قطاع
غزة 2008-2009، والتي أدت للضغط على إسرائيل لإنهاء حربها، رغم «تقصير» الحكّام
العرب والمسلمين وقتها، بحسب قوله.
ورأى أن دعم النظام الحاكم المصري الجديد بقيادة
الرئيس محمد مرسي للمقاومة الفلسطينية خلال العملية العسكرية على غزة في تشرين
الثاني (نوفمبر) الماضي، إضافة إلى الدعم الشعبي العربي، أديا إلى توقيع إسرائيل
اتفاق تهدئة مع حركة «حماس» لتنتهي العملية خلال 8 أيام.
وتساءل مشعل: «تخيلوا مثلاً في قضية وفاة الأسير
ميسرة أبو حمدية إذا ما أجرى الحكّام العرب اتصالات متزامنة بالرئيس الأميركي
باراك أوباما، يعربون له عن رفضهم للممارسات الإسرائيلية إزاء الأسرى، ماذا كان
سينتج عن هذا الضغط الموحد؟ وإذا ما وجّه الحكّام العرب رسائل تنتقد وضع «حماس»
على قائمة المنظمات الإرهابية، خلال زيارة أوباما للمنطقة (الشهر الماضي) ماذا كان
سينتج عن ذلك؟».
وأضافت الرسالة،
فلسطين، 4/4/2013 نقلاً عن مراسلها، حمزة أبو الطرابيش، أن مشعل أكد أن قضية الأسرى الفلسطينيين في سجون
الاحتلال على سلم الأولويات الوطنية لدى حركته، موضحاً أن المقاومة لن يهدأ لها
بال حتى تحريرهم.
وقال، أن الفترة المقبلة ستشهد نصرا كبيرا
للأسرى في سجون الاحتلال، مشددا على أن تحرير الأسرى دين في عنقه.
وأشار إلى أن (اسرائيل) لم تعد كما كانت في
السابق من حيث القوة, وأن المقاومة الفلسطينية ,كشفت مساوئها وضعفها.
وأوضح مشعل أن مشروع تحرير فلسطين يكمن في
الانخراط بكل الطاقات الموجودة المبنية على الشراكة، لإتمام هذا المشروع وتحرير
كامل تراب فلسطين.
وأضاف:" خطوات مشروع التحرير أن يحسب لك
عدوك حساب, وردة الفعل هي احد أقوى اعمدة مشروعنا".
وأشار مشعل إلى أن القدس هي العنوان لمشروع
التحرير وكلمة السر لجميع المسلمين في جميع بقاع الأرض.
وقال مشعل ان إصرار حماس على الشورى
والديمقراطية هو ما أملى عليها أن تستمر انتخاباتها عام ونيّف، نافياً وجود خلافات
داخلية بين قيادات الحركة.
كما أشار الى أن عددا من الأسرى المحررين في
صفقة وفاء الأحرار انضموا إلى قيادة المكتب السياسي للحركة، متعهداً بالإفراج عن
باقي الأسرى في السجون الإسرائيلية.
كما جدد رئيس المكتب السياسي لحماس تأكيده أن
المصالحة الفلسطينية الداخلية على رأس أولويات حماس، لافتاً إلى أن الاحتلال
الإسرائيلي والمجتمع الدولي يضع عراقيل واشتراطات أمام تحقيق المصالحة.
وبيّن أن "المصالحة لا تعني تخلي حماس عن
مبادئها وثوابتها وبرنامجها السياسي بل تبحث عن نقاط التقاطع بيننا".
وأوردت فلسطين أون
لاين، 4/4/2013 من غزة نقلاً عن نبيل سنونو، أمّا في موضوع الانتخابات الداخلية في "حماس" والتي أفضت إلى
تجديد انتخابه لرئاسة المكتب السياسي للحركة، قال مشعل:" إنّ حماس مصرّة على
ديمقراطيتها ومؤسسيتها رغم ظروفها الصعبة، وهي اليوم موحدة في جبهتها الداخلية
أقوى من أي وقت مضى".
وأضاف أن استشهاد الأسير أبو حمدية، الثلاثاء
الماضي، في سجون الاحتلال الإسرائيلي يدلل على أن الاحتلال ليس له قيم أو مبادئ
سوى "الإرهاب".
وأوضح مشعل أن عوامل عدة تزيد اندفاع حركته نحو
"معركة فلسطين"، أولها تزايد الخطر الإسرائيلي الذي تتعرض له مدينة
القدس التي تتعرض إلى مشروع تهويد، والضفة التي تتعرض لمشروع ابتلاع وتصفية.
وإذ قال: "إن من العوامل أيضاً أن
(إسرائيل) ما عادت قادرة على الانتصار منذ حرب أكتوبر مع مصر عام 1973"،
أضاف: "إن بشائر النصر على الاحتلال تلوح في الأفق وإن التحرير والنصر
قريبان".
وتابع: "المقاومة الفلسطينية وضعتنا في
واقع جديد، فصحيح أن الحروب الرسمية بين الدول العربية والاحتلال قد توقفت مع
التأكيد على أن مسؤوليتها تجاه فلسطين لم تتوقف، إلا أن المقاومة جاءت لتبعث
برسالة أنها قادرة على الإنجاز وخوض حروب تعجز عنها الدول".
وختم رئيس المكتب السياسي بتجديد تأكيده على أن
المقاومة المسلحة ضد الاحتلال هي كـ"الشمس" وبقية أنواع العمل والمقاومة
الأخرى هي أقمار تدور حولها، فإذا غابت الشمس انطفأ نور الكواكب والأقمار.