مشعل من القاهرة: عهد مصري جديد مع القضية الفلسطينية
الجمعة، 20 تموز، 2012
اجتمع الرئيس المصري محمد مرسي أمس، مع وفد من حركة حماس بقيادة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل، للمرة الأولى منذ تسلم «الإخواني» المصري منصبه الجديد. ويأتي اللقاء غداة لقاء مرسي مع نظيره الفلسطيني محمود عباس وسط تساؤلات حول السياسة الجديدة التي سينتهجها الرئيس المصري الجديد. ومن قصر الرئاسة المصرية، أكد مشعل ثقته بقدرة مصر على البدء في عهد جديد من التعامل مع القضية الفلسطينية، بالرغم من إشارته إلى أن حركته «وفية» لكل المراحل المصرية السابقة.
وقال مشعل بعد اللقاء إن مرسي الذي ينتمي إلى جماعة «الإخوان المسلمين التي خرجت حماس من عباءتها»، أعرب عن دعمه «لأبناء الشعب الفلسطيني في غزة الأمر الذي يؤكد بدء عهد جديد للتعامل بين مصر والقضية الفلسطينية»، مشيراً إلى أنه بحث آخر تطورات الموقف على الساحة الفلسطينية والجهود التي تبذلها مصر لدعم القضية الفلسطينية، وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، بالإضافة إلى معاناة غزة وضرورة فتح المعابر وإيصال الوقود.
وأشاد مشعل بالدور الذي تقوم به مصر في مواصلة جهود المصالحة، مؤكداً أنه «لا شك في أن الرئاسة المصرية اليوم تقف على مسافة واحدة من كل الفصائل الفلسطينية»، ولفت إلى أن مرسي «سيحدد قريباً» موعداً للقاء ثلاثي مع عباس «لدفع عملية المصالحة».
ورداً على سؤال حول ما يتردد من أن لجنة الانتخابات الداخلية لحماس هي السبب في عرقلة المصالحة، قال مشعل إنه ليست هناك علاقة بين الملفَين، بل ان التأخير ناتج عن بعض «الإشكالات على الأرض، بالإضافة إلى وجود تدخلات خارجية تعرقل المصالحة».
وأشار مشعل إلى أنه أكد للرئيس المصري تطلع الفلسطينيين في ظل «الربيع العربي» إلى أن يعود التوازن للصراع العربي ـ الإسرائيلي، في ظل ما تمارسه إسرائيل من سياسات للتوسع والاستيطان.
وعلى صعيد آخر، قدم مشعل العزاء لمرسي بوفاة نائب رئيس الجمهورية السابق اللواء عمر سليمان، لافتاً إلى أنه «بالرغم من أنه كانت هناك اتفاقات واختلافات في وجهات النظر بين حماس وسليمان، إلا أن الرجل يبقى مسؤولاً مصرياً وطنياً أدى دوره وفقاً لطبيعة وظيفته»، وأكد أن حماس «لديها وفاء لمصر في كل مراحلها السابقة، حتى لو اختلفنا على بعض القضايا».
وفي ما يتعلق بقلق إسرائيل من وصول «الإخوان المسلمين» إلى السلطة في مصر، قال مشعل إن «الربيع العربي وفوز الإسلاميين في مصر يعنيان أن مرحلة قد طويت وأن الشعب أصبح يقول كلمته»، مضيفاً انه بالرغم من العلاقة المميزة مع «الإخوان»، إلا أن حماس ترتبط بعلاقات وثيقة مع كل القوى السياسية المصرية. وأوضح أنه «بقيادة مصر بعد الربيع العربي ستحسب إسرائيل للأمة العربية ألف حساب».
وحول معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، صرح مشعل بأن «هذا شأن مصري ونحن على ثقة بأن القاهرة في عهدها الجديد قادرة على التعامل مع هذه المعاهدة بما يراعي الحق المصري وأنها ستحسن إدارة هذا الملف».
من جهة ثانية، أفرجت سلطات الاحتلال عن رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني والقيادي في حركة حماس، عزيز الدويك بعد ستة أشهر من الاعتقال الإداري.
وكان من المفترض أن يتم إطلاق سراح الدويك من أمام سجن «عوفر» القريب من مدينة رام الله، إلا أن المواجهات بين شبان فلسطينيين وجيش الاحتلال عند مدخل «عوفر»، دفعت الأمن الإسرائيلي إلى تغيير المكان، إلى حاجز بيت سيرا جنوبي المدينة.
وبإطلاق سراح الدويك تبقي إسرائيل في معتقلاتها 20 نائباً فلسطينياً، من بينهم 17 نائباً من حماس، واثنان من فتح أحدهما القيادي في الضفة الغربية مروان البرغوثي، بالإضافة إلى الأمين العام لـ«الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» احمد سعدات.
(أ ش أ، أ ف ب)