اغتيل في ظروف غامضة بعد تعذيبه بمنزل في ريف دمشق
مشعل يشارك في تشييع جثمان كمال غناجة في عمّان
السبت، 30 حزيران، 2012
شيع امس في العاصمة الأردنية عمان جثمان كمال غناجة احد قادة حركة "حماس" الذي اغتيل في العاصمة السورية ليل اول من امس في ظروف غامضة في بلدة قدسيا بريف دمشق، بمشاركة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.
ووصل جثمان غناجة المعروف باسم "نزار أبو مجاهد" فجر امس إلى عمان، قادما من دمشق.
وكان غناجة مساعداً بارزاً للقائد الميداني محمود المبحوح، الذي اغتاله جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) عام 2010 في أحد فنادق مدينة دبي.
وأعلن القيادي في "حماس" عزت الرشق أن التحقيق ما زال مستمرا لمعرفة ملابسات وفاة غناجة ويتم الآن فحص كل الاحتمالات وجميع الظروف التي تحيط بالوفاة، مضيفا ان الحركة ستعلن نتائج التحقيق حال انتهائه.
وشارك مشعل، الذي يزور الأردن حاليا، في جنازة غناجة بعد صلاة العصر امس بعد أن نقل إلى مثواه الأخير في مقبرة سحاب، جنوب شرق عمان.
وشهدت الجنازة مشاركة جموع غفيرة من الأردنيين وحضور جماهيري إضافة إلى رموز حركية وشخصيات بارزة.
واغتيل غناجة أثناء وجوده في منزله الكائن في بلدة قدسيا، إحدى ضواحي العاصمة السورية دمشق، ورافق الجثمان الذي تم نقله عبر الحدود السورية ـ الأردنية البرية عدد من كوادر "حماس".
وكان مشعل بدأ أول من أمس زيارة رسمية للأردن على رأس وفد من قياديي الحركة هي الثانية له بشكل رسمي للمملكة في غضون ستة أشهر، عقد خلالها جلسة مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بحضور رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة، تركزت على بحث المستجدات والتطورات التي تشهدها المنطقة وعدد من القضايا التي تهم الجانبين.
ويضم الوفد المرافق لمشعل في زيارته للأردن التي تستمر عدة أيام كلا من سامي خاطر ومحمد نزال والدكتور خليل الحية وماهر عبيد وإبراهيم غوشة ومحمد نصر.
"لجان التنسيق المحلية في سوريا" أصدرت، تعقيبا على اغتيال غناجة، وقالت: "دأب النظام السوري منذ بداية الثورة ولا يزال على محاولاته القذرة في إشعال نار الفتن ودق الأسافين في النسيج الاجتماعي السوري في محاولة منه لحرف الثورة السورية عن مسارها التواق لتحقيق الحرية والكرامة والعدالة ضمن الدولة المدنية المنشودة".
واضافت: "ورغم أن محاولاته تلك لجر البلاد الى آتون حرب أهلية قد باءت بالفشل حتى هذه اللحظة بفضل الوعي والسلوك الشعبي الرائع والذي لم يخل من بعض التجاوزات التي فرضها هول العنف والقهر الممارس من قبل ادوات القمع، إلا ان النظام لا زال يراهن على التفرقة وخلق الصراعات وليس آخرها محاولاته المكشوفة في إشعال نار الفتنة بين السوريين والفلسطينيين عبر تجهيز عناصر من الشبيحة من أصحاب السوابق الجنائية وتجار ومتعاطي المخدرات بهدف حماية المخيمات وفبركة حوادث قتل وخطف شهدتها المخيمات الفلسطينية وكان آخرها اغتيال السيد "كمال غناجة" احد قياديي حركة حماس، المعروف بأبو انس نزار، حيث قاموا بتعذيبه حتى الموت وحاولوا احراق منزله لإخفاء تفاصيل جريمتهم البشعة".
وتابع البيان: "وإذ تتقدم لجان التنسيق المحلية في سوريا بأحر التعازي للأخوة الفلسطينيين الذين اثبتوا وحدة الشعبين منذ اندلاع الثورة، فإنها تستنكر اعمال النظام الاجرامية بحق الفلسطينيين في سوريا، وتؤكد أن محاولات النظام البائسة لن تنال من أواصر العلاقة الأخوية والآلام والآمال المشتركة بين الشعبين. كما ونؤكد مرة أخرى أن الشعب الحر هو وحده القادر على استرجاع الأرض والحقوق المسلوبة، وأن المعركة مع الطغيان هي واحدة في سوريا وفي فلسطين".
وأكدت "لجان التنسيق المحلية" أنه "أثبت الواقع بما لا يدع مجالا للشك أن ادعاءات الممانعة والصمود التي اعتاش عليها النظام السوري منذ اربعين عاما لم تكن سوى مطية لاستعباد الشعب، كما اثبتت تجارب الفلسطينيين مرارا أن النظام السوري لا ينظر إليهم إلا بوصفهم ورقة للمكاسب في مراهناته الاقليمية والدولية، وأن نظاما يقتل شعبه لن يتورع عن سفك الدم الفلسطيني في سبيل بقائه وتثبيت أكاذيب الممانعة المزعومة والتي تبدت جليا عندما استغل عواطف الفلسطينيين الأبطال وشوقهم لوطنهم ليزجهم بصدورهم العارية أمام الرصاص الإسرائيلي في تمثيلية مصطنعة على حدود الجولان التي ظلت صامتة طوال فترة حكمه الطويلة".
وختم البيان: "وإذ تجدد لجان التنسيق المحلية دعوتها للجمهورين السوري والفلسطيني بعدم الانجرار وراء استفزازات النظام فإنها تحيي وقفة الشعب الفلسطيني بجانب ثورة الكرامة السورية والتي قدمت حتى هذه اللحظة ما يقارب المئة شهيد والمئات من المعتقلين في مختلف المخيمات الفلسطينية، كما وتقدر عالياً المجهود الإغاثي الفلسطيني والذي يتجلى بإيواء العائلات المهجرة والدعم المادي والمعنوي من داخل سوريا وخارجها".
المصدر: (قنا، أ ش أ، "لجان التنسيق المحلية")