مصر تنجح في تصويب الجهود لكبح جماح العدوان الإسرائيلي
الأربعاء، 21 تشرين الثاني، 2012
على مدى أسبوع، ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة، الأربعاء الماضي، تمكنت القاهرة التي كانت محور اتصالات وجهود إقليمية ودولية، من بلورة تصور، حمل "مؤشرات مشجعة" حول احتمال إنهاء الأزمة، دفعت الرئيس المصري محمد مرسي إلى القول: "إن العدوان على قطاع غزة سينتهي اليوم (أمس)".
وكانت القاهرة استضافت على مدى أيام محادثات ماراتونية غير مباشرة بين فريق من "حماس" برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل ومبعوثين إسرائيليين في ظل جهود إقليمية دولية من أجل التوصل الى تهدئة في قطاع غزة، وقال مسؤول مصري إن المحادثات أدت الى "مؤشرات مشجعة" حول احتمال إنهاء الأزمة.
وجاء ذلك، بعد جهود ديبلوماسية حثيثة تشهدها القاهرة منذ أيام عدة لتهدئة الأوضاع بين "إسرائيل" وقطاع غزة، أبرزها لقاءات عقدها الرئيس المصري مع مشعل، ومع أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الى جانب المحادثات التي أجراها وزير الخارجية محمد كامل عمرو ورئيس الحكومة هشام قنديل مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
هذه الأجواء، دفعت بالرئيس المصري إلى القول في كلمة مقتضبة بعد الانتهاء من مراسم تشييع جثمان شقيقته في قرية العدوة في محافظة الشرقية أمس، "أعدكم أننا سوف ننتهي من مهزلة غزة وما يحدث فيها، اليوم (أمس)"، مشيراً إلى أن "جهود عقد الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي ستسفر عن نتائج إيجابية خلال الساعات القليلة المقبل".
اجتماع أمني مصري ـ تركي ـ فلسطيني في القاهرة
على خط موازٍ، بحث مدير جهاز الاستخبارات العامة المصري، اللواء رأفت شحاتة، ومسؤول الاستخبارات التركية ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل، في القاهرة أمس، سبل وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وقطاع غزة.
وقال مدير مركز الدراسات الفلسطينية في القاهرة إبراهيم الدراوي لـ"يونايتد برس انترناشونال"، إن الاجتماع تناول سبل التهدئة ووقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وقطاع غزة، موضحاً أن "الاجتماع دار حول الطلب الإسرائيلي لتحقيق التهدئة المتمثل بوقف حصول حركة "حماس" على السلاح، ومطالب "حماس" بالحصول على تعهدات دولية واضحة بوقف استهداف قيادات حركة "حماس" ووقف الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، إلى جانب ضمان حرية الحركة للفلسطينيين في عبور جميع المعابر سواء معابر غزة أو الضفة الغربية.
وفي سياق متصل، قالت مصادر مطلعة على مجريات جهود التهدئة للوكالة، إن هناك إصراراً من جانب اللجان التنسيقية للأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية على عدم إنجاز التهدئة أو المضي في جهود وقف إطلاق النار إلا بتنفيذ جميع المطالب الفلسطينية، خصوصاً وأن "إسرائيل" هي من تطلب التهدئة.
إسرائيل "تعلق" العملية البرية
تسارع الاتصالات دفع الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة ليل الاثنين الثلاثاء إلى الإعلان عن تعليق شن عملية برية ضد قطاع غزة "موقتاً" وإعطاء فرصة للجهود التي تقودها مصر للتهدئة بحسب ما أعلن مسؤول إسرائيلي كبير.
وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لوكالة "فرانس برس" أمس إنه "تم اتخاذ قرار أن هناك في الوقت الحالي تعليقاً مؤقتا للتوغل البري لإعطاء الديبلوماسية فرصة لتنجح". وأضاف "ناقشوا وضع الديبلوماسية والعملية العسكرية".
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس خلال لقائه مع وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيلي إن "إسرائيل" تتطلع للتوصل الى اتفاق تهدئة "طويل الأمد" يضمن عدم تهريب صواريخ الى الأراضي التي تسيطر عليها حركة "حماس".
ونقل بيان صادر عن مكتب نتنياهو قوله "أعتقد بأن ألمانيا تستطيع أن تلعب دوراً ايجابياً في ايجاد حل للنزاع مبني على ترتيب طويل الأمد يضمن عدم دخول أسلحة مماثلة الى قطاع غزة". وأضاف: "أفضل حلاً ديبلوماسياً وآمل أن نستطيع التوصل الى حل مماثل. لدينا كامل الحق بالدفاع عن أنفسنا بوسائل أخرى وسنستخدمها".
مسؤولون إسرائيليون، مقربون من دائرة صنع القرار، أعلنوا أن الحكومة الإسرائيلية قررت أن تستنفد الجهود الديبلوماسية المبذولة في القاهرة، والتي تشترك بها أطراف دولية عديدة، قبل الإقدام على عملية برية في قطاع غزة.
ولفت بعض الوزراء في "إسرائيل" إلى أن الحكومة لم تسحب عن الطاولة إمكانية اجتياح القطاع برياً، واصفين الوضع بأن الرهان على التهدئة هو 50 في المئة، مقابل 50 في المئة على عملية برية.
وقال مصدر سياسي لموقع "والا" الإسرائيلي الإخباري، إن "إسرائيل" تمنح الجهود الديبلوماسية فرصة لأنها تعلم أن عملية برية ستزيد من الضحايا في صفوف المدنيين من كلا الجهتين، وأيضاً لأن المساهمة من جهة "إسرائيل" في المساعي الديبلوماسية ستضفي على خطوات "إسرائيل" القادمة، لا سيما عملية برية في غزة، شرعية أكبر.
وأوضح المصدر أن "إسرائيل" تطالب بتهدئة تتم عبر مرحلتين، الأولى هي وقف فوري لإطلاق النار لبضع أيام، وبعدها خوض مرحلة ثانية يكون محورها الالتزامات الدولية الضرورية للتوصل إلى تهدئة طويلة الأمد بين الطرفين. وتهدف "إسرائيل" من خلال المسار الديبلوماسي إلى خلق واقع مختلف في غزة، لا سيما إلى وقف تهريب السلاح للقطاع، والحد من تسليح المنظمات الإرهابية في القطاع، بما في ذلك حركة "حماس".
وتشترط القيادة في "إسرائيل" أن تكون التهدئة المقترحة شاملة وأن تضمن أمن المواطنين في "إسرائيل" لفترة طويلة. وفي ذلك، نشرت صحيفة "هآرتس" أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو رفض اقتراحاً فرنسياً قطرياً، للتوصل إلى تهدئة بين "إسرائيل" وغزة، احتراماً وتفضيلا للمساعي التي يقوم بها الجانب المصري في هذا الشأن.
ونقل مسؤول إسرائيلي، مطلع على وقائع اللقاء بين نتنياهو ووزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، لصحيفة "هآرتس"، أن وزير الخارجية الفرنسي فاجأ نتنياهو، كاشفاً خلال اللقاء عن مسودة لاقتراح فرنسي ـ قطري يحث الطرفين على تهدئة عاجلة، لكن نتنياهو رفض الاقتراح قائلاً إنه يفتقر إلى حل مناسب للأوضاع الراهنة بين "إسرائيل" وغزة. وأضاف نتنياهو أن "إسرائيل" تفضل القناة المصرية في ما يتعلق بغزة.
"كتائب القسام"
لكن الرد الفلسطيني على الغطرسة الإسرائيلية جاء سريعاً، حيث توعد القائد العام لـ"الكتائب" محمد الضيف "إسرائيل" بدفع "الثمن باهظاً" لو فكرت في شن حرب برية على غزة.
وقال الضيف في كلمة مسجلة بثها تلفزيون الأقصى التابع لحماس "العدو سيدفع الثمن باهظاً لو فكر الدخول الى غزة"، داعياً الى "حشد جميع طاقات الشعب والأمة من أجل اجتثاث الكيان الغاشم".
وأكد أن "الحرب البرية هي الأمل الأكبر في إطلاق سراح الأسرى"، في إشارة الى احتمال أسر جنود إسرائيليين كما حصل مع الجندي جلعاد شاليط الذي أطلق سراحه مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين في 2011.
وأضاف في إشارة الى إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على "إسرائيل" "هذا ما صنعه المجاهدون هذا الرد القسامي.. الذي كسرنا به كل قواعد الاشتباك التي حاول العدو أن يفرضها طوال المرحلة السابقة فكان لا بد من أن يأتي الرد بحجم تلك الجريمة".
وتابع: "يا أبناء شعبنا ويا أمتنا الإسلامية ويا أمتنا العربية إن هذه المعركة حجارة سجيل بفضل الله تعالى ثم وقفة أبناء شعبنا وأمتنا. كانت بعد الإعداد المتواصل وبعد جهد بذل وعرق ودماء سالت وشهداء مضوا خلال التدريب والتصنيع والإعداد. هي نتاج لسنوات من الإعداد بعد حرب الفرقان وستكون بإذن الله تعالى بداية ونقطة انطلاق لمرحلة التحرير القادمة".
وختم: "إن قيادة الجهاز في حالة انعقاد دائم تتابع سير المعركة وتتابع كل أمورها وكلها ثقة بالله وبجهود أبنائها القساميين المجاهدين (...) وتشكر لكم عظيم جهدكم وحسن أدائكم في الميدان الذي أذهل العدو ولقنه الدرس تلو الآخر، فامضوا على بركة الله وكونوا عند حسن ظن أمتكم بكم".
قنديل ـ بان كي مون
في هذه الأثناء، جدَّد رئيس مجلس الوزراء المصري هشام قنديل، أمس موقف بلاده الداعي إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وضرورة إنهاء الحصار المفروض على القطاع.
وقال قنديل، في مؤتمر صحافي مشترك عقده والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عقب محاثاتهما في القاهرة أمس، "إننا نبذل أقصى جهدنا لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"تحمّل مسؤولياته في وقف العدوان الإسرائيلي".
وأكد قنديل دعم مصر الكامل للشعب الفلسطيني لنيل حقوقه وضرورة تحقيق السلام الشامل في الشرق الأوسط وإقامة الدولة الفلسطينية، منبِّهاً إلى أن مصر عادت إلى دورها الإقليمي الرائد في المنطقة.
وجدَّد قنديل الموقف المصري الداعم للطلب الفلسطيني لرفع مستوى تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة، وأن يشعر الفلسطينيون بأن هناك أملاً حقيقياً في إقامة دولتهم المستقلة وأيضاً ضرورة إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني.
من جهته، أدان بان الاستخدام المفرط للقوة، مؤكداً أنه سيطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بوقف سريع لإطلاق النار وأن تحترم "إسرائيل" التزاماتها. وأكد ضرورة إنهاء الاحتلال الآن أكثر من أي وقت مضى، لافتاً إلى أن الأزمة الحالية تؤكد ضرورة الوصول لحل الدولتين.
وأعرب بان عن حزنه لأنه جاء إلى المنطقة في الظروف ذاتها التي جاء من أجلها عام 2009. وأضاف أن الوضع في غزة خطير جداً، وأنه حزين لخسارة الأرواح، داعياً جميع الأطراف إلى الوقف الفوري للقتال لأن المزيد من التصعيد لن يأتي إلا بكارثة، وسيضع المنطقة في خطر شديد.
وطالب "إسرائيل" بتفادي أي عملية برية في غزة، قائلاً: "أنا قلق جداً، وأدين بشدة كل العمليات العسكرية، وعلينا أن نحترم حق "إسرائيل" وقلقها على أمنها، لكنه ليس من الصحيح القيام بعمليات عسكرية لقتل الأرواح أو جرح المدنيين وتدمير البنية التحتية في غزة".
بان كي مون ـ العربي
وكان بان دعا خلال مؤتمر صحافي الى جانب الأمين العام لجامعة الدول العربية كل أطراف النزاع في غزة "الى وقف إطلاق النار فوراً" في اليوم السابع من العملية الإسرائيلية "عمود السحاب" ضد المجموعات المسلحة في قطاع غزة.
وقال: "كل الأطراف يجب أن توقف النار فوراً، وكل تصعيد جديد سيعرض كل المنطقة للخطر". وأضاف: "أنا في المنطقة بسبب الوضع المقلق في غزة. وأتيت للدعوة شخصياً الى وقف العنف". وتابع أن "الأمين العام العربي وأنا نتشاطر قلقاً عميقاً" إزاء خسارة أرواح بشرية، معرباً عن دعمه لجهود الأمين العام للجامعة العربية.
وقدم بان كي مون الذي توجه من القاهرة الى القدس ورام الله على التوالي للقاء القادة الإسرائيليين والسلطة الفلسطينية "تعازيه بمقتل العديد من المدنيين في النزاع وخصوصاً الى عائلات الضحايا". وقال إنه "مرة جديدة تموت عائلات وأطفال بسبب أعمال عنف عبثية"، ودعا كل الأطراف الى الالتزام "بالحق الإنساني الدولي".
وأقر الأمين العام أيضاً "بالمخاوف المشروعة لإسرائيل في مجال الأمن" لكنه حذر من أن شن عملية برية ضد القطاع الفلسطيني سيشكل "تصعيداً خطيراً".
وقال إنه "يجب اتخاذ إجراءات فورية لتجنب أي تصعيد إضافي"، مؤكداً أن "عملية برية لن تؤدي سوى الى سقوط مزيد من القتلى".
الوفد الوزاري برئاسة العربي في غزة
والحدث البارز أمس، كان انتقال وفد وزاري عربي برئاسة الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى القطاع حيث التقى رئيس وزراء حكومة حماس اسماعيل هنية في مدينة غزة، معلناً خلال اللقاء أن "المشكلة ليست في التهدئة، المشكلة الحقيقية (...) يجب أن نركز جميعاً، الدول العربية والإسلامية والصديقة في كل العالم على إنهاء الاحتلال، هذه هي المشكلة الرئيسية".
وأضاف انه "بعد ما رأيناه من دمار (...) إذا (حصلت) التهدئة سوف تقصف وسوف يتكرر ويبقى العدوان، يجب التركيز على إنهاء الاحتلال". وأوضح "أنا أعتقد أن ما رأيناه اليوم يؤكد مرة أخرى أن الشعب الفلسطيني لن ينكسر في يوم من الأيام. ما نراه اليوم في غزة إنما يدل على العدوان الغاشم المتكرر منذ ستين عاماً".
هنية بدوره قال: "نحن نتابع ما يجري في القاهرة والجهد التركي والقطري وجهود وزراء الخارجية العرب برئاسة الأمين العام". وأضاف "لسنا ضد وقف الحرب وحماية أبناء شعبنا وكل الجهود التي تبذل هي مباركة لكننا نريد تهدئة تضمن وقف العدوان وتضمن عدم تكراره". وأوضح "أن حكومته تعمل على مسارين لوقف العدوان أولهما عبر دعم المقاومة بكافة أشكالها والثاني الجهد الديبلوماسي".
أردوغان
اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمس "إسرائيل" بالقيام بـ"تطهير إثني" بحق الفلسطينيين في هجومها على قطاع غزة.
وقال أردوغان أمام نواب "حزب العدالة والتنمية" الذي ينتمي اليه، إن "إسرائيل تتجاهل في هذه المنطقة السلام وتنتهك القانون الدولي وتقوم بتطهير إثني ضد شعب. هذه الدولة تحتل شيئاً فشيئاً الأراضي الفلسطينية". واعتبر أن المجموعات الفلسطينية في غزة التي تطلق الصواريخ على إسرائيل، تستخدم حقها "في الدفاع المشروع" من الهجمات "العشوائية وغير المشروعة" التي تشنها الدولة العبرية.
واتهم أردوغان "إسرائيل" "بقتل" مدنيين أبرياء. وأضاف وسط تصفيق مطول من نواب حزبه، "لا يمكن لأحد أن يقول إن "إسرائيل" تستخدم حقها في الدفاع عن النفس، "إسرائيل" تقوم حالياً ببث الرعب في الشرق الأوسط". وتابع أن "إسرائيل ستحاسب عاجلاً أم آجلاً على الدماء البريئة التي أراقتها حتى الآن".
وندد أردوغان مرة أخرى بعدم تحرك الغربيين ومجلس الأمن في هذا الملف. وقال: "لم أعد أؤمن بعدالة الأمم المتحدة طالما أن القضية الفلسطينية لم تحل، وطالما أن المعاناة والدماء تبقى جزءاً لا يتجزأ من الشرق الأوسط".
وذكر بالاسم الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن أي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين، قائلاً: "إذا أردنا التحرك كما تقول هذه الدول وحدها فسنفشل". وأضاف "إذا كان يجب علينا أن نموت فلنمت مثل الرجال". وتابع أن "الذين يدافعون عن حق "إسرائيل" في الوجود، متى سيعترفون بحق هذه المنطقة من العالم في الوجود؟".
ميدانياً: وبموازاة الجهود الديبلوماسية، يتواصل القتال بين الطرفين، إذ سقط في "إسرائيل" حتى ظهر أمس أكثر من 60 صاروخاً، خلّفت إصابات مادية للسيارات والمنازل، وتناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية حادث سقوط صاروخ بجانب حافلة إسرائيلية، نجح ركابها في الخروج منها قبل سقوط الصاروخ في اللحظة الأخيرة.
ودوى صوت انفجار في مدينة القدس بعد وقت قصير من انطلاق صفارات الإنذار، وقالت الشرطة إن الصاروخ سقط في منطقة خلاء في مستوطنة غوش عتصيون الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة شمال القدس من دون وقوع إصابات أو أضرار.
وأوضح الناطق باسم الشرطة ميكي روزنفيلد لوكالة "فرانس برس" أنه "عثر على الصاروخ في منطقة غوش عتصيون"، فيما أكد الجيش الإسرائيلي سقوط صاروخ في تلك المنطقة.
وتبنت كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة "حماس" في الوقت نفسه "إطلاق صاروخ من طراز أم 75 باتجاه القدس المحتلة".
وفي غزة، أفاد شهود عيان في المدينة أن عناصر مسلحة قامت بإعدام ستة مواطنين أمس بتهمة "التعامل مع إسرائيل"، مشيرين الى أن لافته مكتوبة علقت على جثثهم تقول إن "كتائب القسام تعلن إعدام الخونة".
وقال أحد شهود العيان في منطقة حي المقوسي، غرب مدينة غزة، إن "سيارة باص صغيرة توقفت في الحي وألقت بستة مواطنين من بابها الخلفي على الأرض ثم قام مسلحون بإطلاق النار عليهم وإعدامهم من دون أن يترجلوا من السيارة".
وطالبت قوات الاحتلال سكان شمال القطاع بالانتقال إلى وسط مدينة غزة، وذلك عبر منشورات باللغة العربية نثرتها طائرات إسرائيلية بعد ظهر أمس، فيما بدأت القوات الإسرائيلية بإطلاق قذائف مدفعية باتجاه القطاع.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن هذه المناشير طالبت سكان شمال القطاع وخصوصاً في بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا بمغادرة بيوتهم والانتقال إلى وسط مدينة غزة كي لا يصابوا بأذى.
وتعني هذه الخطوة أن الجيش الإسرائيلي يعتزم شن هجوم مدفعي على شمال القطاع وإطلاق قذائف بشكل عشوائي وكثيف باتجاه هذه المنطقة في محاولة لمنع الفصائل الفلسطينية من مواصلة إطلاق الصواريخ منها باتجاه إسرائيل.
وفي موازاة ذلك تواصل الطائرات الحربية الإسرائيلية شن غارات في القطاع، حيث ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 127 شهيداً و1000 جريح، وذلك وفق ما ذكرت خدمات الإسعاف والطوارئ في غزة.
وكان سقط أمس 12 فلسطينياً في غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة. وكان آخرها غارة إسرائيلية استهدف سيارتين في حي البصرة جنوب قطاع غزة، فأدى ذلك إلى استشهاد ستة فلسطينيين، فيما استشهد شخص سابع في غارة على بيت حانون واثنان من الأطفال تحولا الى أشلاء في غارة على حي الزيتون، كما استشهد 3 آخرون في غارات على وسط القطاع.
مواجهات في الضفة
وفي الضفة الغربية، جرت مواجهات بين شبان وقوات الاحتلال أمس في أنحاء مختلفة من الضفة الغربية أدت الى إصابة أربعة فلسطينيين بجروح، وخصوصاً في مدينة الخليل، جنوب الضفة، فيما أفاد مراسل وكالة "فرانس برس" أن "كثافة المواجهات تذكر بالانتفاضة الأولى والثانية وأن الجيش استخدم المئات من عبوات الغاز المسيل للدموع، في مواجهة جموع المتظاهرين وليس الأسلحة النارية".
فقد اندلعت المواجهات في مدينة الخليل إثر تشييع جثمان حمدي فلاح (23 عاماً) الذي سقط أول من أمس برصاص الجنود الإسرائيليين أثناء مواجهات عند مدخل المدينة. وشارك في التشييع نحو خمسة آلاف فلسطيني. وحمل المشيعون الأعلام الفلسطينية وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"الانتقام يا قسام".
وانتهى التشييع بتوجه نحو ألف فلسطيني نحو باب الزاوية، في مركز المدينة، حيث اشتبكوا مع جنود الجيش الإسرائيلي بالحجارة.
كما جرت مواجهات في مدينة يطا وفي بلدة صوريف وبلدة بيت أمر قضاء الخليل.
وشيع المئات من الفلسطينيين الشاب رشدي التميمي (31 عاماً) الذي توفي متأثراً بجراح أصيب بها السبت في تظاهرة للتضامن مع قطاع غزة في قرية النبي صالح شمال غرب رام الله.
وذكرت مصادر أمنية فلسطينية، أن مواجهات وقعت أيضاً أمس بالقرب من معسكر عوفر، جنوب رام الله وعند مدخل بلدة سلواد شمالاً، لكن لم يبلغ عن إصابات.
وشارك العشرات أمس في تظاهرة تضامنية جديدة في مدينة رام الله مع قطاع غزة، بمشاركة قياديين من حركتي "فتح" و"حماس" وباقي الفصائل الفلسطينية، وحمل المشاركون في التظاهرة الأعلام الفلسطينية فقط.
وسار نحو 500 فلسطيني من مدينة نابلس باتجاه حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس وألقوا الحجارة باتجاه الجنود الإسرائيليين الذي ردوا بدورهم بالرصاص الحي وقنابل الغاز المسيل للدموع، وفق شهود عيان. وجرت تظاهرة في مدينة القدس أمام الجامعة العبرية شارك فيها طلاب عرب لوقف الحرب على غزة".
(ا ف ب، يو بي اي، رويترز)