القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

مطالبات برفع سقف لغة السلاح في وجه الاحتلال

مطالبات برفع سقف لغة السلاح في وجه الاحتلال

الرسالة نت- محمد أبو زايدة

يتعامل الاحتلال "الإسرائيلي" مع الشعب الفلسطيني، بطريقة أقل من مستوى الحقوق المطلوبة للعيش الآدمي، وينتهك الحرمات والمقدسات، ومن ثم يتطاول على الديانات.. يلتفت يميناً ويساراً لا يجد سوى صمت عربي وتأييدٍ دولي، فيكمل مسيرته بالاعتقالات التعسفية، والتعذيب والتشريد وتهويد المباني، وقتل الأسرى داخل سجونه.

وبعد ارتكاب الاحتلال لأبشع الجرائم، تخرج الفصائل بعبارات " التنديد، والاستنكار، والوعيد"، حتى تهدأ الأمور، وتعود "المياه لمجاريها"، ويذهب الشهيد إلى حتفه، وذويه يكتمون الحسرة في قلوبهم، وتنتهي العملية بـ" تهدئة"، ولا يلتزم الطرف "الإسرائيلي" بشروطها، ويعود الجميع للغة الــ" تهديد".

في الـ 24 من فبراير لهذا العام، وصل نبأ استشهاد الأسير عرفات جرادت، بعد سلسلة من التعذيب الذي تعرض له فترة التحقيق معه في سجن مجدو، وفق ما أظهرته نتائج تشريح الجثمان، حيث ظهرت على أنحاء جسده آثار تعذيب وجروح وكسور.

واليوم وصل خبر ارتقاء الأسير ميسرة أبو حمدية إلى الرفيق الأعلى، بعد اعتقال استمر 11 عاماً، تخلله الإهمال الطبي، الذي نتج عنه إصابته بمرض السرطان، ليعلَن عن استشهاده صباح الثلاثاء الثاني من أبريل، وما أن وصل النبأ حتى أعادت الفصائل شريط الأقوال والاستنكار المنددة بجرائم الاحتلال.

وأجمع محللون سياسيون في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" على أن ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من "استخفاف إسرائيلي"، ناتج من عدم وجود قوة رادعة له، وعدم وجود موقف عربي وفلسطيني ودولي حقيقي، مطالبين بإيجاد هذه القوة، لِلَجم الاحتلال وردعه عن سياساته.

لغة القوة

الكاتب والمحلل السياسي ناجي البطة، أكد أن الشجب والاستنكار هو دفعة إلى الاحتلال، حتى يمارس العديد من عمليات القتل لأبناء الشعب الفلسطيني، مشدداً أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة التي يتعامل بها.

وعدّ البطة دماء أبو حمدية أمانة في عروق المقاومين، مطالباً برفع السقف أمام الاحتلال، وتقديم لغة السلاح؛ "لأنه الأسلوب الوحيد الذي يفهمه الاحتلال".

ودعا المقاومة في غزة والضفة أن تعطي درساً للاحتلال عنوانه "دم الأسير بإسرائيل"، وقال البطة "يجب على المقاومة أن تُعلّم العدو أنه عندما يستشهد مقاوم في السجون الإسرائيلية، فإن وراءه من يثأر لدمائه".

وأوضح أنه في حال بقيت المقاومة صامتة، تكتفي بالشعارات الرنانة من استنكار وشجب، "فإن الاحتلال سيتعامل بسخرية، وبلا مبالاة، في عملية موت بطيء لأسرانا"، واصفاً العالم بالـ "منافق"، لصمته على جرائم الاحتلال.

أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الإسلامية د. هاني البسوس، أيّد سابقه قائلاً إن "الفصائل الفلسطينية بحاجة لإعادة تقييم الموقف، واتخاذ خطوات عملية"، موضحاً أن المسألة أصبحت صعبة وفي تطور مستمر وانتهاكات متعددة ضد الأسرى.

ونادى البسوس بإشعال انتفاضة جديدة، وتشكيل مقاومة شعبية فلسطينية مسلحة ضد الاحتلال.

ولفت إلى أن الصواريخ ليست هي الحل الوحيد بِيَد المقاومة، داعياً إلى عمليات "تكتيك وتخطيط" لاعتقال جنود "إسرائيليين"، مؤكداً أن الأسر هو من يحرك المواقف، ويجبر الاحتلال على التوقف عن ممارساته "الهمجية".

الإرادة السياسية "معدومة"

من جانبه، بيّن د. عبد الستار قاسم، بروفيسور العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، أن عمليات الشجب والاستنكار التي تمارسها الفصائل، متمخض من انعدام الارادة السياسية.

وعبّر عن أمله؛ أن يخرج شبان بالضفة المحتلة، للثأر لدم الأسير أبو حمدية، ومن سبقوه.

وقال قاسم "إذا وجد حراك يمكن له أن يتصعد، أما الفصائل والسلطة الفلسطينية، لا يرجى منها شيء في الضفة المحتلة".

وتوقع أن تطلق بعض الصواريخ من قطاع غزة، "وربما تتطور لتصبح عمليات عسكرية ضد الاحتلال"، وفق قوله.

وفيما يتعلق بدور مصر في قضية الأسرى، استبعد المحللون أن تمارس جمهورية مصر العربية أي ضغوط على الاحتلال، مؤكدين أنها لا تملك قدرة الضغط، لانشغالها بمشاكلها الداخلية غير المستقرة، موضحين أن النظام في مصر لا يملك الوسائل الدبلوماسية للضغط على الكيان، مرجعين السبب للتجاذبات الداخلية التي تضعف النظام في إجراء أي خطوات ضد الاحتلال.