مكتبات غزة بعد ثماني سنوات من الحصار .. لا كتب لا صحف أو
مجلات

السبت، 21 آذار، 2015
لا شيء يفعله الشاب الفلسطيني محمود غانم، داخل مكتبته وسط مدينة غزة سوى
نفض الغبار عن مجلات وروايات قديمة متراصة على الأرفف.
فمنذ صيف عام 2007، تفتقد مكتبة غانم التي تحمل اسم "الطارق"،
لقصص الأطفال المصورة، والمجلات الأسبوعية والشهرية التي كان بيعها يشكل بالنسبة
له مصدرا للرزق.
غانم (35 عاما)، قال لوكالة الأناضول إن "أكثر ما يؤلمني هو تراجع
المشهد الثقافي في قطاع غزة، بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، للعام
الثامن على التوالي".
ويتابع: "طيلة، خلت المكتبات في غزة من الصحف العربية اليومية،
والمجلات الأسبوعية التي كانت تدخل عن طريق معبر رفح البري، وتم فقط السماح
بإدخالها بشكل محدود عقب صفقة تبادل الأسرى التي تمت بين حركة حماس وإسرائيل
برعاية مصرية، لكن سرعان ما عاد منعها مرة أخرى".
وتابع: "هناك كتب تدخل عن طريق معبر كرم أبو سالم (الخاضع للسيطرة
الإسرائيلية، والمنفذ التجاري الوحيد للقطاع) بشكل محدود، لكن المجلات الأسبوعية
والشهرية، والصحف العربية اليومية لا تدخل إطلاقا".
ومن أكثر المجلات طلبا وفق غانم، لكثير من القراء في غزة، "زهرة
الخليج" التي تصدر من "الإمارات"، و"الأسرة" التي تصدر
من "السعودية"، والعديد من المجلات والصحف المصرية مثل "وجهات
نظر" و"الأخبار" و"الأهرام".
وقال غانم "كان هناك بعض التهريب لتلك المجلات عن طريق الأنفاق، لكن
في الوقت الحالي، المشهد اختفى تماما"، وفق مراسلة الأناضول.
والمشكلة لا تكمن، وفق الكاتب والروائي الفلسطيني، عاطف أبو سيف، من قطاع
غزة، في عدم دخول المجلات، أو العديد من إصدارات الكتب، "فالمشهد الثقافي
بأكمله ينهار بل يحتضر"، على حد وصفه.
وقال أبو سيف، لوكالة الأناضول، إن "قطاع غزة، يعاني من أزمة ثقافية
بفعل الحصار وجراء سنوات الانقسام البغيض (بين حركتي فتح وحماس منذ سيطرة حماس على
القطاع عام 2007)".
وأضاف تابع: "لا توجد أدوات ثقافية، بفعل الانقسام، الذي جعل
الفلسطيني يفكر في الهم اليومي، ومعاناته ولقمة عيشه، بعيدا عن الثقافة والتحليق
في عالم الأدب".
وأكد أبو سيف أن الكتاب الفلسطينيين والمثقفين في غزة، نسوا أنفسهم، في
ظل "المشهد القاتم" من الحصار، والخلافات الدائمة بين حركتي فتح وحماس.
ومن الطبيعي أن تؤثر سنوات الحصار على المشهد الثقافي بغزة، بحسب الوكيل
المساعد لوزارة الثقافة الفلسطينية مصطفى الصواف.
وقال الصواف لوكالة الأناضول، إن "المشهد الثقافي جزء من المشهد
العام في قطاع غزة، والذي تأثر بشكل كبير جراء الحصار الإسرائيلي،
وتداعياته". وأضاف "كان لدينا الكثير من الخطط حول إقامة المعارض والكتب
وأن تشارك دور نشر عربية عديدة، لكن للأسف كلها باتت مؤجلة ومعلّقة".
ووفق الصواف، فإن كافة المعارض التي أقيمت خلال سنوات الحصار لم تشمل أي
دور نشر عربية أو دولية واقتصرت على المكتبات الداخلية.
وأشار إلى أن الحصار أثر على الحصيلة المعرفية والثقافية، فالكثير من
عناوين الكتب الحديثة غير موجودة، بسبب منع إدخال الكتب والمجلات إلى قطاع غزة،
كما أثر الحصار على التواصل مع المؤسسات الثقافية، والشخصيات الأدبية والفنية،
وزيارتها إلى قطاع غزة.
وقال إن "الألم اليومي الذي يعانيه سكان غزة، جعلهم ينظرون للثقافة
حتى وإن وجدت على أنها نوع من الترف".
المصدر: رأي اليوم