القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

ملك الأردن: ما يحدث في غزة صرخة فلسطينية للعالم لوقف الاحتلال والقتل

ملك الأردن: ما يحدث في غزة صرخة فلسطينية للعالم لوقف الاحتلال والقتل

أكد الملك الأردني عبدالله الثاني أن إسرائيل تتحمل بالدرجة الأولى مسؤولية العدوان على قطاع غزة، ويتحمل العالم بأسره مسؤولية إنهاء الاحتلال، وهو الأخير من نوعه في التاريخ المعاصر.

وشدد الملك في حوار شامل أجرته مع جلالته رئيس التحرير المسؤول في "الغد" جمانة غنيمات، على أن ما حدث ويحدث في غزة هو صرخة فلسطينية للعالم أجمع بأن أوقفوا الاحتلال والدمار والقتل بحق شعب ينشد الحرية والأمن والعيش بكرامة.

وقال الملك الأردني: "شهداؤنا من أهل غزّة هم أحياء عند ربِّهم يرزقون بإذن الله تعالى. ما نعيشه من ألم ومعاناة جراء العدوان الذي يحصد أرواح الأبرياء دون تمييز ينفي مزاعم إسرائيل في تبريرها للحرب على غزة. إسرائيل بالدرجة الأولى تتحمل مسؤولية العدوان على القطاع، ويتحمل العالم بأسره مسؤولية إنهاء الاحتلال، وهو الأخير من نوعه في التاريخ المعاصر، وحرمان شعب شقيق من حقه في إقامة دولته على ترابه الوطني، واستمرار حصار ظالم، واستيطان يقوّض فرص السلام. ما حدث ويحدث في غزة هو صرخة فلسطينية للعالم أجمع بأن أوقفوا الاحتلال والدمار والقتل بحق شعب ينشد الحرية والأمن والعيش بكرامة".

وأضاف: "هذا العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة هو رابع عدوان موسّع منذ انسحاب إسرائيل أحادي الجانب من القطاع عام 2005، وهو الأصعب والأكثر دموية من حيث عدد الضحايا، خصوصا من النساء والأطفال وكبار السن، بل هناك عائلات أبيدت بالكامل. قلبنا مع غزة وأهلها، ومصابنا وألمنا واحد، وعواطفنا جميعا مشحونة. لكن، أخت جمانة، علينا الآن أن ننظر بعقلانية لما حصل ويحصل. المدنيون الأبرياء، خاصة في غزة، هم من يدفع الثمن وهذا أمر غير مقبول إطلاقا إنسانيا وأخلاقيا. على المجتمع الدولي أن يسائل إسرائيل عمّا ترتكبه. والشعب الفلسطيني، خصوصا أهلنا في غزة، هم أصحاب الحق الأول والأخير في مراجعة ما يجرى والحكم عليه".

وأكد الملك على أنه: "كان بإمكاننا وبكل سهولة تصدر عناوين وسائل الإعلام خلال العدوان، عبر تصريحات وشعارات شعبية، لكننا نفضل العمل بفاعلية وروية لإنهاء العدوان الإسرائيلي ورفع المعاناة وضمان استمرار خطوط المساندة إلى أهلنا في غزّة. والأردن بذل ويبذل كل الجهود، وقد دعم المبادرة المصرية لوقف العدوان منذ البداية، وهي المبادرة التي تبين في النهاية أنها الوحيدة الممكنة في ظل الظروف الراهنة. نستمر بإدامة الجسر الإغاثي لأهلنا في غزة، ويواصل المستشفى الميداني عمله على الأرض ونكثف الدعم المخصص له، وننسق دخول قوافل المواد الإغاثية والأدوية، ونسهم في إنقاذ الناس ومعالجة المصابين والتخفيف من معاناتهم. لقد سخّرنا كل قدراتنا من أجل أهلنا في فلسطين على مدار التاريخ بالفعل وليس بالقول، وسنبقى الرئة للشعب الفلسطيني، وهذا واجبنا التاريخي والقومي تجاه أشقائنا، ففلسطين قضيتنا الأولى. ولا نقبل أن يزاود أحد على الأردن فيما يخص فلسطين، فتضحيات شهداء الجيش الأردني على ثراها معروفة للقاصي والداني".

وأضاف: "وسنستمر في توظيف علاقات الأردن وحضوره في المنابر الدولية مثل مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان من أجل وقف نهائي للعدوان ومنع تكراره وحشد الجهود الدولية لإعمار غزة، وإيجاد الأرضية المناسبة لإعادة إطلاق مفاوضات قضايا الوضع النهائي بشكل حاسم، وبما يحقق السلام على أساس حل الدولتين وفق المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية، وبما يلبي طموحات الشعب الفلسطيني، ووفاء لتضحياته ودماء شهدائه".

وتابع: "لا بد من الإشارة هنا إلى أن العدوان على غزّة استغل الفراغ الناجم عن توقف المفاوضات حول قضايا الوضع النهائي وفق حل الدولتين، ويهدد بمزيد من العنف والتصعيد وتكراره، وهو ما حذرنا منه باستمرار. ونؤكد أن الأردن سيستمر بالتصدي للإجراءات والسياسات الإسرائيلية الأحادية في القدس ووقف الانتهاكات المستمرة لحرمة المسجد الأقصى والتعرض للمصلين، في إطار الوصاية الهاشمية".

وحول فرصة للسلام وحل الدولتين، قال: "في ظل العدوان على غزة وما نشهده من عنف ودمار وتصاعد في أعداد الشهداء، قد نشهد ضغطاً دولياً للمضي قدماً في حل للصراع، فالنزاعات تقود إلى طاولة المفاوضات وقد تلوح فرصة لحل النزاع بشكل نهائي، والسلام هو الحل الوحيد، وإلا وجدنا أنفسنا في المستقبل نتحدث عن حرب إسرائيلية خامسة وسادسة وسابعة على غزة يكون الشعب الفلسطيني فيها هو الضحية وتبقى إسرائيل عاجزة عن تحقيق أمنها".

وتابع: "حل الدولتين هو السبيل الوحيد لحل النزاع وتحقيق الأمن والاستقرار للمنطقة كلها. وأمن إسرائيل لن يتحقق إلا بتوجه صادق نحو خيار السلام العادل وحل الدولتين، وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة على خطوط الخامس من حزيران عام 1967 وفق المرجعيات الدولية ومبادرة السلام العربية وعاصمتها القدس الشرقية، وتتمتع بتواصل جغرافي حقيقي وباقتصاد قابل للنمو والازدهار. بهذا فقط ستحظى إسرائيل بالأمن والقبول في المنطقة والعالم".

وأضاف: "أما المسؤولية، إن فشلت جهود السلام، فيتحملها المجتمع الدولي بأسره، والأهم من ذلك أن الجميع سيدفع ثمن الفشل، خاصة أجيال المستقبل التي نتحمل المسؤولية أمامها. ويجب أن نبني على الجهود والعمل البنّاء الذي بذلته الإدارة الأميركية، وتحديدا وزير خارجيتها جون كيري حيال القضية الجوهرية في المنطقة. ونأمل أن تتوفر الفرصة قريبا لاستئناف مفاوضات الوضع النهائي بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وكما ذكرت سابقا، سينصب الجهد الأردني على إيجاد الأرضية المناسبة للعمل بهذا الاتجاه".

الغد، عمّان، 10/8/2014