مواجهات في باب العمود وحالات اختناق خلال المسيرات المناهضة للجدار والاستيطان

دعا وفد من سفراء الترويكا العربية التي تضم (مصر، وليبيا، ولبنان، وفلسطين)، أجهزة الأمم المتحدة المختلفة، إلى تحمل مسؤولياتها تجاه وقف الانتهاكات الإسرائيلية في القدس، واعتداءات المستوطنين المتواصلة على أماكن العبادة الإسلامية والمسيحية فيها.

وقال مندوب مصر الدائم في الأمم المتحدة في نيويورك السفير معتز أحمدين، في بيان وزعته وزارة الخارجية المصرية، أمس الجمعة، إن وفد الترويكا العربية التقى مع نائب الامين العام للأمم المتحدة يان إلياسون، لنقل رسالة عاجلة إلى الامين العام للمنظمة الدولية بان كي مون من أجل التحرك العاجل لوقف هذه الاستفزازات.

وأضاف أحمدين أن بان كي مون هاتف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحثه على وقف هذه الاعمال التي تُعيق جهود السلام، مشيراً إلى أن الوفد التقى أيضا مندوب توغو الدائم بصفته رئيس مجلس الأمن لشهر ايار الجاري، وطالبه بتحمل مجلس الأمن مسؤولياته في هذا الشأن، وتناول الموضوع في جلسته التي تقرر عقدها حول الوضع في الشرق الأوسط الأسبوع المقبل في نيويورك.

ولفت السفير المصري إلى أن وفد الترويكا العربية قام بنفس المسعى مع رئيس الجمعية العامة، الذي وعد ببذل الجهد من أجل وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفور، موضحاً أن "مصر تُتابع الأوضاع والتطورات في القدس، وفي الأراضي العربية المحتلة باهتمام وقلق بالغين، وأن وفدها في الأمم المتحدة يقوم حالياً بالتنسيق مع المجموعة العربية في نيويورك بشأن ما يمكن اتخاذه من إجراءات إضافية في حال تفاقم هذه الانتهاكات".

بالعودة إلى الاوضاع في الاراضي المحتلة، فقد جرت أمس مواجهات مع قوات الاحتلال في باب العمود في وسط القدس، فيما سُجل عشرات حالات الاختناق في مواجهات مع الاحتلال خلال المسيرات المناهضة لجدار الفصل والاستيطان في عدد من مناطق الضفة الغربية.

ففي القدس، هاجمت قوات الاحتلال، تظاهرة كبيرة انطلقت من ساحات المسجد الأقصى المبارك عقب صلاة الجمعة، احتجاجاً على اقتحامات المستوطنين واستهداف الاحتلال للمسجد.

وأفاد شهود عيان أن قوات الاحتلال اعتدت على المشاركين في المسيرة لدى وصولها إلى منطقة باب العمود (أحد بوابات القدس القديمة)، في حين ردّ الشبان بالحجارة.

ورفع المتظاهرون العلم الفلسطيني ورددوا الهتافات الوطنية والشعارات التي تُندد بالاحتلال وتطالب بزواله، وأخرى نصرة للمسجد الأقصى.

وكانت قوات الاحتلال فرضت إجراءات مشددة على دخول المصلين، خصوصاً من فئة الشباب، للمسجد الأقصى المبارك.

وأكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ عكرمة صبري، في خطبة الجمعة، أن "المسجد الأقصى خط أحمر بالنسبة لكل المسلمين في كل أرجاء المعمورة"، مشدداً على "رفض المسلمين لكل المخططات التي تحاول سلطات الاحتلال بالتعاون مع المستوطنين فرضها على المسجد".

من جهة ثانية، أصيب عدد من المواطنين والمتضامنين الأجانب بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، أمس إثر قمع الاحتلال لمسيرة بلعين الأسبوعية المناهضة للاستيطان والجدار، التي جاءت هذا الأسبوع في إطار إحياء الذكرى الـ65 للنكبة.

وقالت اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بلعين إن جنود الاحتلال الإسرائيلي أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والغاز المسيل للدموع، والقنابل الصوتية، باتجاه المشاركين عند وصولهم للأراضي المحررة "محمية أبو ليمون" بالقرب من جدار الضم والتوسع، ما أدى لإصابة العشرات من المواطنين وناشطي سلام إسرائيليين ومتضامنين أجانب بحالات اختناق، إضافة إلى احتراق أشجار زيتون.

وفي كفر قدوم، قمعت قوات الاحتلال المسيرة الأسبوعية المناهضة للاستيطان، واستهدفت منازل المواطنين بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.

وأفاد المنسق الإعلامي لمسيرات كفر قدوم مراد اشتيوي إن العشرات من جنود الاحتلال هاجموا المشاركين في المسيرة بشكل وحشي، وأطلقوا قنابل الغاز تجاههم وتجاه منازل المواطنين، ما أدى لإصابة العشرات، بينهم متضامنون أجانب، بحالات اختناق.

وشارك في المسيرة، التي جاءت اليوم ضمن فعاليات إحياء ذكرى النكبة، متضامنون أجانب، إضافة لنشطاء سلام إسرائيليين والمئات من المواطنين الذين رفعوا العلم الفلسطيني ورددوا الشعارات الوطنية التي تمحورت حول ذكرى النكبة.

وفي بلدة المعصرة قمعت قوات الاحتلال المسيرة المعصرة الاسبوعية السلمية المناهضة لجدار الضم والتوسع الاستيطاني.

وأفاد منسق اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم حسن بريجية لوكالة الانباء الفلسطينية "وفا"، أن جنود الاحتلال اعترضوا المسيرة واعتدوا على المشاركين فيها بالضرب ومنعوهم من الوصول الى مكان اقامة الجدار.

وفي بيت أمر، في محافظة الخليل، أصيب عدد من المواطنين، خلال مواجهات مع الاحتلال في منطقتي بيت زعته والعين شرق البلدة.

وأوضح الناطق الإعلامي باسم اللجنة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان في البلدة محمد عوض، لـ"وفا"، أن جنود الاحتلال أطلقوا الرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وقنابل الغاز والصوت، باتجاه المواطنين الذين خرجوا تضامناً مع الأسير الجريح أحمد عوض، ما أدى لإصابة العشرات بحالات اختناق، جرى علاجهم ميدانياً.

المصدر: المستقبل