نتنياهو يهدد
فلسطينيي الـ 48 بإجراءات قاسية ويدعو إلى "ضبط النفس" تجاه غزة
حملت تصريحات
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته
تلميحاً إلى نية "إسرائيل" عدم التصعيد العسكري على القطاع، إذ قال إن
"التجربة تثبت أنه في هذه اللحظات يجب علينا التحلي ببرود أعصاب وبمسؤولية لا
بالعربدة والعنترية والتسرع". وأضاف أن "إسرائيل تعمل على جبهات عدة في
آن... الليلة قبل الماضية ضربنا أهدافاً عدة تابعة لحماس في قطاع غزة... والهدف من
كل العمليات التي نقوم بها هو إعادة الهدوء والأمان لجميع المواطنين في "إسرائيل"
وعلى رأسهم سكان الجنوب، وسنقوم بما يلزم لتحقيق ذلك".
وتطرق نتنياهو
إلى التظاهرات الاحتجاجية التي قام بها فلسطينيو الداخل في الليلتين الماضيتين
التي شملت إشعال إطارات سيارات وإغلاق مفترقات طرق رئيسة وإشعال النيران في مؤسسات
عامة أو تخريبها ورشق الشرطة بالحجارة وسط أنباء عن محاولات مستوطنين متطرفين دخول
بلدات عربية، وأعلن أن الشرطة ستتعامل بصرامة "مع المخلّين بالنظام العام
والمشاغبين"، و"سيتم اتخاذ إجراءات صارمة ضد من يخالفون القانون وضد
المحرضين من أي طرف كان". وتابع: "لن نسمح برشق الحجارة على أفراد
الشرطة أو إلقاء الزجاجات الحارقة أو إغلاق محاور طرق في "إسرائيل" وتخريب
الممتلكات العامة، ولا التحريض ضد وجود إسرائيل".
ومنّن نتنياهو
المواطنين العرب بأنهم يتلقون مخصصات إعانة من الحكومة أسوة بسائر المواطنين، وقال:
"لا يمكن إمساك الحبل من الطرفين. لا يمكن الحصول على مخصصات الأطفال من جهة،
ومن الجهة الأخرى مخالفة القوانين الأكثر أساسيةً في إسرائيل". ودعا قيادات
الجمهور العربي إلى "تحمل المسؤولية والوقوف ضد هذه الموجة من الاضطرابات من
أجل إعادة الهدوء". وأضاف: "من لا يحترم القانون، سيُعتقل ويعاقب أشد
عقاب".
ويثير موقف
نتنياهو والمؤسسة الأمنية إلى اعتماد سياسة "الهدوء مقابل الهدوء" مع
قطاع غزة، احتجاجات اليمين المتطرف المتمثل أساساً بحزبي "إسرائيل
بيتنا" بقيادة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان، و"البيت اليهودي"
ممثل المستوطنين في الحكومة بزعامة وزير الاقتصاد نفتالي بينيت، اللذين كررا أمس
أن "سياسة التحلي بضبط النفس خطأ لأنها تنم عن ضعف وعدم جرأة في مواجهة
المشكلة".
ورد زعيم حزب
"يش عتيد" الوسطي يئير لبيد على نظرائه من اليمين المتشدد بالقول إن
تصريحاتهم تزكي النار، "بينما ملقاة علينا جميعاً، نحن الوزراء، العمل على
إخمادها وأن ندع العدالة تأخذ مجراها، لا أن نمنح المتطرفين اليهود والعرب على
السواء إدارة شؤون الدولة". وأضاف: "لن تكون انتفاضة ثالثة لأنه أيضاً
في المجتمع العربي يدير الأمور قادة معتدلون". وهدد حماس بأنها "تعرف أننا
لن نمر بصمت على قصف الجنوب... كل قوة الجيش ودولة "إسرائيل" سنمارسها
إذا لم يعد الهدوء إلى الجنوب... هذا لا يطاق ولن نحتمله أكثر".
وقالت زعيمة
"الحركة" (يسار الوسط)، وزيرة القضاء تسيبي ليفني إن الوزراء الذين
يدّعون أنه يمكن حل مشكلة سكان الجنوب بسرعة ووقف الصواريخ من القطاع
"يتصرفون بلا مسؤولية". وأضافت أن المعركة ضد حماس ستستمر وقتاً طويلاً،
وأن العمليات العسكرية الماضية حققت ردعاً لزمن محدد فقط. كذلك أعلن قادة أحزاب
المعارضة دعمهم "سياسة ضبط النفس" التي ينتهجها نتنياهو، وقال زعيم
"العمل" اسحق هرتسوغ إنه يجب معاقبة الأفراد الذين قاموا بأعمال شغب
وليس الوسط العربي كله، "وهنالك في الجانبين من يريد الاستفادة الحزبية من
اشتعال الأوضاع وعودة العنف".
الحياة، لندن،
7/7/2014