الثلاثاء، 07 حزيران، 2022
ناقش مركز العودة الفلسطيني في لندن، خلال
ندوة إلكترونية، التداعيات المأساوية المستمرة لنكسة (هزيمة) حزيران في عام 1967، والتي
أفضت إلى احتلال "إسرائيل" جميع الأراضي الفلسطينية ومرتفعات الجولان السورية
وشبه جزيرة سيناء المصرية، بعد حرب استمرت ستة أيام.
وقدمت مسيِّرة الندوة الناشطة الحقوقية
في لندن، بتول السبيطي، سردًا سريعًا حول وقائع وتداعيات الهزيمة، مشيرة إلى أنها قادت
إلى تسجيل ثاني أكبر عملية تطهير عرقي جماعي ضد الفلسطينيين.
وشدد الباحث والناشط الفلسطيني توفيق حداد،
مؤلف كتاب "فلسطين: النيوليبرالية والقومية في الأراضي المحتلة"، على أهمية
إحياء النقاشات حول ما حدث عام 1967، باعتبار أن هذه الحلقة من تاريخ فلسطين
"حرب عدوانية مخطط لها سلفا".
وقال حداد: إن هناك تفصيلات مهمة غالبًا
ما يتم نسيانها؛ وهي حقيقة أن حرب عام الـ 1967 كانت بالتنسيق مع القوى الغربية، وخاصة
الولايات المتحدة. وأفاد أن ما يقرب من 500 ألف لاجئ فلسطيني نشؤوا في أعقاب حرب عام
1967 بعد أن مارست العصابات الصهيونية عمليات تطهير عرقي بحقهم.
وقالت نيردين كسواني، مؤسِّسة منظمة
"داخل حياتنا"، وهي منظمة مجتمعية يقودها فلسطينيون في نيويورك: إن
"إسرائيل" سعت إلى استيعاب هؤلاء اللاجئين في دول الجوار مثل الأردن وسوريا
ولبنان.
وبينت أنه تم تحويل العديد منهم إلى لاجئين
للمرة الثانية في غضون 20 عامًا بعد نزوحهم بالفعل خلال نكبة عام 1948.
وحذرت كسواني من أن "الفلسطينيين الذين
نزحوا خلال النكبة يواجهون الآن حقيقة قاتمة مفادها أن عودتهم باتت بعيدة المنال".
وقالت: إن هزيمة الجيوش العربية أمام إسرائيل "كانت بمثابة نكسة ليس فقط للفلسطينيين،
ولكن للعروبة ككل".
وبيّن كامل حواش، رئيس حملة التضامن مع
الشعب الفلسطيني في بريطانيا، كيف أن الطرد العنيف والتطهير العرقي للفلسطينيين من
وطنهم في عامي 1948 و1967، قد أثر على آلاف العائلات الفلسطينية وإلى الآن.
وأضاف حواش أن الكثير مما حدث في عامي
1948 و1967 مستمر حتى اليوم، مضيفا أن "إسرائيل" تتمتع بنوع من الإفلات غير
المبرر من العقاب.
وقال: إن فرض دولة "إسرائيل"
بالقوة على الأراضي الفلسطينية، أدى إلى وضعٍ حُرم فيه السكان الأصليون لفلسطين من
حقوقهم 74 عامًا وأكثر (بسبب الانتداب "الاحتلال" البريطاني قبل ذلك).
وانتقد صمت المجتمع الدولي إزاء ما وصفها
بـ"الجرائم والاعتداءات" الاسرائيلية؛ مثل هجوم "إسرائيل" على
الشيخ جراح والمسجد الأقصى بمدينة القدس.
وحث حواش على مواصلة الضغط على الحكومات،
وتثقيف السكان حول الرواية الفلسطينية بدلاً من تلك التي تدفعها بها "إسرائيل"،
والتي تعدّ أن أي شخص ينتقدها "معادٍ للسامية".
وشدد عمر مفيد، كاتب فلسطيني مقيم في لندن،
وعضو الهيئة التنفيذية للمجموعة العربية في حزب العمال البريطاني، على أنه من المهم
دائما تذكير الجميع بأن "إسرائيل" دولة استعمارية تأسست لقتل الفلسطينيين
وطردهم.
وقال: إن تداعيات حرب 1967 تتمثل في أن
غزة والضفة الغربية، اللتين كانتا تحت السيطرة المصرية والأردنية تواليًا، تخضعان الآن
للقانون العسكري الإسرائيلي، مضيفا أن "إسرائيل" تُعرّض الفلسطينيين للإذلال
من خلال حصارها لغزة، وإغلاق المعابر الحدودية.
وأشار مفيد إلى ما وصفها بـ"الحقيقة
المضحكة"؛ وهي أن "إسرائيل" تمنح الفلسطينيين أرقام الهوية الوطنية
الخاص بهم، في حين لا يُسمح لسكان غزة بالذهاب إلى القدس والضفة الغربية، والعكس كذلك،
أما بالنسبة لفلسطينيي الشتات فهم محرومون من أي فرصة لزيارة بلدهم.