نساء حي الكرفانات بخزاعة.. أعيدوا لنا بيوتنا

الخميس،
12 آذار، 2015
"أعيدوا
لنا بيوتنا".. هذه اللافتة التي رفعتها المواطنة أم محمد، تختصر معاناة نحو
(100) عائلة يعيشون في حي الكرفانات كبديل مؤقت لبيوتهم التي دمرتها قوات الاحتلال
خلال اجتياحها بلدة خزاعة شرق خان يونس.
وتقف
أم محمد إلى جانب نسوة الحي في وقفة تضامنية أطلقن خلالها صرخة استغاثة بهدف لفت أنظار
العالم إلى ما يواجهنه من معاناة وتهميش، في وقت تقام فيه الاحتفالات بيوم المرأة العالمي
الذي يصادف الثامن من مارس (آذار) كل عام.
الحياة في الصندوق الحديدي
وهي
تصف الحال، تقول أم محمد لمراسلنا: "حياتنا هنا صعبة، هذا صندوق حديدي.. مجموعة
صناديق مجاورة لبعضها البعض.. لا يمكن أن نستمر هكذا طويلاً".
وكانت
هيئة الأعمال الخيرية في غزة سلمت في أكتوبر (تشرين أول) الماضي نحو 100 منزل متنقل
"كرفانات" لإيواء جزء من المواطنين المدمرة بيوتهم في بلدة خزاعة التي تعرض
(1300) من منازلها (نصف عدد منازلها) للتدمير والأضرار، خلال الحرب الأخيرة (يوليو
– أغسطس 2014) بينها 500 منزل دمرت بشكل كامل.
والكرفان
عبارة عن صندوق من الحديد بمساحة (30 مترا) مربعا تقريباً يضم غرفة مع منافعها ومطبخ
صغير.
وتوضح
أم محمد: "كنت أعيش مع أسرتي المكونة من 4 أفراد في منزل من الباطون، واليوم في
هذا الصندوق الحديدي، حياتنا لا تطاق.. عندما تمطر تدخل إلينا الأمطار وتغرقنا، وعندما
ترتفع درجة الحرارة قليلاً يصبح الكرفان كالفرن".
معاناة في الشتاء والصيف
وتعرض
حي الكرفانات للغرق عدة مرات نتيجة تساقط الأمطار خلال المنخفضات الجوية التي ضربت
المنطقة في الأشهر والأسابيع الماضية، ما زاد من صعوبة حياة المواطنين، فيما شكلت فرق
تطوع وضعت سواتر من أكياس رملية لتقليل مخاطر غرق الحي، ولذات السبب تم كسوة الكرفانات
بالنايلون.
ولم
يكن حال المواطنة تغريد النجار أفضل، فهي تعيش نفس المعاناة في الحي، تقول: "كنت
أعيش في منزل مساحته 250 متراً من الباطون واليوم أجد نفسي في هذا الصندوق الحديدي
مع زوجي وابنتي".
وهي
تشير إلى مجموعة الكرفانات المتجاورة، تقول لمراسلنا: "انظر كيف الصناديق متجاورة،
لا خصوصية لنا هنا، فضلاً عن المعاناة في الشتاء وأي ارتفاع طفيف في الحرارة"،
لافتة إلى معاناتهم الشديدة في الأسابيع الماضية عندما غمرت المياه الكرفان من كل الجهات.
وقالت:
"لماذا هذا التهميش الذي نعانيه وإلى متى، لماذا لا يتم حل مشاكلنا، كل ما نريده
منازلنا التي دمرت؟".
وتبقى
معاناة نسوة حي الكرفانات نموذجاً لما تعانيه نساء فلسطين وأصحاب المنازل المدمرة جراء
عدوان الاحتلال ولسان حال الجميع إلى متى تستمر معاناتنا، ومتى يمكن أن يعاد إعمار
بيوتنا المدمرة؟.
المصدر:
المركز الفلسطيني للإعلام