نهيان بن مبارك: الإمارات تقف بحزم مع الحقوق الفلسطينية واللاجئين
السبت، 17 كانون الأول، 2011
جدد الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي دعم الإمارات القوي للقضية الفلسطينية ووقوفها بحزم في دعم الحقوق الشرعية لأبناء فلسطين، مؤكداً مساندة الإمارات لقيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ولحقوق ملايين الفلسطينيين الذين يعيشون كلاجئين حول العالم.
قال الشيخ نهيان بن مبارك إن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات يؤكدون تأييدهم لتحقيق هذا الهدف المشروع وإن الإمارات تعتبر أن قيام فلسطين كدولة حرة مسالمة وسلمية هو أهم القضايا العربية في هذا العصر.
جاء ذلك في كلمة افتتح بها مساء أمس الأول حفل العشاء الخيري الذي نظمته مؤسسة العون الطبي الفلسطينية في فندق انتركونتيننتال أبوظبي بالتعاون مع مجلس الأعمال الفلسطيني في أبوظبي، موضحاً أن السياسة الوطنية للإمارات وتحالفاتها ومبادراتها الدولية تجسد قناعتها ومسؤوليتها في المساعدة لتحقيق هدف قيام فلسطين مستقلة والمساعدة في ضمان حياة من الأمل والحرية والكرامة والتقدم والازدهار لكل فلسطيني.
حضر الحفل خيري العريدي سفير دولة فلسطين لدى الإمارات، ونايف فنطول عقاب الزيدان سفير المملكة الأردنية الهاشمية، ودومينيك جيرمي السفير البريطاني لدى الدولة، وروبن كيلي رئيس مجلس إدارة مؤسسة العون الطبي للفلسطيني "ماب”، والسفير البريطاني السابق الى السلطة الفلسطينية، وستيفن جميس الرئيس التنفيذي للمؤسسة، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال الفلسطينيين والعرب الذي أسهموا في دعم هذا الحفل.
ودعا الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان إلى دعم مؤسسة العون الطبي الفلسطيني "ماب” وكل المؤسسات التي تعمل من أجل تقديم شتى أنواع المساعدة للشعب الفلسطيني الذي يعاني رجاله ونساؤه وأطفاله أبشع ألوان التقتيل والتعذيب والأسر والتهجير والهدم والتجريف والدمار التي تقوم بها قوات الاحتلال "الإسرائيلي”.
كما أشاد بهذه المؤسسة التي تعمل من أجل الحفاظ على صحة وكرامة الفلسطينيين اللاجئين في الخارج، وكذلك الذين يرزحون في الداخل ويصارعون من أجل الحياة تحت الاحتلال غير الشرعي، وأسوار العزل الوحشي، والاستيطان المتفشي، والمهانة اليومية ونقاط التفتيش التي لا معنى لها.
وقال إن هذه المؤسسة تعمل من خلال مساعداتها الطبية للفلسطينيين، في تعريف العالم الخارجي بما يواجهونه من أخطار يومية تحت قوات الاحتلال حيث إنها تقدم شهادات حية عن الأوضاع الصحية التي يكابدها أبناء الشعب الفلسطيني من جراء هذا الاحتلال، وعما يحتاجونه من مساعدات عاجلة في هذا المجال.
وأوضح أن "ماب” تؤثر بشكل إيجابي في الحكومات والمنظمات الدولية والأفراد، ليقدموا الافعال المطلوبة لمعالجة الاوضاع الصحية البائسة والحالة الطبية على الاراضي الفلسطينية التي تعرف تفاصيلها جيداً.
وأضاف أن وضع الأطفال الفلسطينيين الذي اجتمع حوله المتبرعون هنا في هذا الحفل يذكره بما كتبه في القرن الثامن عشر الشاعر الانجليزي اوليفر جولدسميث حول أحسن رفقاء الإنسان "البراءة والصحة”.
وأشار إلى أن اطفال فلسطين لم يعودوا يعرفون البراءة منذ أمد بعيد كما أنه ربما لا يمكن ان نتخيل زمناً يتخلص فيه هؤلاء من هذا العذاب المقيم، ولكن ربما نتصور التجمعات الفلسطينية التي يتم فيها توفير العلاج لضمان صحتهم وعافيتهم.
وشدد على أنه بمساعدة ودعم الجميع يمكن لمؤسسة العون الطبي الفلسطينية أن تبذل جهداً كبيراً لكي يستعيد أطفال فلسطين الصحة أو رفيق الإنسان الذي عناه الشاعر جولدسميث في قصيدته.
وتحدث عن مؤسسة "ماب” وعملها الإنساني العظيم منذ ربع قرن تقريبا تحت ادارة رئيسها روبن كيلي وإشراف رئيستها الجديدة البارونة موريس اوف بولتون.. معرباً عن امتنانه وتأكيده أن "ماب” ستستمر في تقديم أحسن ما تستطيع تجاه التزامها نحو أطفال فلسطين بصفة خاصة.
وختم كلمته مؤكداً أنه إلى ان تحدث هذه اللحظة الذهبية، سيظل أطفال فلسطين يعانون ويلات الاحتلال، ولذلك فإن على الجميع مضاعفة الجهود لمساندة ودعم "ماب” في مساعدتها لأطفال فلسطين.
وبعد ذلك وجه مروان الطبري رئيس مجلس إدارة مجلس العمل الفلسطيني في أبوظبي الشكر والتقدير لحكومة وشعب دولة الإمارات على دعمهم المستمر للشعب الفلسطيني كما وجه في كلمته الشكر إلى الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان على رعايتة الكريمة لهذا الحفل الذي تقيمه "ماب” للمرة الأولى في أبوظبي، معرباً عن امتنانه لتبرعه السخي الذي يؤكد التزامه بدعم الشعب الفلسطيني.
وأشار الطبري إلى أن الجالية الفلسطينية ومجلس العمل الفلسطيني نظموا في السابق العديد من الفعاليات لجمع التبرعات لدعم الشعب الفلسطيني إلا أن هذا الحفل يهدف بشكل خاص إلى دعم مؤسسة العون الطبي الفلسطيني التي تقوم بدور مهم في مساعدة الشعب الفلسطيني وذلك لمساعدتها على تنفيذ المشاريع الطبية وتوفير الموارد المالية والبشرية اللازمة.
كما تحدث روبن كيلي رئيس مجلس إدارة ماب مؤكدا انها مؤسسة إغاثة خيرية مستقلة وغير سياسية مسجلة في بريطانيا وتقدم المساعدات الطبية للاجئين الفلسطينيين في لبنان وفلسطين، وأشار إلى أن ماب تسعى إلى تسليط الضوء على أطفال فلسطين الذين تتعرض حياتهم للخطر بشكل يومي في ظلال خوف والحرمان نتيجة للاحتلال العسكري الأطول في العالم.
وأكد أن وضع الأطفال في قطاع غزة والضفة الغربية ومخيمات لبنان محزن للغاية ولكن ما يقوم به العاملون في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين والمجتمعات الفلسطينية الأخرى يعكس الجهود الاستثنائية التي تبذل لتحقيق الأمل وإعطاء الأطفال في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الفرصة للمشاركة في بناء مستقبل أمتهم.
ثم بدأ الحفل الذي قدمته نعمة أبو وردة مقدمة البرامج في هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي وشارك في الحفل الفنان الكوميدي الإماراتي علي السيد الذي يعتبر أول كوميديان إماراتي في هذا المجال كما تم عرض فيلم عن عمل المؤسسة ودورها كواحدة من مؤسسات الاغاثة الانسانية الرائدة في العالم.
ودار المزاد الخيري على مشروعين من مشاريع المؤسسة التي تستهدف الوصول إلى الآلاف من الأطفال الفلسطينيين المحتاجين حيث تم جمع مبالغ كبيرة ستذهب لدعم هذه المشاريع التي تشمل برنامج للتأهب والاستجابة للحالات الطارئة في قطاع غزة والتي تركز على حماية الأطفال والفئات الأكثر ضعفا ومشروع التعامل مع إصابات الحروق الخطرة كما أسهم رعاة الحفل في دعم مشروع إعادة الأمل للأطفال في مخيمات اللاجئين في لبنان.
وتنظم "ماب” مشاريع وبرامج الرعاية الصحية للأطفال الفلسطينيين منذ أكثر من 26 عاماً في مخيمات لبنان وبلدات وقرى الضفة الغربية وقطاع غزة وتتضمن إرسال الأطباء المتطوعين والمتخصصين الى لبنان والضفة الغربية وقطاع غزة للعمل في شراكة مع المجتمعات الفلسطينية إضافة الى تدريب العاملين في مجال الرعاية الصحية الفلسطينية التي تؤمن بدورها الرعاية الطبية في مجال الاغاثة والحروق والصدمات النفسية والعلاج والرعاية لملايين المرضى.
المصدر: صحيفة الخليج