"هآرتس": هل يشعل
مخطط برافر انتفاضة لدى فلسطينيي الـ48؟
الأربعاء، 04 كانون
الأول، 2013
لا تزال تداعيات يوم الغضب الثالث احتجاجاً على مخطط
برافر، ورد الفعل الإسرائيلي العنيف على التظاهرات، تتفاعل في الأوساط
الإسرائيلية.
وتحت عنوان "هل نقترب من يوم أرض جديد" تناولت
صحيفة "هآرتس" موضوع مصادرة الأراضي العربية وتجلياتها الحالية المتمثلة
بمشروع "برافر" الذي يسعى الى اقتلاع عشرات آلاف الفلسطينيين في النقب،
ويشكل حلقة في سلسلة من سياسة تهويد الجليل والنقب التي فجرت يوم الارض الاول عام
1976.
واستعرضت "هآرتس" قيام إسرائيل في الخمسينات
بحملة واسعة النطاق، شملت ترحيل قرى عربية قائمة، وتجميع سكانها في قرى كبيرة
ومصادرة واسعة للأرض الفلسطينية، اذ وصلت نسبة المصادرة في بعض الحالات الى 90 في
المئة من الارض.
وهدفت الحملة الى إخلاء مناطق لبناء مستوطنات يهودية في
اطار تهويد الجليل وتوسيع الاستيطان اليهودي في النقب الغربي.
واشارت الصحيفة الى انه في وقت يعامل الجمهور مع هذه
الاحداث التاريخية على انها حقيقة مفروغ منها طواها الزمن، فإنها ما زالت بالنسبة
للمواطنين العرب جرحاً مفتوحاً، وعملياً كل من يحاول ان يواجه المثقفين العرب
الرافضين للخدمة المدنية سيجابه، بالقول: "إننا خدمنا الدولة اكثر من أي
يهودي، فقد أخذت أرضنا كلها".
واليوم بعد 60 سنة مرت، ما زال الصراع القومي بين العرب
واليهود فاعلاً، وهو يتجلى بشكل محسوس وملموس في الصراع على السيطرة على الارض.
وحقيقة انه من بين 91 لجنة تنظيم محلية، اربع لجان فقط
تقع تحت سيطرة مجالس محلية عربية تؤكد ذلك. وصحيح أن دولة إسرائيل لا تصادر اليوم
أراض عربية، ولا تطرد عرباً من قراهم، ولكنها ما زالت تسعى، لأن تكون السيطرة على
الارض بأيديها وتعمل على ألا تنتقل الى أيد عربية.
تلك هي خلفية أحداث النقب وحيفا ويافا، التي وقعت مساء
السبت الماضي، احتجاجاً على الخطة الحكومية لإخلاء القرى البدوية غير المعترف بها
المسماة بخطة برافر.
المخطط ينطوي على عوامل يمكنها بسهولة إشعال الأرض
والدفع الى يوم أرض جديد، والحديث يدور عن تسوية أراضٍ واسعة النطاق أمام السكان
العرب في النقب، تضم في طياتها إخلاء سكان عنوة من قراهم ومنازلهم.
أوردفت الصحيفة تقول: "مثلما حدث في سنوات الخمسين،
تقوم دولة إسرائيل بإخلاء مواطنين عرباً من بلداتهم، وتجميعهم معاً في قرى أخرى
أكبر وأكثر اكتظاظاً.
وهذه المرة أيضاً، هناك إدعاء عن مصادرة أراض شاملة، لأن
دولة اسرائيل ترفض الاعتراف بسيطرة 30 ألف بدوي على أرض النقب، تحت ادعاء
"إنهم يسكنون هنا منذ الأزل".
الى ذلك، فان معاناة بدو النقب في القرى غير المعترف بها
والقرى المعترف بها، أيضاً، والذين يعيشون أوضاعاً اقتصادية غاية في الصعوبة، لا
تنتهي، والدولة تعرض خطة برافر التي وان شملت، مثلما كان الحال في سنوات الخمسين،
اقتلاع أناس وهدم بيوت، تعرضها على أنها مشروع لتطوير بدو النقب، "إنها صيغة
سنوات الخمسين ملفوفة بورق سيلوفان".
المصدر: المستقبل