هجمة إسرائيلية شرسة على الفلسطينية خلود بدوي
الأربعاء، 21 آذار، 2012
تتعرض الفلسطينية خلود بدوي من فلسطينيي العام 1948 لهجوم إسرائيلي شرس على المستويين الشعبي والرسمي، إذ تزايدت المطالب بفصلها من عملها في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة («أوتشا») بسبب نشرها صورة على حسابها في موقع «تويتر» لطفلة فلسطينية استشهدت خلال العدوان الأخير على قطاع غزة، فيما تقول إسرائيل إن الصورة قديمة لطفلة «أصيبت في حادث سير». وفي موازاة ذلك يتواصل حراك شعبي فلسطيني واتصالات ورسائل للأمم المتحدة للتصدي للهجوم الإسرائيلي على الموظفة الفلسطينية.
ولا يزال مستقبل خلود بدوي مجهولا، إذ تتضارب الأنباء حول احتمال أن تخسر عملها، فيما رفضت جهات عديدة في منظمة «أوتشا» التعليق على الموضوع، وأكدت أن حسم القضية سيتم بعد انتهاء تحقيقات داخلية معها، فيما تصاعدت في المقابل الحملة الإسرائيلية ضد بدوي وشاركت فيها وزارة الخارجية الاسرائيلية ومكتب بنيامين نتنياهو وجرت اتصالات مباشرة مع الامين العام للأمم المتحدة.
ونشرت خلود بدوي صورة على صفحتها في موقع «تويتر» لطفلة فلسطينية غارقة في الدماء وتحتها تعليق «فلسطين تنزف: أب جديد يدفن ابنته في غزة»، وهو ما أثار غضباً إسرائيلياً ضدها بداعي أن الصورة «مزورة»، وأنها «لطفلة فلسطينية قتلت في حادث سير».
وقالت مصادر مطلعة لـ«السفير» إن قضية خلود بدوي «شائكة جداً، ولها أبعاد سياسية، وهي في الأساس في يد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ولكننا لا نتوقع أن تفصل من عملها، وإنما قد تعاقب»، مشيرة إلى أن «الفتاة نشيطة جدا واسرائيل تريد الانتقام منها».
وكانت الأمم المتحدة قد رفضت في بيان اعتبار نشر خلود صورة على حسابها يمثل موقف الأمم المتحدة. وجاء في البيان «من المؤسف أن أحد موظفي مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قد نشر صورة خاطئة تتعلق بعمله، لكن الآراء الواردة في ما نشر لا تعكس في أي حال من الأحوال وجهات نظر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية».
بدورها، رفضت خلود بدوي، وهي من مواليد الناصرة، التعليق على الموضوع.
وكان المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة رون بروس قد طالب في رسالة وجهها إلى الأمين العام للأمم المتحدة بإقالة خلود بدوي من عملها مدعياً أن «الصورة المزيفة» التي نشرتها تسببت بضرر لإسرائيل، كما طالب الأمم المتحدة بتقديم اعتذار.
في المقابل، أطلق ناشطون فلسطينيون ومناصرون للقضية الفلسطينية حملة إعلامية مضادة لمساندة بدوي، حيث نشروا تقريرا سابقا لمركز «بيتسيلم» الإسرائيلي يشير فيه إلى أن الطفلة التي نشرت خلود صورتها استشهدت خلال حرب «الرصاص المسكوب» التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عام 2009 وأسفرت عن استشهاد 1500 فلسطيني غالبيتهم من المدنين.
ونشر الناشطون عشرات العناوين البريدية لمسؤولين في الأمم المتحدة، وطالبوا بإرسال رسائل لهم تحثهم على الإبقاء على خلود بدوي في وظيفتها، وتوضح أن الحملة الإسرائيلية ضدها هي مجرد ذريعة للضغط والانتقام من عمل مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا «بسبب عمله المتميز في توثيق الجرائم الإسرائيلية الممارسة ضد حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية.
يذكر أن «أوتشا» تعد من أهم المنظمات الدولية التي تصدر تقارير أسبوعية وشهرية وسنوية في الأراضي الفلسطينية، وتوثق الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين سواء من قبل المستوطنين أو الجيش أو الحكومة الإسرائيلية.
المصدر: امجد سمحان – السفير