هل
تدخل العراقيب «غينيس» بعد هدمها 38 مرّة؟
الخميس،
14 حزيران، 2012
في
محاولة للفت نظر العالم إلى معاناتهم مع تكرار عمليات هدم قريتهم بحجة البناء من دون
ترخيص، طالب أهالي قرية العراقيب الفلسطينية في منطقة النقب، بضم قريتهم إلى موسوعة
«غينيس» للأرقام القياسية، مؤكدين تعرّضها للهدم من قبل قوات الاحتلال 38 مرة متتالية
منذ العام 1948!
يذكّر
التحرك بنداء الروائي الفلسطيني رشاد أبو شاور في مقال نشره على شبكة الانترنت في تشرين
الثاني العام 2011، يوم نوه بالقرية التي تلخص تاريخ النضال الفلسطيني، مشبهاً العراقيب
بطائر الفينيق الكنعاني الذي يخرج من رماده حيا كلما احترق. وذكر ابو شاور يومها ان
«العراقيب هدمت حتى الآن 31 مرّة متتالية، وكلّما هدمها الاحتلال أعاد أهلها بناءها،
غير مستسلمين لتقدم الجرافات الإسرائيلية برفقة الآليات العسكرية والجنود المدججين
بالسلاح لتبدأ عملية الهدم». ثم ختم مقاله بدعوة وجهها الى أهل العراقيب: «أرجوكم أن
تتقدموا بالعراقيب إلى موسوعة غينيس للأرقام القياسية بعدد مرات الهدم والبناء لقرية
واحدة وفي زمن قياسي.. ولنمتحن القائمين على هذه الموسوعة».
وبعد
أكثر من عام ونصف على مقال ابو شاور، لبى سكان العراقيب الخمسمئة هذه الدعوة. ويؤكد
أهالي القرية الواقعة شمالي مدينة بئر السبع والموزعون على 40 بيتاً أن قريتهم تعرضت
لعدد مرات هدم غير مسبوق على يد سلطات الاحتلال التي تتهم السكان بالبناء غير المرخص
في أراض إسرائيلية.
ويقول
رئيس لجنة الدفاع عن العراقيب عواد أبو فريح «القرية تحولت الى نموذج صارخ للانتهاكات
الإسرائيلية بحق أهلنا وقرانا في النقب، هم يريدون منا أن نرحل عن أرضنا، بالرغم من
أننا نمتلك وثائق منذ العهد العثماني تؤكد حقنا فيها». ويشير ابو فريج الى إصرار أهالي
القرية على استمرار العيش فيها بالرغم من تعدد مرات الهدم قائلا «موقفنا واضح تجاه
هذه الاعتداءات؛ ففي كل مرة يقومون بهدم القرية نعيد بناء بيوتنا من جديد، وحتى لو
هدموها 99 مرة فسنعيد البناء للمرة المئة، ولن نرحل عن أرضنا».
وكانت
آخر مرة تعرضت فيها القرية للهدم في 23 أيار الماضي. وفي كل مرة يكون الهدم كليا ويتم
مصادرة محتويات البيوت، يعاود الاهالي البناء بلا ترخيص من باب التحدي. وفيما لم يتخذ
أهالي القرية خطوة عملية بعد لإدراجها في «غينيس» غير أنهم يهدفون من الإعلان إلى لفت
الانتباه عالميًا لمعاناتهم.
المصدر:
«الاناضول»، «انباء موسكو»