القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 12 كانون الثاني 2025

هل غادرت "حماس" سوريا دون رجعة؟!

هل غادرت "حماس" سوريا دون رجعة؟!

الجمعة، 17 شباط، 2012

منذ بدء الأحداث السورية، أثار الموقف الملتبس لحركة "حماس" الكثير من علامات الإستفهام، وعلى الرغم من محاولة العديد من قيادي الحركة نفي نقل مكاتبها من العاصمة السورية دمشق، تؤكد الدلائل والمعطيات أنها نقلت نشاطها السياسي والإعلامي وعلاقاتها إلى الخارج، خصوصاً أن معظم قياداتها تقضي فترات طويلة خارج دمشق، وعلى رأسها رئيس المكتب السياسي في الحركة خالد مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق وأعضاء من المكتب السياسي.

ويتزامن هذا الأمر مع استقرار عدد من قيادات الحركة خارج سوريا من بينهم عماد العلمي الذي عاد إلى غزة قبل أسابيع، وتحدثت مصادر عن أنه يعتبر آخر عضو بالمكتب السياسي يغادر سوريا، في حين أن العديد من كوادر "حماس" غادروا مع أسرهم دمشق من بينهم أسرة خالد مشعل التي تقيم حالياً في عمان، وكذلك الحال بالنسبة لأسرتي محمد نزال وسامي خاطر وغيرهم.

لا وجود لحماس في سوريا

لا وجود لحركة "حماس" على الأرض السورية، هذا ما يؤكد عليه الخبير في شؤون الفصائل الفلسطينية مؤمن بسيسو لـ"النشرة"، ويشير الى أن وجود الحركة في سوريا إنتهى تماماً، ويلفت إلى أن الحركة إتخذت قرارها بالخروج بشكل نهائي من سوريا، ويرى أن "نفي قياداتها خروجها من دمشق مبرر وذو طابع إعلامي بحت وأن الملف قد انتهى بعيداً عن أي ضجيج إعلامي".

ويلفت بسيسو إلى أن الحركة لا تستطيع أن تتحدث عن خروجها من دمشق في الإعلام لأن للموضوع حساسية كبيرة، ويرجع بقاءه في إطار المعالجة الهادئة بين الحركة والقيادة السورية إلى سببين رئيسيين، الأول يتمثل في رغبة الحركة في عدم حدوث أي توتر بين النظام السوري وبين اللاجئين الفلسطينيين على الأرض السورية، والثاني في أن الحركة تريد أن تحافظ على موقفها المتوازن حيال الثورة السورية.

ويؤكد أن "حماس تدرك تماماً أن الثورة السورية منتصرة لا محالة، وأن النظام سوف يسقط ولو بعد حين، ومن هنا فإن حماس اتخذت قرارها بفك الارتباط مع النظام السوري"، ويعتبر أن "الحركة لا تستطيع أن تبقي أي علاقة أو خطوط اتصال مع نظام دموي موشح بالعباءة القومية أو عباءة الممانعة، على اعتبار أن مصلحة الحركة الإستراتيجية هي مع الشعب السوري وليست مع النظام".

مكاتب دون قيادة ..

من جانبها، تنفي حركة "حماس" نقل مكاتبها في دمشق الى أي مكان آخر، ويؤكد مسؤول الدائرة الإعلامية في الحركة صلاح البردويل لـ"النشرة"، أن انشغال قيادة المكتب السياسي في جولات خارج الأراضي السورية، أدى الى هذا الإلتباس والى إظهر الأمر وكأنه لا يوجد مكاتب للحركة في دمشق، ويشدد على أن "مكتبنا لم ينقل رسمياً من العاصمة السورية"، ويلفت إلى أن "الحركة لا تزال تمارس دورها ومهامها في دمشق لخدمة القضية الفلسطينية".

ويشدد البردويل على أن "الحركة لم تتخذ مكتباً لها خارج دمشق"، لكنه يشير الى أن الظروف الأمنية التي تعيشها سوريا في هذه الأيام دفعت بعض قيادات الحركة للقيام بأعمالهم خارجها.

لا لغضب إيران وحزب الله

على صعيد متصل، يعتبر المحلل السياسي الفلسطيني طلال عوكل في حديث لـ"النشرة"، أن إعلان حركة "حماس" خروجها من سوريا احتجاجاً أو رفضاً قد يغضب القوى الأخرى التي لها علاقات وتحالفات جيدة مع "حماس" مثل إيران و"حزب الله"، ويلفت الى أن قيادات الحركة لا تفضل أن تعلن خروجها من سوريا.

ويشير عوكل الى أن "الوضع حتى الآن إلى حد ما مربك، ولا تستطيع أي حركة فلسطينية أن تتخذ موقفا حاسماً وواضحاً مع أو ضد النظام، لا سيما مع وجود 650 ألف فلسطيني في سوريا"، ويلفت الى أن الحركة لم تتوفق حتى الآن في إيجاد المقر البديل لسوريا، ويشدد على أن "الأمر ليس سهلاً في ظل عدم حصولهم على إجابات "مصرية-أردنية" شافية تعطيهم الحق في التواجد السياسي والإعلامي".

ويؤكد أن محاولات "حماس" ما تزال قائمة لإيجاد المقر البديل عن دمشق، ويكشف عن حصول تقدم طفيف مع مصر، ويرجح إيجاده في مرحلة ليست بطويلة نتيجة لارتباطها بالمصالحة الفلسطينية.

المصدر: محمد فروانة - النشرة