هنية: العودة والتحرير لن تتم عبر المفاوضات
وتبادل الأراضي

نشر موقع فلسطين أون لاين، 13/5/2013 من غزة، نقلا عن مراسله محمد
عيد أن رئيس الوزراء إسماعيل هنية، استعرض خلال مشاركته في مؤتمر "متحدون من
أجل العودة"، الذي أقيم الاثنين في غزة، معاناة اللاجئين الفلسطينيين في
العراق، وسورية، ولبنان، والأردن، والدول الأوروبية، مؤكدًا أن النكبة الفلسطينية
هي نكبة العرب والمسلمين؛ لأنهم فقدوا فلسطين، والقدس، وفقدوا بوصلتهم الحقيقية
التي وحدتهم عبر مر التاريخ والأزمان.
وقال: "نقف في الذكرى الـ65 لاغتصاب فلسطين، فلسطين التي لا يعرف
حقيقتها إلا الذين هجروا منها، ولا يعرف دلالتها إلا من هُجر منها؛ لنتطلع كيف نحوّل
هذه النكبة والنكسة إلى نصر وتحرير قريب"، مشيدًا بمثل هذه المؤتمرات
المنعقدة في الوطن وخارجه.
وأضاف: "لا زالت النكبة متواصلة في فصولها، شتات داخل شتات، ولجوء
داخل لجوء، ونكبة من وسط نكبة، وستظل الأخيرة متواصلة ما لم تتحقق العودة!".
وتابع: "لقد قاتل الفلسطينيون على أراضي إخوانهم العرب والمسلمين،
دفاعًا عن كرامة تلك الشعوب، وقد اختلطت دماؤهم مع دماء إخوانهم في لبنان، وسوريا،
والأردن، ومصر، التي تقاتل غزة دفاعًا عن أمنها وكرامتها، وكرامة الأمتين".
وتطرق إلى أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان، مطالبًا الأنظمة
العربية بعدم الانفراد بمصيرهم، والقول لـ"هنية"، الذي أكد عدم سكوت
حكومته إزاء ما يحدث من سفك لدماء الفلسطينيين، وعدم تخليها عنهم في جميع أماكن
تواجدهم.
واستنكر حالة الصمت العربي تجاه ما يجري لأبناء شعبنا في سورية، والمجازر
الدموية المتواصلة بحقهم، إضافة إلى الهوان العربي تجاه نزوحهم وتشردهم من بلد إلى
آخر.
ولفت إلى أن قطاع غزة استضاف وحده، المئات من لاجئي سورية، رغم حالة الحصار
التي تقيد حدوده، وظروفه الصعبة، إلا أننا فتحنا أبوابنا وقلوبنا لهم، ولغيرهم من
لاجئي ليبا، وقدمنا لهم ما أمكن من مساعدات إنسانية.
وأكد أن الفلسطينيين اليوم باتوا أكثر قربًا من العودة، رغم الآلام والدماء
التي تسيل هنا وهناك على طريق التحرير، مشيرًا إلى أن المشروع والقضية الفلسطينية
في صعود عالمي، والاحتلال في قراراته وتأثيره الدولي في تراجع عالمي وملموس أيضًا،
مستدلاً ببعض الأحداث والمواقف الداعمة للقضية الفلسطينية في العواصم الأوروبية.
ودعا رئيس الوزراء إلى مصالحات فلسطينية للاستعداد للتحرير والعودة، أولها:
مصالحة وطنية لإنهاء حالة الانقسام الداخلي على أساس اتفاق القاهرة كرزمة واحدة
وبتلازم التنفيذ، وثانيها: مصالحة مع الخيارات الإستراتيجية والثوابت الوطنية.
وعزا المصالحة الأخيرة إلى حالة الانحراف بحق الثوابت الفلسطينية منذ عام
1974، وشرعنة سياسة التنازل عن الأراضي بدءا من اتفاقية "أوسلو" عام
1993، وكذلك الانحراف في المصطلحات كالتواجد الفلسطيني على أي بقعة بدلا من الوطن.
وجدد موقف الشعب الفلسطيني الرافض لفكرة تبادل الأراضي، متهمًا في الوقت
نفسه، السلطة الفلسطينية بتقديمها لمبادرات التنازل، وخاصة فكرة تبادل الأراضي
التي جرى الحديث عنها سرًا بين السلطة و"إسرائيل" إبان عام 2008.
وقال: "لسنا مع أي غطاء عربي بشأن مبدأ التنازل وتبادل الأراضي، لكننا
يجب أن نقف وقفة جادة مع أنفسنا كفلسطينيين، لوقف الانحدار في مشروع الثوابت،
وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، ممثلة بالمقاومة كخيار استراتيجي، وفلسطين
قضية مركزية للعرب والمسلمين".
وأما المصالحة الثالثة، والحديث متواصل لرئيس الوزراء، فهي مصالحة فلسطينية
مع محيطها العربي والإسلامي، محذرًا من ضياع القضية الفلسطينية في مربع الصراعات،
والمحاور والتحالفات المذهبية السائدة في الوقت الحالي.
وختم هنية حديثه، بتحياته للأسرى الأردنيين المضربين عن الطعام في سجون
الاحتلال، داعيًا إلى تبني قضيتهم سواء من الجامعة العربية أو حكومتهم الأردنية،
كما حيّا البرلمان الأردني على قراره الأخير بشأن طرد السفير الإسرائيلي من عمان.
وجاء في قدس برس، 14/5/2013، أن هنية أكد بأن "العودة والتحرير
لن تتم عبر المفاوضات وتبادل الأراضي، إنما تمر عبر الهوية والمقاومة"، وقال
"إن النكبة التي حلّت بفلسطين ضربت بنتائجها أمة العرب والمسلمين".
وذكرت الحياة، لندن، 14/5/2013 من غزة نقلا عن أ ف ب أن إسماعيل
هنية طالب النظام السوري "برفع يديه" عن الشعب الفلسطيني في مخيمات
اللاجئين في سورية، مؤكداً أن حركته "لن تقف إلى جانب نظام يقتل شعبه".
وقال هنية في كلمته في المؤتمر: "ارفعوا أيديكم عن شعبنا في مخيم
اليرموك ودرعا وكل المخيمات". وأضاف "لا يمكن أن نقف إلى جانب نظام يقتل
شعبه، ومن وقف معنا في الحق لا نقف معه في الباطل".
وقال هنية "لا يمكن أن نسكت على سفك دمنا في
أي مكان، لن نتخلى عن أبناء شعبنا والمسؤولية ليست متصلة بوجودنا في الحكم لكن
بوجودنا في فلسطين". وأضاف "لسنا في تحالفات ضد تحالفات ولا في محاور ضد
محاور. المنطقة تموج وهناك ظواهر نسأل الله أن يجنب أمتنا خطرها. نحن في الداخل
والخارج قضيتنا لها مكان. إذا تحركت من مكانها وفقدت بوصلتها تتوه في صراع المحاور
والتحالفات".