هنية للشيخ حمد: زيارتك التاريخية كسرت الحصار
أمير قطر في غزّة: صمودكم أطلق رياح الربيع العربي
الأربعاء، 24 تشرين الأول، 2012
كسر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عزلة حكومة حركة حماس الاسلامية في قطاع غزة امس بزيارة رسمية ستثير استياء إسرائيل والقادة الفلسطينيين المنافسين لحماس في الضفة الغربية.
وإيذاناً ببدء زيارة دولة في كل ملامحها، فيما عدا اسمها فقط، عبر الامير القطري وزوجته الشيخة موزة براً إلى غزة من مصر على رأس وفد كبير، وكان في استقباله اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في غزة وحرس الشرف.
واصطف مئات الفلسطينيين وهم يلوحون بالأعلام الفلسطينية والقطرية أثناء مرور موكب الامير على الطريق السريع الرئيسي المليء بالحفر، والذي تعهدت قطر بإعادة تعبيده.
وقال هنية للامير القطري، في كلمة القاها، في موقع مدينة جديدة ستُبنى بأموال قطرية «انت اليوم تعلن كسر الحصار من خلال هذه الزيارة التاريخية».
واضاف «اننا اليوم نعلن انتصار الشعب الفلسطيني على الحصار من خلال هده الزيارة التاريخية. نقول لك شكرا سمو الأمير وشكرا قطر لهده الوقفة العربية النبيلة.. تحية لدماء الشهداء التي أوصلتنا لهده اللحظة».
وقال هنية خلال حفل وضع حجر الاساس لمدينة سكنية تحمل اسم امير قطر في خان يونس جنوب القطاع «اليوم ندك جدار الحصار، اليوم نعلن الانتصار على الحصار من خلال هذه الزيارة التاريخية المباركة».
واعلن هنية ان الشيخ حمد «وافق على زيادة المنحة القطرية لتصبح 400 مليون دولار بدلاً من 254 مليوناً» لمشروعات اعمار القطاع المحاصر.
وهو يشير بذلك الى مشروع اعلنت عنه قطر في 25 ايلول لإعادة اعمار القطاع الذي دمر خلال عملية «الرصاص المصبوب» الاسرائيلية في كانون الاول 2008 - كانون الثاني 2009 وخصوصاً عبر مشاريع بنى تحتية ومساكن.
واوضح هنية ان المنحة الاضافية تشمل خصوصاً زيادة عدد الوحدات السكنية في مدينة الامير حمد الاسكانية ليصبح «ثلاثة آلاف».
كما تشمل «بناء مدينة سكنية للاسرى المحررين في صفقة التبادل (مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط) قبل عام بقيمة 25 مليون دولار على مساحة مئة دونم، واقامة مركز للاصلاح والتأهيل بقيمة ثمانية ملايين دولار»، على حد قوله.
وتابع ان «قيمة مستشفى الاطراف الصناعية رفعت الى 15 مليون دولار بدلا من 2.5 مليون دولار».
بدوره، دعا الامير القطري حركتي فتح وحماس الى اتمام المصالحة بينهما، وذلك خلال كلمة القاها في مقر الجامعة الاسلامية التي منحته وعقيلته درجة الدكتوراه الفخرية خلال حفل استقبال حاشد.
وقال «لقد آن الاوان كي يطوي الفلسطينيون صفحة الخلاف ويفتحوا فصلا واسعا للمصالحة والاتفاق وفق الاسس التي اتفقوا عليها في الدوحة والقاهرة بجهود صادقة من الرئيس الفلسطيني الاخ محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس الاخ خالد مشعل».
كما اضاف «الوضع الفلسطيني الراهن بما يعتريه من انقسام بين الضفة الغربية وغزة يحتّم عليكم، انتم الفلسطينيين، ان تتفكروا في واقعكم، وان تدركوا بكل تأكيد ان انقسامكم هو مصدر الضرر الأكبر لقضيتكم وقضية العرب جميعاً».
وتابع ايضاً «فلا هناك اليوم مفاوضات السلام، ولا هناك، كما يبدو، استراتيجية واضحة للمقاومة والتحرير، فعلام الانقسام ولم لا يجلس الفلسطينيون معاً ويوحدون مواقفهم؟».
واعتبر الامير ان «صمود غزة اثناء العدوان الاسرائيلي كان من اهم الدواعي التي اثارت رياح الربيع العربي، والتي تحمل لنا هذه الايام بشائر غد اكثر اشراقاً وخيراً».
كما توجه بالشكر للشعب المصري ورئيسه محمد مرسي قائلا « لولاهم لم نكن بينكم اليوم».
ومع انتهاء الاحتفال، استقل الامير حمد وعقيلته سيارة يقودها رئيس وزراء حماس الذي ترافقه عقيلته أيضاً، وذلك قبل ان ينطلقوا ضمن الموكب الى معبر رفح الحدودي لمغادرة قطاع غزة.
وفي ردود الفعل على الزيارة، قالت السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس في الضفة الغربية، والمدعومة من الغرب، إنها تأمل ألا تقوّض الزيارة جهود المصالحة الفلسطينية أو تمثل موافقة على الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وانتقد سياسيون ومحللون في الضفة الغربية زيارة امير قطر للقطاع معتبرين انها تساهم في تعميق الانقسام الفلسطيني.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح سلطان ابو العينين لتلفزيون فلسطين «كنت اتمنى ان يعلن امير قطر مساهمته في اعمار غزة من مدينة القدس وليس من قطاع غزة»، معتبراً أن «وجوده في غزة يكرّس الانقسام الفلسطيني».
وقال ايغال بالمور المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إن الامير الذي سبق والتقى مسؤولين اسرائيليين «لم يشرّف السلطة الفلسطينية بزيارة».
واضاف المتحدث «لا يفهم احد لماذا سيمول منظمة تشتهر بارتكاب تفجيرات انتحارية واطلاق الصواريخ على المدنيين. بمعانقة حماس يكون امير قطر حقا شخصا يلقي السلام تحت الحافلة».
(ا.ف.ب - رويترز - الانترنت)