هنية: نأمل أن تكون المصالحة مدخلاً لتعزيز الشراكة وحماية الثوابت
الأربعاء، 16 كانون الثاني، 2013
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية، أن وصول الوفود والقوافل التضامنية إلى قطاع غزة، يؤكد مركزية فلسطين لدى الأمتين العربية والإسلامية، مشددًا على أن الشعب الفلسطيني ليس وحده في مواجهة مشروع الاحتلال الإسرائيلي.
وقال هنية في كلمة له على هامش استقباله وفودًا تركية وهندية وسورية في منزله بمخيم الشاطئ غرب غزة، الثلاثاء، بحضور عدد من الوزراء وقيادات من حركة الجهاد الإسلامي: "إن الأمة تتطلع لتحرير فلسطين، والصلاة في المسجد الأقصى المبارك"، مضيفًا أنها تأتي للتهنئة عبر وفودها بانتصار المقاومة الفلسطينية على الاحتلال الإسرائيلي خلال حرب الأيام الثمانية.
وأضاف هنية أن المقاومة الفلسطينية تنوب عن الأمة جمعاء في دفاعها عن أرض فلسطين، والقدس والمسجد الأقصى، مشددا على عدم تفريط حكومته "بالقدس وفلسطين وحق العودة إلى أرض فلسطين، وأننا نتمسك بخيار المقاومة كخيار إستراتيجي للتحرير".
وتابع أن حكومته وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"؛ تتطلعان إلى دعم الأمة للشعب الفلسطيني، وتعزيز صمود المقاومة، مؤكدًا من ناحية أخرى التمسك بتحقيق المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، بما يلبي تطلعات الجميع.
في شأن منفصل، استقبل هنية عددًا من أبناء الشهداء الذين سيغادرون إلى قطر في إطار مكرمة من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني للقائه وعدد من المسئولين القطريين.
وخاطب هنية الأطفال بقوله: "أنتم خير سفراء لفلسطين، فأنتم عنوان المرحلة وسفراء الخير، واليوم نودعكم وداع الأب لابنه ووداع الأخ لأخيه"، مشيرًا إلى أن ذلك هو وفاء لدماء الشهداء الذين صبروا وضحوا من أجل هذا الوطن.
وعبر هنية عن تقديره لأمير دولة قطر وللشعب القطري، مؤكدًا على العلاقات الوطيدة التي تربط الشعبين الفلسطيني والقطري، فيما أشاد بوقوف قطر إلى جانب الشعب والقضية الفلسطينية، في مختلف المراحل خاصة في قطاع غزة.
وقال: "اليوم نحن نقوم بواجبنا ومسئولياتنا الشرعية والوطنية والأخلاقية نحو أبناء شعبنا ليعيشوا كما يعيش أكرم الناس وكما يعيش أبناؤنا وأفضل، لأنهم كرام الناس"، مشيرا إلى أن أبناء وأسر الشهداء "يمثلون تاريخا منيرا من تاريخ مقاومتنا وصمودنا ويمثلون حلقة مضيئة من تاريخ الأمة والتي تنظر إليكم لأنكم سفراؤها".
في سياق آخر، استحضر هنية خلال اجتماع الحكومة الفلسطينية بغزة، اليوم، مناقب وزير الداخلية السابق سعيد صيام والذي وافقت أمس، الذكرى السنوية لاستشهاده، قائلًا في هذا السياق: إنه "كان له فضل السبق في تشكيل ملامح هذه الحكومة وملامح هذا المشروع في ساحة الحكم والسياسة.. حمل الأمانة بصدق وصدق ما عاهد الله عليه فقضى نحبه وهو في الميدان يحمل الراية ويرفع اللواء وهو يتابع شؤون شعبه ووزارته وأجهزته الأمنية التي ارتقى منها مئات الشهداء في حرب الفرقان السابقة ولحق بهم رضي الله عنه وأرضاه".
وأضاف هنية: "إن مجلس الوزراء وهو يستذكر هذه القامة العظيمة ويقف أمام هذا التاريخ المضيء، يعاهد الله أولا ثم يعاهد أبا مصعب وكل شهداء الشعب الفلسطيني أن يمضي على ذات الطريق على درب التحرير والبناء وعلى طريق العودة لأرض فلسطين وطريق العزة والكرامة لهذا الشعب الفلسطيني المستمدة من عزة دينه ومكانة قضيته والمستمدة أيضا من أمته ببعديها العربي والإسلامي".
وأكد في هذه الذكرى التي وصفها بالمؤلمة على نفوسنا ونفوس أبناء شعبنا؛ على أن دماء الشهداء "لن تذهب هدرا بإذن الله سبحانه وتعالى".
وشدد على أن الحكومة من بعد استشهاد وزير الداخلية السابق "تشق طريقها عاما بعد عام رغم كل المؤامرات الداخلية والخارجية وثبتت ذاتها ككيان شرعي يعبر بصدق عن آمال وطموحات وتطلعات هذا الشعب الفلسطيني المجاهد".
وأضاف مخاطبًا الفلسطينيين: "إننا نذكر بكل الفخر والاعتزاز وزير الداخلية وقادة الأجهزة الأمنية وعناصر قوى الشرطة والأمن الذين ارتقوا شهداء في حرب الفرقان التي نعيش ذكراها هذه الأيام، ونقول إلى الله في الخالدين مع النبيين والشهداء والصالحين".
وبارك هنية في سياق آخر، التطورات الجارية على الساحة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، بما في ذلك المباحثات التي جرت في القاهرة بشأن المصالحة الوطنية الفلسطينية واستعادة الوحدة وإنهاء الانقسام.
وأعرب عن أمله بأن "تكون هناك مصالحة حقيقية، تحمي الحقوق والثوابت، وتحمي خيار المقاومة، وأيضًا تحمي خيارات وإرادة الشعب الفلسطيني، التي تم التعبير عنها في صناديق الاقتراع"، متمنيًا كذلك أن تكون هذه المصالحة مدخلاً لتعزيز شراكة حقيقية في إدارة الشأن الفلسطيني وفي حماية مرجعيات سيادية ناظمة لكل أبناء شعبنا، وبالاتفاق على برنامج وطني مشترك يحمي حقوق وثوابت هذا الشعب.
المصدر: فلسطين أون لاين