القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 11 كانون الثاني 2025

وساطة قطرية تنهي القطيعة بين عمان وحماس..مشـعل: نحتـرم حـدود العلاقـة وسـقفها

وساطة قطرية تنهي القطيعة بين عمان وحماس..مشـعل: نحتـرم حـدود العلاقـة وسـقفها
 

الإثنين، 30 كانون الثاني، 2012

أكدت الحكومة الأردنية وحركة حماس أن «صفحة جديدة» في العلاقات بين الجانبين قد فتحت بعد اللقاء الذي جمع، أمس، الملك الأردني عبد الله الثاني ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، الذي وصفت زيارته للأردن بـ«التاريخية» بعدما أنهت قطيعة دامت نحو 12 عاماً.

ووصل مشعل إلى عمان برفقة ولي العهد القطري الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي يقوم بوساطة بين الجانبين. واستقبل الملك الأردني كلا من مشعل والشيخ تميم

بالإضافة إلى وفد من المكتب السياسي لحركة حماس ضم نائب رئيس المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وقياديين آخرين في الحركة.

وقال مشعل، في تصريحات صحافية عقب اللقاء الذي تخللته مأدبة غداء، «نحن سعداء بهذه الزيارة الاستفتاحية، ونعتبرها فاتحة خير، فتحنا فيها القلوب والعقول»، مشدداً على أن «الأردن كان وما زال وسيبقى على العين والرأس ونحرص على أمنه واستقراره ومصالحه، وعلى إقامة علاقة متميزة معه». وأضاف «إن شاء الله ستليها (الزيارة) صفحات طيبة في علاقة متينة تخدم المصلحة الأردنية كما تخدم المصلحة الفلسطينية».

وتابع «هذه مناسبة لأقول لكم إن حماس حريصة على امن الأردن واستقراره ومصالحه، ونحترم حدود وسقف أي علاقة يحددها الطرفان.. ونؤكد أيضا في هذه المناسبة، وخاصة في ظل التعنت الإسرائيلي الذي يحتل الأرض ويشطب الحقوق وأفشل مسيرة التسوية والمفاوضات، نحب أن نقول إن حركة حماس ترفض رفضا قاطعا كل مشاريع التوطين والوطن البديل، ونصر على استعادة الحقوق الفلسطينية غير المنقوصة لتكون فلسطين هي فلسطين والأردن هو الأردن».

ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عن الملك عبد الله الثاني تأكيده «دعم الأردن الثابت لحق الشعب الفلسطيني في تحقيق تطلعاته وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة... من خلال المفاوضات التي يجب أن تستند إلى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية، وهو الأمر الذي يشكل مصلحة أردنية عليا».

وشدد الملك الأردني على «دعم الأردن للسلطة الوطنية الفلسطينية في جهودها لتحقيق هذه الغاية»، مضيفاً أن «المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وبدعم من المجتمع الدولي تشكل السبيل الوحيد لاستعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه». كما شدد على «أهمية وحدة الصف الفلسطيني من خلال الجهود القائمة لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية التي من شأنها تقوية الموقف الفلسطيني وتلبية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني الشقيق».

يذكر أن زيارة مشعل للأردن كانت متوقعة منذ أن اعتبر رئيس الوزراء الأردني الجديد عون الخصاونة، في الثاني من تشرين الثاني الماضي، أن «إخراج قادة حماس من الأردن كان خطأ دستوريا وسياسيا»، مؤكداً سعي بلاده لإيجاد «علاقات متوازنة» مع كل القوى الموجودة على الساحة الفلسطينية.

ولكن يبدو أن الملك الأردني قد حرص على عدم استقبال مشعل قبل زيارته النادرة إلى رام الله في 21 تشرين الثاني الماضي، والتي كانت الأولى بعد تولي محمود عباس رئاسة السلطة الفلسطينية عام 2005.

وبرغم قصرها، تشكل زيارة مشعل لعمان، وهي الأولى منذ إبعاده في العام 1999، نقطة تحوّل في العلاقات الصعبة بين الأردن وحركة حماس.

وكانت عمّان، وعلى أثر تدهور كبير في العلاقات مع حماس، قد أبعدت في العام 1999 خمسة من قادة الحركة من المملكة إلى قطر، وكان من بينهم مشعل الذي يحمل الجنسية الأردنية، والذي عاد واستقر في دمشق. وفي العام 2006، شهدت علاقة المملكة مع حماس مزيدا من التوتر العام 2006 عندما اتهم الأردن الحركة بتهريب الأسلحة من سوريا إلى أراضيه.

وجاءت زيارة مشعل لعمّان في وقت تكثر فيه التكهنات بشأن استعداد حماس لنقل مقرها من دمشق، بسبب التطورات الأخيرة في سوريا.

لكن وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام راكان المجالب استبعد هذا الاحتمال، قائلا إن «مثل هذا الترتيب ليس على جدول الأعمال». وشدد المجالي على أن الزيارة تشكل «صفحة جديدة للعلاقة بين الأردن وحماس»، لكنه أكد أن هذه العلاقة «لن تكون على حساب السلطة الوطنية الفلسطينية التي يعتبرها الأردن كممثل للشعب الفلسطيني».

ونفى المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم تقارير تحدثت عن استعداد الحركة لنقل مقرها إلى الأردن أو دولة عربية أخرى. وقال برهوم «لا تغيير (بشأن مقر الحركة في سوريا)، وحماس لم تقرر الخروج من سوريا، ولم تتخذ أي قرار بهذا الشأن، نحن لا زلنا موجودين في سوريا».

من جهة ثانية، يتوقع المراقبون أن تشكل زيارة مشعل لعمّان فرصة للتقارب بين الحكومة الأردنية والحركة الإسلامية المعارضة التي وصفت لقاء امس بين الملك عبد الله ومشعل بـ«التاريخي».

ورحب المتحدث باسم جماعة «الإخوان المسلمين» في الأردن جميل أبو بكر بزيارة مشعل، التي اعتبرها «تصحيحاً لمسار العلاقة المشتركة بين الطرفين والمتعطلة منذ سنوات».

(«السفير»، أ ف ب، رويترز)