وفد أوروبي يطلع على معاناة غزة
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام
أطلع حقوقي فلسطيني قناصلة وممثلين عن دول
أوروبية على حقيقة الوضع في قطاع غزة، في ظل تشديد الحصار وانقطاع التيار
الكهربائي والمخاطر المحدقة بسكان القطاع، مطالبًا إياهم بضرورة الضغط على دولهم
من أجل رفع الحصار عن القطاع.
جاء ذلك خلال استقبال مدير المركز الفلسطيني
لحقوق الإنسان المحامي راجي الصوراني في مقر المركز الرئيس في مدينة غزة أمس
الخميس، ممثل إيطاليا لدى السلطة الفلسطينية ديفيد لاسيسيليا يرافقه نائبته إلينا
كليمنتي، وممثلة ألمانيا لدى السلطة الوطنية الفلسطينية باربرا وولف ورئيسة القسم
الثقافي في الممثلية كلاوديا بوستش كل على حدة. وكان قد استقبل الأسبوع الماضي
النقصل العام الفرنسي هيرفي ماجرو يرافقه القنصل في غزة مجدي شقورة.
وتناولت اللقاءات بين الصوارني والقناصل
الأوربيين، بحسب بيان للمركز الفلسطيني لحقوق الإنسان جملة من الموضوعات ذات الصلة
بتطورات أوضاع حقوق الإنسان في قطاع غزة وفي مقدمتها الحصار
"الإسرائيلي" غير القانوني وغير الأخلاقي على قطاع غزة.
واستعرض الصوراني تبعات هذا الحصار الذي شكل أكبر
كارثة من صنع الإنسان في العصر الحديث، لافتاً الانتباه إلى أن المجتمع الدولي بات
متقبلاً هذا الحصار الذي تمت مأسسته متناسياً أن مليوني مدني فلسطيني يعانون منه،
فيما هم يعايشون يومياً حرمانهم من حقهم في حرية الحركة والتنقل خارج القطاع
خلافاً لقواعد القانون الإنساني الدولي وخلافاً لاتفاقية أوسلو التي تؤكد في
المادة الأولى منها على أن غزة والضفة الغربية بما فيها القدس وحدة سياسية واحدة.
كذلك أشار الصوراني خلال اللقاءات للتطورات
الأخيرة الجارية في قطاع غزة متطرقاً على نحو خاص لأزمة الكهرباء والمواصلات
وانعكاساتهما وتداعياتهما الخطيرة على كل مناحي الحياة، وبالذات الصحية.
كما أشار أيضاً إلى أن الاحتلال هو المسؤول
سياسياً وقانونياً عن معاناة السكان المدنيين في قطاع غزة، موضحاً أن هناك جهود
جبارة تبذل من قبل من المخلصين من أجل تسهيل حياة السكان في قطاع غزة عبر العمل
على خلق ممر آمن في رفح مع مصر.
وحذر الصوراني خلال حديثه من استمرار التضحية
بسيادة القانون وحقوق الإنسان والديمقراطية من أجل السلام والأمن، مؤكداً أنه وفي
الذكرى العشرين لتوقيع اتفاقيات أوسلو سيئة الصيت بات من الواضح فشل هذا الشعار
الذي رفعته كل من "إسرائيل" والغرب، فلا تعارض فعلياً بين الأمن والسلام
واحترام قواعد القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وشدد الحقوقي الفلسطيني الذي نال مؤخرا جائزة
نوبل البديلة لحقوق الانسان؛ على أن "الحصاد لهذه السياسة واضح وهو ما نشهده
من حصار خانق لغزة، وتطهير عرقي وتهويد في القدس، عدا عن تواصل الأعمال في جدار
الفصل العنصري وقرب الانتهاء منها، والشروع في بناء جدار جديد في الأغوار يرسم
حدود إسرائيل مع الأردن، مشيراً إلى أن الضفة الغربية أصبحت نمطاً جديداً لنظام
الأبارتهايد عبر ما يتم بناؤه وتوسيعه من مستوطنات، وعبر ما يُشق من طرق التفافية
تحاصر مدن وقرى ومخيمات الضفة وتعزلها عن بعضها البعض".