القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
السبت 18 تشرين الأول 2025

يحيى السنوار.. سيرة قائد «طوفان الأقصى» في ذكرى استشهاده الأولى


الإثنين، 16 تشرين الأول، 2025

في الذكرى السنوية الأولى لاستشهاده، تتجدد سيرة القائد يحيى السنوار، الذي تحوّل من أسير في زنازين العزل الانفرادي إلى أبرز رموز المقاومة الفلسطينية ومخطط عملية "طوفان الأقصى". ويصادف اليوم، 16 أكتوبر 2025، مرور عام على استشهاد السنوار، الذي وصف بأنه واجه "أعتى آلة عسكرية بصلابة لا تلين"، ليظل أيقونة تروي كيف فرضت القضية الفلسطينية نفسها على الأجندة العالمية.

النشأة وبداية المسيرة

وُلد يحيى إبراهيم السنوار في 19 أكتوبر 1962 في مخيم خان يونس للاجئين جنوب قطاع غزة، بعد تهجير عائلته من مجدل عسقلان عام 1948. نشأ في بيئة لاجئة مشبعة بروح المقاومة.

تلقى تعليمه في خان يونس، ودرس اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بغزة. في الجامعة، برز كصوت قيادي في الكتلة الإسلامية وتولى رئاسة مجلس الطلبة، كما شارك في تأسيس فرقة "العائدون للفن الإسلامي" بإشراف الشهيد أحمد ياسين كشكل من أشكال المقاومة الثقافية.

العمل التنظيمي والاعتقالات

انتقل السنوار إلى العمل السري المسلح مبكراً:

1983: شارك في تأسيس جهاز "أمن الدعوة" إلى جانب الشيخ أحمد ياسين، الذي كان النواة لجهاز الأمن العام لحركة حماس.

1986: ساهم في تأسيس منظمة "مجد" (الجهاز الأمني لحماس) المعنية بملاحقة العملاء.

الاعتقال: اعتُقل عدة مرات، أبرزها عام 1988، حيث حكم عليه بأربعة مؤبدات. قضى 23 عاماً متواصلة في السجن، منها نحو أربع سنوات في العزل الانفرادي.

خلال سنوات أسره، أتقن السنوار اللغة العبرية، وقاد الهيئة القيادية العليا لأسرى حماس. كما كرّس وقته للبحث والكتابة، فصنف وترجم كتباً عن الأمن والسياسة الإسرائيلية، ومن أبرز مؤلفاته رواية "شوك القرنفل".

الحرية والقيادة

2011: تحرّر السنوار في صفقة "وفاء الأحرار"، التي كان أحد مهندسيها الأساسيين.

القيادة الأمنية والسياسية: بعد تحرره، تولى مباشرة الملف الأمني (2012) ثم الملف العسكري (2013). وفي عام 2015، أدرجته الولايات المتحدة على قائمة "الإرهابيين الدوليين" وكُلّف بملف الأسرى الإسرائيليين.

رئاسة حماس بغزة: انتُخب رئيساً للمكتب السياسي لحماس في قطاع غزة عام 2017، وأعيد انتخابه عام 2021.

رئاسة المكتب السياسي: في 6 أغسطس 2024، انتخب رئيساً للمكتب السياسي لحركة حماس خلفاً لإسماعيل هنية، ليتولى القيادة في أكثر مراحل الحرب على غزة حساسية.

الاستشهاد: خاتمة البطل المشتبك

في 16 أكتوبر 2024، ارتقى القائد يحيى السنوار شهيداً، في اليوم الـ 377 لمعركة "طوفان الأقصى" التي قادها. جاء استشهاده خاتمة أسطورية لمسيرته؛ حيث وُصف بأنه قُتل وهو "مرتديًا جعبته العسكرية، مشتبكًا، مقبلاً غير مدبر".

هذه الخاتمة البطولية، التي قاوم فيها حتى النفس الأخير رغم إصابته، رسخت صورة السنوار كبطل مقدام في مواجهة عدوان وحرب إبادة شاركت فيها "كل القوى العالمية العظمى"، ليظل اسمه حاضراً كأحد أبرز رموز الصمود والتحدي الفلسطيني.