آلاف الفلسطينيات مهجرات ومعتقلات في سورية
عشية يوم المرأة العالمي
الجمعة، 08 آذار، 2019
تعرضت المرأة الفلسطينية السورية في ظل
أحداث الحرب لكافة أشكال العنف الجسدي والنفسي، فهي لم تكن بمعزل عن محيطها في سورية،
وهي الأم والأخت والزوجة وبالتالي كانت هي الأرملة والثكلى و زوجة المفقود أو المعتقل
وقد تكون هي المعتقل في ظل أحداث الحرب في سورية.
وتشير إحصائيات مجموعة العمل من أجل فلسطيني
سورية أن (478) ضحية من اللاجئات الفلسطينيات قضين لأسباب مختلفة على امتداد الرقعة
السورية أبرزها القصف ونقص الرعاية الصحية وإثر تفجيرات.
وأكدت المجموعة أنها وثقت (35) لاجئة فلسطينية
قضين تحت التعذيب في سجون النظام السوري، دون تسليم جثامينهن وسط تكتم النظام السوري
على قضية شهداء التعذيب، ومنهم من تم التعرف عليه من خلال الصور المسربة لضحايا التعذيب.
في حين يواصل النظام السوري تكتمه على مصير
أكثر من (110) معتقلات في السجون السورية، وسط تعرضهن لكافة أشكال التعذيب والقهر الجسدي
والنفسي.
وفي هذا مخالفة واضحة للإعلان العالمي بشأن
حماية النساء والأطفال في حالات الطوارئ والنزاعات المسلحة الصادر في عام 1974 في المادة
رقم (5) منه التي نصت على اعتبار هذه الممارسات اجرامية «تعتبر أعمالاً إجرامية جميع
أشكال القمع والمعاملة القاسية واللاإنسانية للنساء والأطفال، بما في ذلك الحبس والتعذيب».
كما وثقت المجموعة (37) لاجئة فلسطينية مفقودة داخل
الأراضي السورية وخارجها، وقد نقل مفرج عنهم من السجون مشاهدتهم عدد من اللاجئين الفلسطينيين
المفقودين في السجون السورية ومنهم الأطفال، كذلك تم توثيق (26) لاجئة فلسطينية قضين
خلال رحل الموت للوصول إلى الدول الأوروبية هرباً من الحرب في سورية.
وشكل النزوح والتهجير من المخيمات الفلسطينية
عبئاً كبيراً على العائلة الفلسطينية بشكل عام والمرأة بشكل خاص، فالمئات من العائلات
فقدت المعيل الوحيد إما في القصف أو الاعتقال أو الموت تحت التعذيب، وباتت المرأة وحيدة
لمواجهة ظروف الواقع الصعبة، من إيجار المنزل إلى تأمين المواد الغذائية بأسعارها المرتفعة،
إضافة للتوتر الأمني في معظم مناطق سوريا، كذلك الحال خارج سوريا.
فقد أشار ناشطون في وقت سابق أن من بين
اللاجئين الفلسطينيين السوريين في لبنان والذي كان يبلغ عددهم (45) ألف لاجئ، يوجد
حوالي (3360) عائلة المعيل فيها هي المرأة لفقدان الزوج.
كما هجّرت آلاف النساء الفلسطينيات إلى
جانب عوائلهن من مخيم اليرموك وخان الشيح إلى الشمال السوري، ويقطنون في مخيمات تعاني
من ظروف إنسانية صعبة.
يشار إلى أن العادات و التقاليد السائدة
لدى بعض شرائح المجتمع الفلسطيني كالخوف من تلوث السمعة أو " الفضيحة " منعت
الكثيرين من العائلات التبليغ عن اختفاء بناتهن أو اختطافهن أو الإعتداء عليهن من قبل
جهة ما من الجهات المتصارعة داخل سورية ، مما يجعل الأعداد الموثقة تقريبية.