الأونروا: 18 ألف فلسطيني محاصرون
بمخيم اليرموك
قال المفوض العام لوكالة (الأونروا) بيير كرينبول إن 18 ألف لاجئ فلسطيني
لا يزالون محاصرين في مخيم اليرموك قرب العاصمة السورية دمشق، وإنهم يعانون أوضاعا
مأساوية وصعبة.
وأضاف كرينبول -في كلمة ألقاها في اجتماع اللجنة الاستشارية لأونروا
المنعقد في منطقة البحر الميت بالأردن بحضور ممثلين عن الدول المانحة- أن هؤلاء
يعيشون أوضاعا صعبة مع دخول فصل الشتاء، وأن معاناتهم تزداد نتيجة "البرد
والخوف"، مشيرا إلى انخفاض المساعدات التي كانت تقدمها أونروا لهم منذ الصيف
الماضي.
وكشف المفوض العام عن مباحثات تجريها أونروا مع السلطات السورية لتوفير
كميات أكبر من المساعدات للاجئين في المخيم دون أن يذكر أسباب هذا الانخفاض.
وتابع أن نحو 60% من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا -البالغ عددهم أكثر
من نصف مليون- قد أصبحوا نازحين أو لاجئين للمرة الثانية في لبنان أو في سوريا،
وفي تركيا أو في مصر.
وأشار إلى وجود آلاف الفلسطينيين الذين نزحوا من سوريا في مصر، وأنهم
"يعانون أوضاعا صعبة"، لكنه رحب باستعداد السلطات المصرية لمناقشة
أوضاعهم مع أونروا، كما كشف عن وجود نحو 14 ألف لاجئ من فلسطينيي سوريا نزحوا
للأردن، متمنيا أن تسمح السلطات الأردنية ببقائهم على أراضيها حتى تنجلي الأزمة في
سوريا.
وبحسب كرينبول، فإن هناك نحو أربعة آلاف موظف من وكالة أونروا يعملون
لتقديم الإغاثة للاجئين الفلسطينيين في سوريا، قتل منهم 14 موظفا أثناء أداء
عملهم، ولا يزال بعضهم في عداد المفقودين.
وأكد أن 76 مدرسة تابعة لأونروا تشكل أكثر من ثلثي مدارس الوكالة بسوريا
باتت غير صالحة للاستخدام، بينما تحولت 15 مدرسة إلى مأوى لأكثر من ستة آلاف لاجئ،
معتبرا أن المدارس الواقعة في محيط القتال "تعد مثالا دراماتيكيا للتجاهل
السافر لحرمة حياة المدنيين الذي تظهره أطراف النزاع والذي ينبغي أن تتم
إدانته".
وتابع أن آثار النزاع في سوريا لا تزال كارثية على السوريين وعلى لاجئي
فلسطين على حد سواء، حيث يستمر القتال بشراسة في العديد من الأماكن، وتبقى أنماط
العنف ضد المدنيين -الذي غالبا ما يكون عشوائيا ومتعمدا- أمرا بالغ الحساسية.
ونوه كرينبول في كلمته إلى الوضع المالي للأونروا، مشيرا إلى أن العجز في
موازنتها بلغ في يونيو/حزيران الماضي نحو سبعين مليون دولار، ويبلغ حاليا 45 مليون
دولار، وهو أقل بقليل من العام الماضي.
وتوقع أن يتراوح العجز في الموازنة لعام 2015 ما بين 65 و70 مليون دولار،
مناشدا الدول المانحة الوفاء بالتزاماتها تجاه اللاجئين، منتقدا بشكل واضح ما سماه
المساعدات الإنسانية الطارئة التي يتم إرسالها في أوقات الأزمات والطوارئ، قبل أن
يتراجع الاهتمام وبالتالي التبرعات المالية عندما يتوقف تسليط الضوء على الأزمات.
من جهة أخرى قال كرينبول إن هناك تباطؤا في عمليات إعادة إعمار القطاع،
على الرغم من توقيع اتفاقية بهذا الشأن بين الحكومة الفلسطينية والأمم المتحدة.
ووصف عمليات إعادة الإعمار بـ"غير الفعالة والبطيئة مما سيزيد
معاناة الناس في فصل الشتاء"، ودعا الأطراف كافة للتوقف عن ما أسماه
"لعب السياسة على حساب الغزيين اليائسين"، والبدء فورا بإعادة إعمار
القطاع.
وشدد على أن الجهود الدولية ستتمكن في النهاية من إعادة إعمار البيوت
التي دمرت في القطاع، لكنه أكد أن الرهان الأهم يكمن في إعادة ترميم النواحي
النفسية لسكان القطاع الذين يعانون من الحصار إضافة للحرب التي عاشوها الصيف
الماضي.
الجزيرة. نت، الدوحة