القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

فلسطينيو سورية

«الأونروا» تتجاهل ضحايا الزلزال الفلسطينيين في الشمال السوري


الأربعاء 08 شباط 2023

نفت إدارة معبر باب الهوى الحدودي بين شمال سوريا وتركيا، دخول أي قافلة مساعدات إلى مناطق شمال غرب سوريا المنكوبة من الزلزال حتى تاريخ اليوم الأربعاء 8 شباط/ فبراير.

يأتي ذلك، في وقت قالت المتحدثة باسم المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين رلى الأمين، إنّ معظم الموجودين في مناطق سيطرة المعارضة السوريّة في الشمال يحتاجون إلى مأوى ومساعدات إنسانية عاجلة.

وتعيش ما بين 1500 إلى 1600 عائلة فلسطينية منتشرة في المناطق المنكوبة شمال غرب سوريا، أوضاعاً مطابقة لما يعيشه أهالي المنطقة، من ناحية الحاجة إلى الإيواء والمساعدات العاجلة، وسط حالة من الغضب لاستمرار تهميش وكالة "الأونروا” لهم حتّى في أقصى درجات الكارثة.

الناشط الفلسطيني المهجر في ريف حلب الشمالي ثائر أبو شرخ، أكد وجود عشرات العائلات الفلسطينية المشردة في الشوارع ومراكز الإيواء، في مختلف مناطق شمال سوريا نتيجة تضرر منازلها وخوفاً من الهزات الارتدادية المتواصلة.

وأشار أبو شرخ، إلى أنّ أعداد الفلسطينيين المنكوبين كبيرة نسبة إلى عددهم الكلّي، سواء من قضوا تحت الأنقاض أو من تشردوا من منازلهم، وبحاجة إلى مراكز إيواء ومساعدات غذائية وعينية ومواد تدفئة.

وحول الواقع الإغاثي للفلسطينيين شمال سوريا، وصفه أبو شرخ بالشحيح، نظراً لتهميش وكالة "الأونروا” هذه الشريحة من اللاجئين، واعتمادها على "شركائها" في تقديم المعونات لهم في إطار جهود الإغاثة شمال البلاد.

وأشار أبو شرخ إلى أنّ الوكالة تعتمد على المنظمات الإغاثية والدولية الأخرى، في تقديم المعونات للفلسطينيين هناك، وهو ما أشارت إليه الوكالة في ردها على رسائل قدمتها جهات فلسطينية في الشمال طالبت "الأونروا” بشمل الفلسطينيين المهجرين بمعوناتها.

وجاء رد الوكالة على رسالة تقدموا فيها في آب/ أغسطس 2022 الفائت، أنّ الفلسطينيين في الشمال "يتلقون المساعدات كجزء من التدخل الإنساني الشامل لجميع الأشخاص المتضررين على حد سواء”.

ونفى أبو شرخ تلقي اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في الشمال معونات من شركاء الوكالة، ممكن ان تسد احتياجات اللاجئين، "وهو ما بدا واضحاً منذ بدء العواصف الشتوية، حيث لم تقدم أي منظمة دعماً إغاثياً يعتد به”. حسبما أشار

وأضاف أبو شرخ:" نحن اليوم أمام كارثة كبيرة بدأت بعواصف عاتية وتوجّت بالزلزال، فيما يتواصل شحّ المساعدات وغياب الوكالة المعنية بغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"

بلغت أعداد الفلسطينيين الذين قضوا تحت أنقاض منازلهم في الشمال السوري جراء الزلزال نحو عشرين فلسطينياً في حصيلة غير نهائية.

وكانت "الأونروا” قد أطلقت نداءً الثلاثاء 7 شباط/ فبراير، للحصول على مبلغ 2.7 مليون دولار، من أجل إغاثة 57 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا تضرروا من الزلزال.

وأشارت الوكالة، إلى أنّ 90% من اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات النيرب، اللاذقية، عين التل، وحماة، التي يسكنها 26 ألف لاجئ، بحاجة إلى المساعدة بسبب الزلزال، وهي "المخيمات التي يمكن الوصول إليها من دمشق" بحسب بيانها، في استثناء واضح لفلسطينيي شمال غرب سوريا.

واكتفت "الأونروا” بالإشارة إلى فلسطينيي الشمال الغربي، في ختام بيانها وقالت: "لا شك في أن هناك المزيد من لاجئي فلسطين من بين المتضررين بشكل مأساوي في الشمال الغربي والذين لا يمكن الوصول إليهم إلا من خلال تركيا”.

الناشط الفلسطيني المهجر من مخيم اليرموك إلى الشمال السوري عمار القدسي، اعتبر ذرائع وكالة "الأونروا” في صعوبة الوصول إلى مناطق شمال غرب سوريا بالواهية.

واعتبر القدسي أنّ وكالة "الأونروا” في سوريا تضع الاعتبارات السياسية التي تتساوق بها مع النظام في سوريا، في المقدمة عن الاعتبارات الإنسانية والوظيفية المنوطة بها.

وأشار الناشط الفلسطيني إلى أنّ "لا عداء بين الوكالة وبين أي طرف محيط بتلك المناطق ممكن أن يعيق عملها"، في وقت تشهد فيه مناطق الشمال السوري نشاطاً للعديد من المنظمات الإغاثية. وأشار إلى علاقات طيبة تربط "الأونروا” بالدولة التركية بحكم أنها منظمة أممية.

وأضاف، أنّ وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، لا تحتاج إلى إذن من أحد لتفتح لها مكتب ارتباط في تركيا، تنسق من خلاله عمليات إيصال المساعدات إلى اللاجئين الفلسطينيين المهجرين في الشمال، على غرار مكتبها في مصر.

وأكّد على أنّ اللاجئين الفلسطينيين في الشمال السوري، ما زالوا ضمن الأراضي السورية وضمن نطاق عمل الوكالة، وهم بأمس الحاجة للمعونات الإنسانية والمالية في ظل الظروف التي فرضها الزلزال.

ولفت قدسي، إلى أنّ المرحلة المقبلة في الشمال السوري، قد تشهد تفاقماً غير مسبوق للأوضاع الإنسانية جراء تبعات الزلزال. داعياً الوكالة لإدخال قافلة مساعدات باسمها، لتقف عند اجتياحات مئات الأسر، مؤكداً أنّ المهمة لن تكون صعبة.

وصنّفت مناطق شمال غرب سوريا، كمناطق منكوبة وفق ما أعلنته السلطات المحليّة والدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، وتشير الأرقام المبدئية إلى دمار نحو 400 مبنى بشكل كلي وأكثر من 1300 بشكل جزئي، وتركز الدمار في مدينة عفرين وناحية جنديرس وعموم مناطق ريف حلب الشمالي وريف إدلب، وهي مناطق سكن وإيواء اللاجئين الفلسطينيين المهجرين من المخيمات الفلسطينية.

وبلغت أعداد الفلسطينيين الذين قضوا تحت أنقاض منازلهم نحو عشرين فلسطينياً، في حصيلة غير نهائية، بعد انتشال جثمان اللاجئة الفلسطينية الحامل بجنينها رندا الحسن من تحت أنقاض مبنى في بلدة سلقين.

فيما وصل عدد ضحايا الزلزال المدمر الذي شهدته مناطق جنوب تركيا فجر الإثنين 6 شباط 2023 أكثر من 12 ألف ضحية وآلاف الجرحى في كل من سوريا وتركيا، بحسب آخر تحديث للأرقام.