القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 10 كانون الثاني 2025

فلسطينيو سورية

البراميل تتساقط على جياع اليرموك

البراميل تتساقط على جياع اليرموك

لم يكتف نظام الأسد بتجويع من بقي في اليرموك من سكانه، لا بل شكّ أن الجوع هو السلاح الفتاك القادر على الإبادة، فأرسل سلاح الجو ليحصد أرواح من بقوا محدثا مجزرة فوق مجزرة.

ازدياد رهيب في أعداد ضحايا الجوع

تفاقمت المجاعة حيث لم يعد بالإمكان الحديث عن عدد ضحاياها في وسائل الإعلام، فبينما يشير أحد التقارير إلى رقم يكون عداد الموت مستمرا في حصاده، عدا عن حالات القنص لمن يحاولون قطف الأعشاب والعودة بها لجياع المنزل كالشهيد محمد عمر شهابي الذي استشهد قنصا بينما كان يقطف أعشاب لا تسمن ولا تغني من جوع، وعدا عن حالات الوفاة بسبب أمراض مزمنة أصبح وجود دواء لها أمرا مستحيلا داخل المخيم، وعدا أيضا عن حالات الموت السريري الموجودة داخل مشفى فلسطين، إذ ينتظر أصحاب هذه الأجساد الموت بفارغ الصبر متأكدين من رحمة الخالق أمام بطش العبد.

موت من الأرض وآخر من السماء

" موت من السماء وموت من الأرض وموت بكل حارة في اليرموك" هكذا أنهت سلمى ذات الثلاثين عاما جملتها على الهاتف وانهارت باكية، لقد أحدث البرميل الذي ألقته طائرات النظام صفعة لأهل اليرموك، ففي الوقت الذي تدور فيه أحاديث عن تدخل الأمم المتحدة وعن اقتراب الحل ودخول المعونات الغذائية والطبية إلى اليرموك أحدث برميل متفجر ألقته إحدى طائرات الأسد على المخيم مجزرة مروعة راح ضحيتها خمسة أشخاص لا ذنب لهم إلا أنهم قاموا بالصمود إزاء تجويع النظام لهم، أما أبو فراس فينشر التالي في إحدى صفحات حصار اليرموك على فيس بك " صارلنا أكثر من 40 سنة منتعلم دروس من هالنظام وصارلنا 3 سنين مناخذ دروس خصوصية ومكثفة جدا وبثمن هو الأغلى عبر التاريخ" مشيرا إلى أن النظام الممانع ما هو إلا كذبة على الفلسطينيين والسوريين، وأن الحقيقة هي أنه لا يرى في الطرفين سوى أعداء لكرسيه.

لا عذر للفصائل الفلسطينية

منذ بداية الثورة، امتاز موقف الفصائل الفلسطينية بالمرواغة والنفاق، كيف لا وهم إما مستفيد من الحرب على الفلسطينيين، أو خائف متذبذب وقد شاهد ما حل بـ"حماس" عندما رفضت أن تقاتل إلى جانب النظام فطارد عناصرها وقتل من قتل واعتقل من اعتقل، يقول فؤاد وهو مقاتل سابق في إحدى الفصائل الفلسطينية في ثمانينات لبنان " لم يشهد تاريخ الثورة الفلسطينية إلى اليوم رجالا بعمالة أحمد جبريل أمين عام الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، واللواء طارق الخضرا رئيس أركان جيش التحرير الفلسطيني، اللذين يقاتلان إلى جانب العدو الأوضح للفلسطينيين تاريخيا" قاصدا بذلك النظام السوري الذي يحارب المخيمات الفلسطينية اليوم بهمجية لم يشهدها فلسطينيو الداخل خلال صراعهم المرير عبر 66 عاما الماضية.

السوريون والفلسطينيون اليوم ينظرون بحرقة ومرارة إلى كل أشكال الموت في اليرموك، آملين عودة الفلسطيني إلى مكانه الطبيعي بين أخوته في سوريا لينطلق الاثنان بعد النصر القادم إلى النصر الأعظم في بيت المقدس.

المصدر: الأخبار الآن